درعا.. النظام يهدد بـ”غزة ثانية” في محجة

camera iconمدنيون ومقاتلون محليون خلال صلح عشائري في بلدة محجة شمالي درعا- 13 من شباط 2024 (bosra press)

camera iconcamera iconمدنيون ومقاتلون محليون خلال صلح عشائري في بلدة محجة شمالي درعا- 13 من شباط 2024 (bosra press)

tag icon ع ع ع

هدد رئيس فرع “الأمن العسكري” في درعا، العميد لؤي العلي، وجهاء بلدة محجة في ريف درعا الشمالي خلال اجتماعه معهم، بقصف البلدة حال رفض الفصائل المحلية تسليم سلاحهم وإجراء “تسوية أمنية” جديدة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن وجهاء البلدة عقدوا اجتماعًا مع العميد لؤي العلي، الأربعاء 21 من آب، تلقوا فيه تهديدات في حال الامتناع عن إجراء “تسوية” جديدة في البلدة.

وتكرر الاجتماع اليوم الخميس، وضم مقاتلين في فصائل محلية ووجهاء من البلدة، أبلغت فيه الفصائل رفضهم لمطالب لؤي العلي.

وقال الملازم أول ناجي المجاريش، وهو عسكري منشق عن قوات النظام ينحدر من محافظة درعا، ويمقيم في الأردن، لعنب بلدي، إن لؤي العلي أبلغ الوجهاء أنه سيجعل من بلدة محجة “غزة ثانية”، وفق معلومات قال إنه حصل عليها من أبناء البلدة.

قيادي في فصيل عسكري بالبلدة طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال من جانبه لعنب بلدي إن لؤي العلي هدد وجهاء محجة بجعل البلدة “غزة ثانية”، مهددًا بقصفها وحصارها، كما يحصل في قطاع غزة في فلسطين المحتلة.

وأضاف أن العلي عرض على الوجهاء تجريد المقاتلين واللجان الشعبية التابعين لفرعي “الأمن العسكري” و”أمن الدولة” في المنطقة من سلاحهم، لكن القيادي شكك بمصداقية العلي حول تجريد المجموعات التابعة له من السلاح.

وأشار إلى أن قرار الفصائل المحلية صدر بالإجماع بعدم الموافقة على تسليم السلاح مهما كانت التهديدات، وطالب مقاتلي درعا والفصائل المحلية فيها بالكامل، بالتدخل الفوري للضغط على النظام واعتبار معركة محجة هي معركة جميع القرى والبلدات في درعا.

ما جذور المشكلة

اندلعت في 19 من آب الحالي مواجهات بين مقاتلين في البلدة ومجموعات تابعة للنظام السوري تحت مسمى “اللجان الشعبية”، أسفرت عن قتلى من كلا الطرفين بالإضافة لوقوع جرحى في صفوف المدنيين.

ويتركز وجود “اللجان الشعبية” وهي قوات عسكرية رديفة بقوات النظام، في الحي الغربي من بلدة محجة في حين يتركز وجود الفصائل المحلية في الحي الشرقي من البلدة.

القيادي الذي تحدثت إليه عنب بلدي، قال إن النظام ساند هذه المجموعات عبر إمدادها بالذخيرة والعناصر وسمح لها باستخدام نقطة عسكرية تعرف باسم تلة مقداد، كما شارك في إسعاف الجرحى وتحويلهم لمستشفى “إزرع” الحكومي.

ومَحَجَّة هي بلدة سورية تتبع إداريًا لمنطقة إزرع في محافظة درعا، وتبعد 45 كيلومترًا شمال شرق مركز محافظة درعا و65 كيلومترًا جنوب دمشق، ويبلغ عدد سكانها حوالي 23 ألف نسمة.

وفي 14 من آب لالحالي، استهدف مسلحون محليون مفرزة لـ”أمن الدولة” في محجة، وهددوا باقتحامها في حال لم تفرج قوات النظام عن شاب من أبناء البلدة، اعتُقل على حاجز “منكت الحطب” شمالي درعا.

سبق ذلك بأيام استهداف مفرزة “أمن الدولة” بقذيفة “RPG” بعد انتهاء مهلة فرضها المقاتلون المحليون على قوات النظام للإفراج عن معتقلَين من أبناء البلدة، لكن النظام استجاب لمطالب المقاتلين، وأفرج عن الموقوفين.

وفي شباط الماضي، حاولت قوات النظام اقتحام محجة، لكنها أُجبرت على التراجع بعد مواجهات مع فصائل محلية فيها.

وفي كانون الأول 2023، انفجرت عبوة ناسفة برتل للشرطة العسكرية الروسية قرب جسر محجة ما دفع النظام لاتهام مقاتلي بلدة محجة بهذا الاستهداف، لكن لم ينتج عن الحدث أي تحركات في المنطقة.

سيناريو يتكرر

تحركات النظام عبر “الأمن العسكري” ليست جديدة على محافظة درعا، إذ سبق واجتمع وجهاء من مدينة جاسم شمالي المحافظة مع رئيس فرع “الأمن العسكري” بالمحافظة، لؤي العلي، وتضمّن الاجتماع مطالب بتسليم الأسلحة التي تمتلكها الفصائل المحلية في درعا، وإقامة “تسوية” جديدة للمطلوبين.

ووفق ما قالته مصادر قيادية في الفصائل المحلية بمدينة جاسم لعنب بلدي حينها، لاقت طلبات العلي حول تسليم السلاح رفضًا قاطعًا، كما أن فصائل مسلحة في مدن وبلدات أخرى بمحافظة درعا رفضت طرح لؤي العلي حول تسليم الأسلحة، ومنها “اللواء الثامن”، وهو أكبر فصيل عسكري في درعا، ويتبع لـ”الأمن العسكري” إداريًا.

من جانبه، قال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن لؤي العلي طلب من وجهاء جاسم التنسيق مع قيادة “اللواء الثامن” من أجل تسليم السلاح الذي صادره “اللواء” في تموز الماضي، بعد اقتتال داخلي بين فصائل المدينة.

وطالب العلي أيضًا، وفق “أحرار حوران”، بإخراج من أسماهم “الغرباء” من المدينة بأسرع وقت، في إشارة إلى المقيمين بالمدينة ولا ينحدرون منها.

وتكرر السيناريوهات المشابهة في مدن مختلفة منها درعا البلد، ومدينة طفس، ونوى، وغيرها.

وتنتشر في محافظة درعا فصائل محلية من بقايا فصائل المعارضة التي حافظت على سلاحها الخفيف والمتوسط، وأجبرت على تسليم أسلحتها الثقيلة للنظام بعد أن سيطر الأخير على المحافظة في تموز 2018، بدعم جوي روسي، وبري إيراني، وتفاهم أردني- روسي- أمريكي.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة