عائلة المفكر السوري عبد الأكرم السقا تعلن وفاته في سجون النظام

  • 2024/08/21
  • 7:28 م
المفكر الإسلامي السوري عبد الأكرم السقا (تعديل عنب بلدي)

المفكر الإسلامي السوري عبد الأكرم السقا (تعديل عنب بلدي)

أعلنت عائلة المفكر الإسلامي السوري، عبد الأكرم السقا، اليوم، الأربعاء 21 من آب، وفاته في سجون النظام السوري بعد 13 عامًا من اعتقاله.

ونعى جلال السقا، عبر “فيس بوك“، والده المعتقل منذ تموز 2011، وقال إنه جرى تثبيت وفاته في السجلات المدنية نهاية عام 2014.

عبد الأكرم السقا من مواليد مدينة داريا 1944، عالم دين، ومفكر إسلامي معاصر، وكان إمامًا وخطيبًا لجامع “أنس بن مالك” في مدينة داريا بين عامي 1988 و2000.

كما يعتبر السقا من أتباع مدرسة اللاعنف التي نظّر لها المفكر الإسلامي جودت سعيد، وهو من المفكرين الإسلاميين المجددين، ومؤسس الجمعية الخيرية والثانوية الشرعية في مدينته.

وبعد اندلاع الاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الأسد عن السلطة، ساند عبد الأكرم السقا الحراك الشعبي، وشارك طلابه في المظاهرات التي شهدتها المدينة، لتداهم قوات النظام منزله في 15 من تموز 2011، بعد مراجعات للفروع الأمنية على مدار أربعة أشهر.

للسقا عدد من المؤلفات، منها كتاب “الصيام”، “لا يمسه إلا المطهرون”، “مؤمن آل فرعون”، “قيمة الفقه في حياة الإنسان”، “الدعوة إلى التغيير”، “رؤى في الفكر والقلب”، “في ظلال سورة البروج”، “حسن الاختيار واجب وضرورة”.

تجربة السقا الأخيرة مع المعتقل لم تكن الوحيدة، فبعد وفاة الأسد الأب إثر عقود من حكم طويل بلا انتخابات، اعتقلت السلطات الأمنية الشيخ السقا لشهرين، وعزل من الخطابة وجرد من مهمته كإمام ومدرس ومدير لمعهد تحفيظ القرآن، بسبب عدم تطرقه لموضوع وفاة حافظ الأسد والدعاء له في خطبه.

وإبان الغزو الأمريكي للعراق في 2003، قاد السقا أنشطة احتجاجية سلمية في مدينة داريا ضد غزو البلد العربي الجار، إضافة إلى حملات توعية في داريا ضد التدخين وانتشار الرشوة، ولمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، فاعتقلته المخابرات العسكرية التابعة للنظام مع 24 من طلابه، واستمر اعتقاله حينها لـ11 شهرًا، بينما بلغت فترة اعتقال بعض طلابه أكثر من عامين ونصف، وأحيل بعضهم إلى المحكمة الميدانية العسكرية في قضية عرفت باسم “معتقلو داريا”.

إعلان الوفاة المتأخر الذي استحضر الحدث في وجدان العائلة وعاطفتها يعكس في الوقت نفسه الكثير عن “سوريا آمنة” يحاول النظام تصويرها، دون التفات أو نقاش أو حتى مساومة على مصير أكثر من 136 ألف معتقل سوري في سجون ومعتقلات النظام، بلا جريمة أو جنحة، لم تشفع لهم مساعٍ عربية تطرقت لأوضاعهم وضرورة الإفراج عنهم في “المبادرة الأردنية” التي سلكت مسارًا عكسيًا فاقمت المعاناة عوضًا عن لملمتها.

كما أن مراسيم “العفو” الـ23 التي أصدرها رئيس النظام، بشار الأسد، منذ عام 2011، لم تمنح المعتقلين حريتهم المأمولة، أو حرية من بقي منهم حيًا، في ظل إعلانات متتابعة عن وفيات مسجلة بتواريخ قديمة لمعتقلين لا يزال محبوهم وعائلاتهم رهينة الانتظار.

نحو 136 ألف معتقل في سجون النظام، كان منهم عبد الأكرم السقا، لكل منهم حكايته وعالمه وأحلامه، تؤكدهم وتثبت وجودهم رغم تغييبهم، الصور التي التقطت تحت جسر “الرئيس” بالعاصمة دمشق، في أيار 2022، لأهالي المعتقلين الذين ينتظرون الإفراج عن أحبائهم، وما قيل حينها وحذفته وسائل الإعلام السورية المقربة من النظام، لمخالفة اللوعة ولهفة اللقاء ومشاعر العجر شروط النشر على “شاشة الأسد”.

كما يشبههم أيضًا قول الشاعر المصري فاروق جويدة، “لا شيء للفرسان يبقى، حين تنكسر الخيول، سوى البريق المرتعد، وعلى امتداد الأفق تنتحب المآذن، والكنائس والقباب، وصوت مسجون سجد”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا