“الإدارة الذاتية” تدرس تأجيل انتخاباتها إلى أجل غير مسمى
تناقش “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا تأجيل انتخابات البلدية في مناطق سيطرتها إلى أجل غير مسمى وسط تهديدات عسكرية من تركيا في حال استمر السعي لعقدها.
وقال سكرتير أحد الأحزاب الكردية التي شاركت في اجتماع مع “الإدارة الذاتية” لشبكة “رووداو” الكردية (مقرها أربيل)، الثلاثاء 20 من آب، “ناقشنا الأمر أمس مع (الإدارة الذاتية). نعتقد أنه لا ينبغي إجراء هذه الانتخابات في الوقت الراهن. لا توجد حاجة لتحديد أي موعد للانتخابات على الإطلاق”.
وأضاف أن المنطقة تعيش “وضعًا حساسًا للغاية”، مشيرًا إلى ضرورة تأجيل الانتخابات إلى وقت مناسب حتى تجري العملية الانتخابية بشكل ناجح.
ولفت المصدر السياسي الذي لم تسمّه “رووداو” إلى أنه أبلغ مسؤولي “الإدارة الذاتية” والهيئة الانتخابية أن الوقت غير مناسب لإجراء انتخابات محلية الآن.
من جانبها، قالت ممثلة “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في واشنطن، سينم محمد، إن بعض الأحزاب السياسية طلبت التأجيل الانتخابات، ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن.
وفي حزيران الماضي، توافقت أحزاب سياسية على طلب تأجيل انتخابات البلديات، ما شكل ملامح تأجيل للمرة الثالثة على التوالي.
ونقلت وكالة “نورث برس” عن سكرتير حزب “الديمقراطي الكردي في سوريا” (البارتي)، نصر الدين إبراهيم، قوله، في 25 من تموز الماضي، إن أحزابًا سياسية ستتقدم بطلب لتأجيل الانتخابات “لحين تهيئة ظروف مناسبة”.
ووفق إبراهيم، ستتقدم الأحزاب بطلبها إلى المفوضية العليا للانتخابات التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وكانت “الإدارة الذاتية” حددت 30 من أيار الماضي موعدًا للانتخابات، خلال الاجتماع الأول لـ”المفوضية العليا للانتخابات” التي تشكلت في 28 من شباط.
وقبيل الموعد المحدد لها، أجلت “الإدارة” انتخاباتها حتى 11 من حزيران، ثم عادت لتأجيلها حتى آب الحالي.
ضغوط أفضت للتأجيل
بعد أيام على تأجيل الانتخابات للمرة الأولى، علّقت الولايات المتحدة الأمريكية (وهي الداعم الرئيس لـ”الإدارة الذاتية”) على الانتخابات، إذ قالت إن ظروف “الأزمة” في سوريا غير مواتية لإجراء انتخابات شمال شرقي سوريا في الوقت الراهن.
وجاء في إحاطة صحفية للنائب الرئيسي للمتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في 30 من أيار الماضي، أن الولايات المتحدة محافظة على موقفها من أن أي انتخابات تجري في سوريا “يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة”.
ومع التأجيل الثاني، حملت ألمانيا الموقف نفسه على لسان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، إذ قال عبر “إكس”، إن إجراء انتخابات في سوريا بالوقت الراهن لن يؤدي إلى دفع العملية السياسية إلى الأمام، بل إلى ترسيخ الوضع الراهن المتمثل في الصراع والانقسام الذي طال أمده.
وكان لأنقرة موقف أكثر حدة، إذ دعا زعيم حزب “الحركة القومية” (MHP) التركي، دولت بهشلي، لعملية عسكرية مشتركة تجمع تركيا والنظام السوري للقضاء على “العمال الكردستاني” في سوريا، وفق ما نقلته صحيفة “Cumhuriyet” التركية.
وانتقد بهشلي انتخابات البلديات، معتبرًا أنها مرحلة جديدة قادمة لـ”تقسيم تركيا”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في الحوار مع “الإرهابيين” أمرًا ذا أهمية استراتيجية في المكان، في إشارة لـ”الإدارة الذاتية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :