دير الزور.. استيلاء وتفجير منازل انتقامًا من “عناصر العشائر”

مقاتلون من "قسد" على مدخل دير الزور شرقي سوريا (روداو)

camera iconمقاتلون من "قسد" على مدخل دير الزور شرقي سوريا (روداو)

tag icon ع ع ع

شاهد محمد الشافي، من أبناء بلدة الصبحة شرقي دير الزور، عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وهم يقتحمون منزل أحد أقربائه، لكن اقتحامهم هذه المرة استمر منذ دخولهم المنزل في أيلول 2023 حتى اليوم.

قال محمد، لعنب بلدي، إن “قسد” استولت على المنزل بحجة أن صاحبه ضابط متقاعد ويسكن في مناطق سيطرة النظام.

ورغم رفع دعوة في محكمة الكسرة لإخلاء المنزل، وصدور حكم بذلك، فإن قيادات “قسد” رفضت الامتثال للحكم القضائي والقرارات الصادرة عن مظلتها السياسية “الإدارة الذاتية”، وحولت المنزل لمقر عسكري يتمركز فيه عناصر من قوات “الكوماندوز”.

استولت “قسد” على عدة منازل تعود لعناصر في “قوات العشائر العربية” التي شنت هجمات ضدها منذ نهاية آب 2023، وبعد الهجوم الأحدث في 7 من آب، فجرت “قسد” منازل لعناصر من قوات العشائر.

عضو في منظمة تعمل على توثيق انتهاكات “قسد” (طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام) قال لعنب بلدي، إن “مجلس هجين العسكري” التابع لـ”قسد” استقدم قوة عسكرية ضخمة في 10 من آب، وأبلغت ذوي أسمر العميري، أحد مقاتلي “قوات العشائر”، بإخلاء منزله خلال نصف ساعة من أجل تفجيره، وهددت بتفجير المنزل فوق رؤس ساكنيه في حال الاعتراض.

وبحسب عضو المنظمة، زرع عناصر “قسد” عبوات ناسفة في محيط المنزل، وفجروه بعد إخلائه من ساكنيه.

ولم يختلف الأمر عن ذوي كريم الجبيري، الذي فجر منزله أيضًا في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور.

الصحفي إبراهيم الحسين، الذي ينحدر من بلدة أبو حمام ويقيم شمالي حلب، قال لعنب بلدي، إن تفجير المنازل من قبل “قسد” أدى إلى تهجير للسكان المعارضين لها.

وأضاف إبراهيم أن “قسد” استغلت الهجوم على مناطق سيطرتها لـ”للانتقام من معارضيها” ونشر الذعر بين السكان، وخلق تفجير المنازل حركة نزوح من بلدات الريف الشرقي، خاصة أنه جاء عقب قصف ومواجهات بين “قسد” ومسلحين مدعومين من النظام السوري.

وأشار إبراهيم، إلى أن أسلوب تفجير المنازل هو استمرار لنهج تنظيم “الدولة الإسلامية” ضد معارضيه في دير الزور.

وفي 5 من أيلول 2023، وثقت “الشبكة السورية” استيلاء “قسد” على 21 منشأة مدنية من بينها 18 مدرسة شمال وشرق محافظة دير الزور، وتحويلها إلى مقار عسكرية تابعة خلال الاشتباكات السابقة مع العشائر نهاية آب 2023.

اشتباكات دير الزور تحرم المزارعين من الوصول لأراضيهم

من الانتفاضة إلى استغلال النظام

شهر آب من عام 2023 شكّل انعطافة جديدة في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قسد”، بعد قرار “قسد” إنهاء سيطرة “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها على محافظة دير الزور.

“مجلس دير الزور العسكري” هو فصيل محلي مكوّن بمعظمه من أبناء عشائر المحافظة العربية في المحافظة، وكان يقوده أحمد الخبيل الملقب (أبو خولة).

اعتقال “قسد” قائد “المجلس” أحمد الخبيل، تسبب بانتفاضة قبلية في وجه “قسد”، خاصة أن أبناء العشائر كانوا يشتكون على مدى سنوات من تهميشهم واستخدام “قسد” أسلوب القمع ضدهم.

وبعد أيام على المواجهات، غاب اسم “مجلس دير الزور” بالكامل عن المواجهات المسلحة، وبقي طرفاها “قسد” ومقاتلين من أبناء عشائر المنطقة يقودهم إبراهيم الهفل.

إبراهيم الهفل، أحد شيوخ عشيرة “العكيدات”، وصار بعد اشتباكات آب 2023 قائد “قوات العشائر العربية”، ويتهم من قبل “قسد” بالتبعية للنظام السوري.

تجددت الاشتباكات في 7 من آب الحالي، بهجوم شنته “قوات العشائر العربية” بدعم من قوات النظام والميليشيات الإيرانية ضد “قسد”، وهو ما أدى إلى ضياع جهود أبناء العشائر في انتفاضتهم ومحاولتهم تحقيق مطالبهم.

الاشتباكات أدت أيضًا إلى نزوح مئات السكان، ومقتل 25 مدنيًا وإصابة 34 آخرين، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

دير الزور.. رسائل إقليمية بأدوات محلية

وبحسب شهادات حصلت عليها عنب بلدي في وقت سابق، يتعرض مدنيون بريف دير الزور الخاضع لسيطرة “قسد” لاعتداءات وانتهاكات متمثلة بعمليات اعتقال دون مذكرات قضائية، وظروف احتجاز سيئة والتعذيب، بينما يتحول بعضهم إلى مختفين قسريًا.

تضاف إليها حملات دهم واحتجاز جماعية تنفذها “قسد” تستهدف المدنيين بدعوى محاربة تنظيم “الدولة” أو لغايات التجنيد الإجباري، يتخللها ضرب أطفال ونساء داخل المنازل للاعتراف عن أماكن أسلحة أو ذخائر مخبأة في المنطقة.


شارك في بناء هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة