اقترح علماء من الصين بناء وحدة مغناطيسية لإطلاق الموارد من سطح القمر إلى الأرض، في خطوة تعد الأولى من نوعها في عالم الفضاء.
وذكرت صحيفة “ South China Morning Post” الصينية، الاثنين 19 من آب، أن تكلفة إنشاء مشروع الوحدة المغناطيسية تصل إلى أكثر من 18 مليار دولار، وتعتمد على تقنية التعليق المغناطيسي بشكل مشابه لمبدأ فيزياء رمي المطرقة، حيث يتم استخدام ذراع لتدوير كبسولة محملة بأشياء وإطلاقها باتجاه الأرض.
وأوضحت الصحيفة أن الوحدة تحتوي على ذراع يبلغ طولها 50 مترًا، وتعمل بمحرك فائق التوصيل الحراري يصل بعد 10 دقائق من تشغيله إلى السرعة الفضائية الثانية للقمر، التي تبلغ 2.4 كم/ثانية.
كما تعتمد الوحدة على الطاقة الشمسية والذرية، مع توفير 70% من تكاليف التشغيل باستخدام الطاقة الحركية للذراع عند الكبح.
وتستفيد الوحدة من ميزات سطح القمر، مثل الفراغ وانخفاض الجاذبية، ما يسهل إطلاق الكبسولات ويقلل من كلفتها بنسبة 10% مقارنة بالطرق التقليدية.
ورغم التكلفة الكبيرة للمشروع، يرى مبتكرون صينيون أن فوائده الاقتصادية ستكون هائلة، حيث سيساعد استخراج ونقل 3-5 أطنان من “هيليوم-3” سنويًا من القمر إلى الأرض، على تحقيق إيرادات تصل إلى 16 مليار دولار.
ويعتبر “هيليوم-3” من المصادر الواعدة للطاقة، ومن المتوقع أن يغطي احتياطيه الموجود على القمر احتياجات الصين من الطاقة الكهربائية بشكل كامل إذا تم تنفيذ هذا المشروع بنجاح.
وأفادت صحيفة “South China Morning Post” أن الوحدة المغناطيسية قد تعمل لمدة تصل إلى 20 عامًا، لكن تركيبها على سطح القمر بوزنها الذي يصل إلى 80 طنًا يتطلب تطوير صاروخ نقل فائق الثقل.
ومن المتوقع أن تصبح هذه الوحدة جزءًا من المحطة القمرية الروسية- الصينية المشتركة، المقرر بناؤها في القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2035.
وفي عام 2022، وقعت روسيا والصين اتفاقية تعاون في مجال إنشاء محطة القمر العلمية الدولية، والتي تنص على إنشاء المحطة على ثلاث مراحل، وتشمل تركيب وحدات للبحوث والطاقة والإقلاع والهبوط في المحطة.
وفي حزيران الماضي، صدق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على قانون الاتفاق المبرم مع الصين، بشأن الإنشاء المشترك للمحطة القمرية العلمية الدولية.