بمشاركة 52 لاعبًا.. تعرّف إلى بطولة بناء الأجسام في إدلب
رغم تعرض ساقه لحالة بتر، لم تمنع الإصابة الشاب محمد ماهر ناجي من المشاركة في بطولة بناء الأجسام التي أقيمت بإدلب، في 17 من آب الحالي.
يهدف محمد، وهو صاحب نادي “نجوم الحديد”، من هذه المشاركة إلى أن تكون قصته ملهمة للشباب في الشمال السوري، خاصة الذين تعرضوا لإصابات خلال سنوات الحرب الطويلة.
تعرّض لاعب بناء الأجسام محمد ناجي لبتر إحدى ساقيه عام 2019، إثر قصف جوي طال مدينة بنش شرقي إدلب، ما سبب له حالة من العزلة واليأس استمرت مدة سنة.
وبسبب إصرار اللاعب وعزيمته، استطاع محمد العودة إلى صالة التدريب وممارسة الرياضة التي يعشقها، قائلًا إنه لا يهدف من مشاركته في البطولة تحقيق مركز معين، إنما أن يكون ملهمًا يشجع الشباب على ممارسة الرياضة.
في البطولة، تنافس محمد مع ستة لاعبين عن وزن 65 كيلوغرامًا، مضيفًا أن التجهيز للبطولة كان صعبًا للغاية، إذ لم يستطع تنفيذ تمارين “الكارديو” اللازمة لحرق الدهون التي يعتمد عليها اللاعبون، واحتاج إلى اتباع حمية غذائية خاصة.
وأجريت بطولة مفتوحة لبناء الأجسام في مدينة إدلب لفئتي الرجال والشباب، بمشاركة 52 لاعبًا من 12 بيتًا رياضيًا من عموم الشمال السوري، قدموا من ريف حلب ومحافظة إدلب.
منافسة وتحضير
شهدت البطولة التي أقيمت ليوم واحد منافسات قوية من اللاعبين الذين عكفوا على التمرين والتحضير لمدة عام كامل.
اللاعب شادي العدل حائز على لقب بطل الجمهورية وبطولة المحافظة خمس مرات في السابق، وحائز على لقب البطولة عام 2021 لوزن 85 كيلو على مستوى الشمال، قال إن المنافسات كانت قوية وأظهرت مدى التحضيرات الطويلة للإعداد لهذه البطولة.
واعتبر شادي أن المستويات التي ظهرت ليست كافية للمشاركة في البطولات الدولية، بسبب ضعف إمكانيات اللاعبين وغياب الدعم لهذه الرياضة.
وأضاف لعنب بلدي أن المستويات عالية مقارنة بالإمكانيات المتاحة واعتماد اللاعبين على أنفسهم، لافتًا إلى أن توفر الدعم اللازم للاعبين كفيل بتقديم مستويات “راقية جدًا” في هذه الرياضة.
من جانبه، ذكر اللاعب أحمد عبارة الحائز على لقب البطولة لوزن 90 كيلو، والحائز على لقب سيد الشمال في هذه البطولة، أن المستويات المقدمة على منصات العرض كانت عالية للغاية، وتدل على إصرار المشاركين على الحصول على اللقب ومدى التزامهم بالحمية والتدريبات القاسية.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه ثابر على التدريبات لمدة ثلاث سنوات، والتزم بالخطة التدريبية للمشاركة في البطولة منذ بداية العام، ودخل في مرحلة التحضير لها قبل أربعة أشهر من انطلاقها.
أربعة معايير
رئيس “الاتحاد السوري الحر” لبناء الأجسام وألعاب القوة، مهند الزعبي، قال إن البطولة المفتوحة لبناء الأجسام أُقيمت بمشاركة فئتي الرجال والشباب ضمن الخطة السنوية المقررة من الاتحاد.
وأضاف لعنب بلدي أن البطولة تتضمن عرض الوضعيات الرئيسة الأربع والوضعيات السبع والعرض الحر، لافتًا إلى أن اختيار اللاعبين يتم من قبل سبعة حكام، بناء على أربعة معايير هي التناسق والتناظر ومستوى وضوح العضلة ونشف الدهون.
وذكر الزعبي أن الاتحاد أعلن عن البطولة في بداية العام الحالي، ولم يتوقع هذه المنافسة الشديدة وهذا الإقبال من الجماهير، مشيرًا إلى أن عدد الجماهير تجاوز 1500 شخص بالرغم من إقامة البطولة في يوم عمل.
وتعاني هذه الرياضة من شح شديد في الدعم، وندرة الإمكانيات وفق الزعبي، فالمديرية العامة للرياضة والشباب تقدم ميداليات للفائزين وشهادة فقط، لافتًا إلى أن الاتحاد يجد صعوبة في تأمين منصات للعرض وهدايا رمزية للاعبين لولا وجود جهات راعية.
ولم تخلُ البطولة من استياء بعض اللاعبين، وانتقاد فترة التحضير على اعتبار أنها قصيرة ومكلفة، واتهام بعض الحكام بالانحياز، وقلة الدعم.
تحضيرات مرهقة
تحتاج رياضة بناء الأجسام لاتباع اللاعبين حميات غذائية خاصة تساعدهم في تنشيف الدهون، وإبراز الكتل العضلية، ما يعني تكلفة مالية عالية، لذلك يضطر العديد منهم إلى تقليل فترة التحضيرات للتخفيف من فترة الحمية.
اللاعب شادي العدل، قال لعنب بلدي، إن لاعب بناء الأجسام يحتاج لاتباع حمية غذائية معينة بشكل منتظم، والحصول على مكملات غذائية وبروتينات وكرياتين، وتتراوح تكاليف هذا الغذاء للاعب الواحد من 300 إلى 500 دولار أمريكي شهريًا.
ويتفق معه اللاعب محمد عبد اللطيف، الذي بدأ التحضيرات للبطولة قبل أربعة أشهر بكلفة جاوزت 2000 دولار أمريكي، لافتًا إلى أنه أضطر لتقليل فترة التحضيرات لعدم قدرته على تحمل تكاليف التحضير لفترة أطول.
أما اللاعب أحمد عبارة فقال إن اللاعبين يعانون من مشكلة الأعباء المالية، وإن جميع اللاعبين المشاركين اضطروا لإنقاص فترة التحضيرات، لعدم قدرتهم على تحمل الأعباء المادية للحمية.
وأضاف اللاعب أن أغلب اللاعبين المشاركين يعملون كمدربين في أندية بناء الأجسام، أما اللاعبون المنخرطون في أعمال أخرى فليس بمقدورهم المشاركة.
وتشهد رياضة بناء الأجسام في الشمال السوري إقبالًا من الشباب الذين يرغبون بزيادة جمالية أجسامهم وزيادة لياقتهم وقوتهم البدنية.
وتشكل البطولات التي يقيمها الاتحاد بشكل سنوي عامل جذب للمدربين الذين يشاركون بهدف الدعاية لإمكانياتهم، وجذب الشباب للنوادي التي يملكونها أو يعملون بها والتدريب عندهم ما يزيد من عائداتهم المالية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :