“حزب الله” قد يستغل انهيار مباحثات القاهرة لضرب إسرائيل

نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية تحذيرات مسؤولين إسرائيليين من استغلال “حزب الله” اللبناني انهيار محادثات القاهرة (تستمر هذا الأسبوع بغية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة) لشن هجوم صاروخي على تل أبيب.

ودعا جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الأحد 18 من آب، كبار المسؤولين لزيادة اليقظة، مع الخشية من محاولات اغتيال محتملة.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن “حزب الله” قد يشن هجومًا كبيرًا من لبنان، بما في ذلك هجمات صاروخية على تل أبيب، إذا انهارت المفاوضات الجارية مع “حماس” في القاهرة، بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، ما دفع إسرائيل للاستعداد لسيناريو من هذا النوع، رغم عدم تأكيده.

ومن المتوقع بحسب الصحيفة، أن يبرر أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، الهجوم باعتباره ردًا على فشل المفاوضات، متجنبًا الظهور بمظهر من يحاول عرقلة المحادثات بشكل متكرر.

مصادر أمنية نقلت عنها الصحيفة حذرت من أن أي ضربة انتقامية من إيران أو “حزب الله” قد لا تتضمن بالضرورة هجمات بالصواريخ أو الطائرات بلا طيار، كما هو متوقع، لكنها قد تتخذ شكل اغتيالات مستهدفة لشخصيات إسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء وأعضاء “الكنيست” وكبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، ما دفع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي لرفع مستوى التأهب، وإصدار إرشادات أكثر صرامة للهيئات ذات الصلة، ردًا على هذه المخاوف.

وبالتزامن مع توقف جولة المفاوضات في الدوحة بين إسرائيل والوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) وبغياب “حماس”، نشر “حزب الله” تسجيلًا مصورًا يظهر منشأة “عماد 4” العسكرية، تحت الأرض، ويستعرض جانبًا من أنفاق واسعة مؤهلة للشاحنات والسيارات والدراجات، ومزودة بالتكنولوجيا والإضاءة، ومنصات إطلاق صواريخ من تحت الأرض، ما اعتبرته الصحيفة تهديدًا استراتيجيًا يشكله مشروع “حزب الله” في حفر الأنفاق عبر لبنان.

في غضون ذلك، تتواصل المناوشات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرئيل على الحدود اللبنانية الجنوبية، في الوقت الذي يلوّح به “الحزب” بالرد على اغتيال إسرائيل أحد أبرز قيادييه، فؤاد شكر، نهاية تموز الماضي، في ضاحية بيروت الجنوبية.

من جانبه، نشر الجيش الإسرائيلي تسجيلًا مصورًا تضمن لقطات من تزويد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالوقود في الجو، (طائرات F-35، وF-15، وبوينج 707)، وتضمن التدريب محاكاة رحلات طويلة المدى لضرب أراضي “العدو”، مع عمليات تزويد بالوقود عدة مرات في فترة قصيرة تأكيدًا على القدرات العملية لسلاح الجو.

وفي إطار الجهود لوقف إطلاق النار في غزة، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بالرئيس الإسرائيلي، ورئيس الحكومة، ووزير الدفاع الإسرائيليين اليوم، الاثنين، قبل التوجه إلى القاهرة لإجراء مباحثات غدًا الثلاثاء.

ومن المقرر أن تستضيف القاهرة جولة مباحثات لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع، بعدما انتهت الجولة السابقة في الدوحة ببيان ختامي قطري- أمريكي- مصري تحدث عن أجواء إيجابية، ومقترح أمريكي مدعوم قطريًا ومصريًا للتوصل إلى حل.