اقتربت قاذفة مقاتلة أمريكية من طائرة روسية بشكل خطير في سماء سوريا، بحسب “مركز المصالحة الروسي”.
وقال نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي” أوليغ إجناسيوك، في مؤتمر صحفي، الأحد 19 من آب، إنه حدث اقتراب خطير فوق منطقة التنف على ارتفاع 6700 متر، بين قاذفة مقاتلة من نوع “F/A-18” تابعة للتحالف، وطائرة “An-30” التابعة للقوة الجوية الروسية خلال قيامها برحلة مقررة في الأجواء السورية.
واتخذ طاقم الطائرة الروسية الإجراءات اللازمة لمنع التصادم، بحسب إجناسيوك.
التحالف الدولي والقيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم” لم يعلقا على الحادث حتى لحظة إعداد التقرير.
طائرة “F/A-18” سوبر هورنت، من الطائرات التكتيكية عالية الكفاءة، تستخدمها البحرية الأمريكية في مهام قتالية متعددة الأدوار كتوجيه الضربات النهارية والليلية ومرافقة المقاتلات والدعم الجوي وضرب الدفاعات الجوية للعدو.
أما طائرة “An-30” (أنتوف أي إن – 30) الروسية فمخصصة لرسم الخرائط الجوية.
اتهامات متبادلة
منطقة التنف الحدودية الواقعة عند المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي تقع فيها واحدة من أبرز القواعد الأمريكية في سوريا، وتعتبر هذه المنطقة ساحة الخلافات حول بروتوكولات التنسيق الجوي بين الطرفين.
ترفض الولايات المتحدة إيقاف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية والمسيرة في سوريا، لأداء مهام ضد تنظيم “الدولة”، وتشتكي من تصرف القوات الروسية في المنطقة التي تعرقل استهداف قياديي التنظيم.
وفي تصريحات سابقة لعنب بلدي، قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، إن الجيش الروسي ابتعد عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، و”انتهاك” الاتفاقيات عمدًا.
سبق أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن أن بلاده لن تجري أي اتصالات مع الولايات المتحدة لتنسيق حركة الطيران بين البلدين في سماء سوريا.
وذكر ريابكوف، في تصريح صحفي مطلع تموز الحالي، أن إيقاف التنسيق مع الولايات المتحدة جاء بعد سلسلة حوادث تضمنت مواجهات خطيرة بين طائرات دون طيار (مسيرات) أمريكية وطائرات روسية في سماء سوريا.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا لدعم النظام عام 2015، الذي سبقه التدخل الأمريكي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2014، نسّقت القوتان فيما بينهما للحيلولة دون صدام ناتج عن أخطاء في سوريا، لكن هذا التنسيق شهد خروقات متكررة.
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا، بهدف محاربة تنظيم “الدولة”، مع دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفق تصريحات مسؤوليها.
وتتوزع القوات الروسية في مختلف الجغرافيا السورية، وتتركز قواتها بشكل رئيس في الساحل السوري إضافة إلى قواعد أخرى في مطار القامشلي شمال شرقي سوريا وغيره من المناطق.