محافظة دمشق: لا عودة لأهالي جوبر نهائيًا إلى المنطقة
صرح مصدر في محافظة دمشق، أن أهالي حي جوبر الدمشقي لن يعودوا إلى بيوتهم نهائيًا، بسبب وجود مخطط تنظيمي تعمل عليه المحافظة لم يتم إقراره بعد.
وأوضح المصدر في تصريح لموقع “أثر برس” المحلي، الأحد 18 من آب، أن أهالي الحي ممن يملكون منزلًا في جوبر سيحصلون على أسهم بمقاسم جديدة على نمط تنظيم “ماروتا سيتي” بدمشق، معتبرًا أن الوضع الإنشائي لا يسمح لأهالي الحي بالعودة.
انتهى العمل بالمخطط منذ العام الماضي وجرى عرضه في لوحة الإعلانات، إلا أن محافظة ريف دمشق اعترضت عليه وفق المصدر، بسبب أن جزءًا من الحي يتبع لريف دمشق فرفضت أن تُتبع هذا الجزء للمدينة، ووفق ذلك جرى تشكيل لجنة مشتركة بين محافظتي دمشق وريف دمشق، لتنظيم الحدود الإدارية.
وشهد حي جوبر شرقي دمشق معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، على مدى سنوات منذ عام 2011، تعرض فيها الحي إلى القصف بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى دمار واسع في أبنيته، وتمكنت قوات النظام من بسط سيطرتها على الحي، في نيسان 2018، بعد أن وقّعت روسيا اتفاقية “تسوية” مع “فيلق الرحمن”، خرج بموجبها مقاتلو الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.
استيلاء على الممتلكات
في حزيران 2022، أصدرت محافظة دمشق، المخطط التنظيمي التفصيلي رقم “106” لتعديل الصفة العمرانية للمناطق العقارية جوبر، والقابون، ومسجد أقصاب، وعربين، وزملكا، وعين ترما، من منطقة حماية وزراعية داخلية وتوسع سكني إلى مناطق قيد التنظيم.
وفق تقرير صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” يُعتبر مخطط تنظيم منطقة جوبر، أحد أشكال استكمال سياسة الحكومة السورية التي تهدف إلى الاستيلاء على أملاك السوريين العقارية، كون معظم سكان المناطق التي شملها المخطط التنظيمي رقم “106” هم من النازحين داخليًا أو اللاجئين.
وأشار التقرير إلى أن طرق “تنظيم المناطق العقارية/المنظمة سابقاً أو غير المنظمة” هي جزء من سياسة أوسع تهدف إلى إعادة الهندسة الاجتماعية في عدة مناطق سوريا، وعلى نحو خاص، تلك المناطق التي عُرفت بمعارضتها العسكرية والسياسية في محيط العاصمة دمشق، ما دفع النظام لإصدار عدة مراسيم ابتداء بالمرسوم “66” لعام 2012، ولاحقًا القانون رقم “10” لعام 2018، وبعده المرسوم التشريعي رقم “237” الذي نص على إحداث مناطق تنظيمية في مدخل دمشق الشمالي “القابون وحرستا”.
مخططات شردت سوريين
في 16 من أيار الماضي، كشف تحقيق استقصائي أنجزه فريق “Syria indicator” عن ضياع حقوق سكان منطقة المزة- بساتين الرازي في العاصمة السورية دمشق، وعدم منحهم مساكن بديلة وتحويلهم إلى مشردين، إثر مخططات عمرانية منذ سنوات للمنطقتين التنظيميين “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي”.
ومن بين 7500 عائلة أخليت من بيوتها، استحقت 5500 عائلة “مساكن بديلة”، على أن تُسدد أثمانها، ومرت سنوات ولم يتسلم أحد منزله، أي شُرّد نحو 30 ألف شخص (بفرض أن متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة أربعة أشخاص فقط).
اقرأ أيضًا: تحقيق: كيف أبقى “ماروتا سيتي” نحو 30 ألف شخص دون مأوى
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :