بعد احتجاجات ورفض رجال دين.. “أبو الزندين” مفتوح بين مناطق المعارضة والنظام
جرى اليوم، الأحد 18 من آب، افتتاح معبر “أبو الزندين” رسميًا، في مدينة الباب، شرقي حلب، بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”، ومناطق سيطرة النظام.
الافتتاح تم برعاية “الحكومة السورية المؤقتة” والشرطة العسكرية، وأوضح مراسل عنب بلدي في المنطقة، أن المعبر فتح أمام حركة الشاحنات، وفي هذا الغضون تدخل الشاحنات من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة النظام.
وأشار المراسل إلى أن الشرطة العسكرية تدير المعبر من جانب المعارضة، مع وجود للفصائل ضمن نقاطها وقطاعاتها كون المنطقة تشكل نقطة تماس بين جهتي السيطرة.
وكالة “سنا” للأنباء (تابعة للحكومة المؤقتة) نشرت مجموعة من الصور تظهر شاحنات محملة بالحبوب في طريقها إلى مناطق سيطرة النظام.
وفي 26 من حزيران الماضي، قال المجلس المحلي لمدينة الباب، إنه سيتم فتح معبر “أبو الزندين” بشكل تجريبي لـ48 ساعة، تمهيدًا لاعتماده كـ”معبر تجاري رسمي”.
المجلس أشار حينها، إلى أن فتح المعبر يعكس حرصه على “تحسين الظروف المعيشية لأهالي المنطقة وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي”.
واعتبر أن افتتاح المعبر سيمكّن التجار وأصحاب الأعمال في المنطقة من نقل البضائع والسلع، ما سيسهم في تنشيط الحركة التجارية وزيادة موارد المجلس المحلي لإنفاقها للصالح العام وإعادة تأهيل البنية التحتية في مدينة الباب.
هذه التصريحات قابلتها حينها احتجاجات شعبية غاضبة ورافضة لفتح المعبر، كما أثارت القضية ردود فعل غير مرحبة من قبل رجال دين مقيمين في الشمال السوري.
أضراره أكبر.. رجال دين في الشمال السوري ضد فتح “أبو الزندين”
واعتبر الشرعي والداعية عبد الرزاق المهدي أن فتح المعبر “منكر عظيم”، وقال إنه “حرام لا يجوز”، مشيرًا لاحتمالية وجود مصلحة طفيفة في فتحه، لكن مفاسده أكبر وأعظم.
واستند المهدي إلى أن “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، إذ بيّن أن هذه الخطوة فيها ضرر كبير يلحق بمناطق سيطرة المعارضة، ومن ذلك دخول كميات كبيرة من “الكبتاجون”.
عبد الزراق المهدي، وهو من أبرز الدعاة والشرعيين في الشمال، يرى أن في فتح المعبر تداعيات خطيرة، فهو يعني استمرار “احتلال ميليشيات النظام وحلفائه” المناطق التي استولوا عليها مؤخرًا، وعدم وجود معركة ضد النظام في الوقت القريب، كما يعني إنقاذ النظام من أزمة خانقة، وهي غلاء الأسعار ونقص السلع والمواد، وخصوصًا المحروقات، وحتى الطحين والخبز.
كما يعني تخفيف الحصار المفروض على النظام من خلال قانون “قيصر”، ووصول كميات كبيرة من “الكبتاجون” لـ”المناطق المحررة” عبر الشبيحة والتجار، فالمستفيد الأكبر هو “النظام المجرم” والمستفيد الأصغر هم بعض التجار، والخاسر الأكبر هو الشعب الصابر المكلوم، وفق المهدي.
في السياق نفسه، استنكر مفتي اعزاز الشيخ محمود الجابر (أبو مالك)، مسألة فتح المعبر، ودعا لحساب الأرباح والخسائر جراء خطوة من هذا النوع.
وقال الجابر في تسجيل مصور تداوله ناشطون عبر وسائل التواصل، “ماذا سنستورد من النظام؟ ماذا يملك؟ ليس لديه غاز أو بترول، هناك حمضيات تأتي من الساحل، فماذا سيقدم سوى الكبتاجون والمخدرات والفاسدين وغير ذلك”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :