“تزوجتك أيتها الحرية”.. ديوان شعر معاصر منذ 36 عامًا

"تزوجتك أيتها الحرية".. ديوان شعر معاصر منذ 36 عامًا
tag icon ع ع ع

يعتبر ديوان “تزوجتك أيتها الحرية” واحدًا من أبرز دواوين الشعر السياسية للشاعر السوري الراحل نزار قباني، الذي قدّم أكثر من تجربة شعرية على مستوى الديوان والقصيدة في المجال السياسي.

الديوان الصادر عام 1988، رغم مرور 36 عامًا على صدور طبعته الأولى، يبدو معاصرًا بالنظر إلى الموضوعات التي تناولها، والقضايا الإشكالية التي طرحها، ويلخّص فيها عبر نصوص قصيرة نسبيًا صورة الحياة السياسية في سوريا، بأسلوب مباشر أو غير مباشر، وهو ما يبدو من بداية الديوان الذي يستهله بمدخل قصير، جاء فيه، “ما بوسع السياف قطع لساني، فالمدى أزرق وعندي أظافر”.

في الديوان، وكما يبدو من الاسم، انتصار للحرية بأكثر من شكل وصورة، وانتصار للشاعر والكاتب، بمقارنات محسومة بين الوضع في الغرب والشرق، وما يمنح الديوان بريقًا مقاومًا لعامل الزمن، حالة الجفاف الفكري في الوقت الراهن، وعزوف النص وكاتبه عن الحالة السياسية في سوريا، رغم صدور الكثير من الكتب والإصدارات في هذا الإطار، لمحاكاة ما جرى خلال الـ13 سنة الماضية، مع فارق أن كثيرًا من هذه الإصدارات دخل في إطار الرواية والقصة والحكاية، في غياب واضح للقصيدة السياسية دون نفي وجودها كليًا.

“كان الشاعر يأكل من أوراق الورد، وكان ينام بأحضان الصفصاف، ثم أتى عصر عربي، صار الشاعر فيه ينام بأحضان السياف”، وهذه قصيدة كاملة، عنوانها “كان الشاعر”، وتشكل بدورها مدلولًا عامًا على محتوى الديوان الذي لا تغيب عنه شتيمة السيّاف في مكان، حتى يبرز تمجيد الحرية في مكان آخر.

استطاع نص نزار قباني بلغته القريبة المعهودة البعيدة عن المبالغة أو الإعجاز اللغوي، منح بعض الرموز مدلولاتها اللغوية الثابتة أو التي عمل على تثبيتها عبر تكرار غير عبثي للكلمة أو المصطلح في النص، فلم يأتِ تكرار كلمة “السيّاف” جزافًا أو اعتباطيًا، إلى جانب أمثلة أخرى تدور في الفلك نفسه، كما أن دلالات المصطلح لم تتغير خلال هذه الفترة، رغم مرور عقود، فالسيّاف لا يزال يتحكم بحياة ورقاب الناس، مع تغيير في الاسم وانتقال مزاولة الاستبداد من الأب إلى الابن.

نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري ولد عام 1923، في حي مئذنة الشحم العريق بالعاصمة السورية دمشق، وهو حفيد “أبو خليل القباني”، أحد رواد المسرح السوري، ويقول أبناؤه تعليقًا على ولادته في 21 من آذار ورحيله في 30 من نيسان 1998، “ولد في الربيع ورحل في الربيع، الربيع كان قدره كما كان الشعر”.

وفي كتابه النثري “قصتي مع الشعر”، يقول نزار قباني، “الأرض وأمي حملتا في وقت واحد، ووضعتا في وقت واحد”.

36 ديوانًا من الشعر، و12 كتابًا في النثر، بما فيها كتاب يروي السيرة الذاتية لقباني حمل اسم “من أوراقي المجهولة”، إلى جانب مسرحية بعنوان “جمهورية جنونستان”، كل ذلك كان إنتاج نزار قباني الذي تنوعت مواضيعه بين السياسة والحب والغضب والثورة والمرأة في البدء والخاتمة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة