صهريج سعته 5 براميل بـ100 ألف ليرة

ارتفاع أسعار مياه الشرب ينهك سكان ريف رأس العين

صهريج متنقل لتعبئة المياه في ريف رأس العين - 5 من آب 2024 (عنب بلدي)

camera iconصهريج متنقل لتعبئة المياه في ريف رأس العين - 5 من آب 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

يعاني قاطنو ريف رأس العين شمال غربي الحسكة من ارتفاع تدريجي في أسعار المياه، منذ حزيران الماضي، إذ تصاعد سعر خزان المياه بسعة خمسة براميل من 60 ألفًا إلى 100 ألف ليرة سورية (سبعة دولارات أمريكية) في آب الحالي.

وأثرت هذه الزيادة في حياة السكان، ما جعل الحصول على الماء بأسعار “معقولة” بمنزلة تحدٍّ حقيقي لهم، في وقت يتقاضى فيه عمال المياومة بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (الدولار يعادل 15200 ليرة سورية).

بالتزامن مع زيادة الاستهلاك

مع حلول فصل الصيف، يزداد استهلاك المياه من الأهالي، إذ تضطر الأغلبية إلى تعبئة خزان مياه الشرب كل ثلاثة أيام.

قال فريد الحسن القاطن في قرية المناجير جنوبي رأس العين، إن سعر خزان المياه بسعة خمسة براميل كان في السابق لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة سورية، لكنه ارتفع مؤخرًا بشكل مبالغ فيه، ما شكّل عبئًا ماليًا إضافيًا عليه.

وأوضح أن عائلته تستهلك المزيد من المياه في فصل الصيف، ويضطر لدفع أكثر من 200 ألف ليرة أسبوعيًا فقط لمياه الشرب.

وأضاف أنه يعتمد على مياه البئر الموجودة بجانب منزله لتلبية احتياجات المنزل، لكنها غير صالحة للشرب، معتبرًا أن التجار يستغلون حاجة الأهالي للمياه ويقومون بفرض أسعار مرتفعة عليهم.

وذكر أن سكان القرية تلقوا وعودًا من الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك توفير مياه الشرب إما عن طريق إيصال المياه من محطة “علوك” أو حفر آبار جوفية بدلًا من السطحية.

من جانبه، عزيز العزو، أحد سكان قرية تل المحمد شرقي رأس العين المحاذية لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، قال إن الأهالي في القرية يواجهون نفس المشكلة، ويعتمدون على أنفسهم للحصول على المياه، وذلك من خلال استخدام الدراجات النارية والسيارات الخاصة لجلبها.

وذكر لعنب بلدي أنه يضطر للذهاب بسيارته إلى رأس العين لتعبئة المياه من المنهل، بسبب عدم وصول صهاريج المياه إلى قريته نتيجة المخاوف من استهدافها من قبل “قسد”.

وتوجد في قرية فريسة غرب جنوبي رأس العين بئر مياه تعمل على الكهرباء، تم تشغيلها وصيانتها من قبل المجلس المحلي، وتوفر المياه للقرية، لكنها غير صالحة للشرب، ما يضطر السكان لشراء المياه.

البئر تم حفرها خلال فترة سيطرة النظام السوري على المنطقة قبل 2011، ولم يتم استبدالها أو حفر بئر جديدة حتى الآن، ويرجع ذلك إلى أن تكلفة حفر بئر جديدة بعمق 450 مترًا مرتفعة للغاية، ولا يملك أهالي القرية القدرة المالية على تحمل هذه التكاليف.

وعود بتغطية الحاجة

رغم تنفيذ المجلس المحلي العديد من المشاريع وتركيب منظومات طاقة شمسية في المدينة والقرى، فإن هناك نقصًا في المياه، إذ تحتاج بعض القرى إلى حفر آبار جديدة وتركيب منظومات طاقة شمسية لضمان توفير المياه بشكل مستدام.

المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي، زياد موسى ملكي، قال إن المجلس نفذ 20 مشروعًا للطاقة الشمسية مع حفر عدة آبار لتوفير المياه، بالتعاون مع “الحكومة المؤقتة” والمنظمات.

وذكر ملكي لعنب بلدي أن المجلس لديه خطة متكاملة لحل مشكلة المياه، إذ انخفضت حاجة الريف بنسبة كبيرة مقارنة بعام 2023، بفضل تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة.

وأضاف أن زيادة تكاليف نقل المياه من قبل أصحاب الصهاريج ترجع إلى ارتفاع أسعار المحروقات وانحسار عملهم في الفترة الماضية، كونه تم تغطية أكثر من 50% من حاجة الريف.

وأشار إلى أن المياه حق لجميع السكان، وأن المجلس المحلي سيعمل على إيجاد حلول فعالة لكل القرى، بما في ذلك الشراكة مع بعض المنظمات لحفر آبار مياه جديدة صالحة للشرب.

ويعتمد 60% من سكان الريف على مياه الشرب من آبار علوك، التي تحتوي على 30 بئرًا وخط جر رئيس بقطر 1200 ملمتر، وتتهم “قسد” بقطع الكهرباء عن هذه الآبار ما أدى إلى توقفها، وتسبب في أزمة حادة بإمدادات المياه لريف رأس العين ومحافظة الحسكة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة