"الكونسروة" والتصدير يستحوذان على المحصول

بيوت في درعا تتخلى عن صناعة الدبس

ارتفاع أسعار البندورة في درعا أبعد سيدات عن صناعة دبس البندورة - 24 من تموز 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconارتفاع أسعار البندورة في درعا أبعد سيدات عن صناعة دبس البندورة - 24 من تموز 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

أدى ارتفاع أسعار البندورة في السوق المحلية بمحافظة درعا جنوبي سوريا إلى عزوف سيدات عن صناعة دبس البندورة، وهي مؤونة حرصت النساء على تخزينها في كل عام.

يشتري الأهالي البندورة من المزارعين مباشرة أو من سوق “الهال” من صنف “الدرجة الثالثة” شديد الاحمرار الذي لا يصلح للتصدير، يصل سعر الكيلوغرام منه إلى 3500 ليرة سورية، وهو غير ثابت يختلف وفق الجودة.

أما سعر كيلوغرام البندورة من الصنف الأول في محال بيع الخضار فوصل إلى 7500 ليرة سورية (0.5 دولار أمريكي)، وهو أعلى سعر تصل إليه البندورة في ذروة موسمها على مدار السنوات الماضية.

عزوف عن الصناعة

لم تصنع أسرة عبد الكريم (56 عامًا) القاطن في ريف درعا الغربي دبس البندورة هذا العام لغلاء سعر البندورة في السوق المحلية، على عكس العام الماضي.

وقال لعنب بلدي، إنه اشترى كيلو البندورة الخاص بصناعة الدبس عام 2023 بسعر 500 ليرة سورية، إلا أن سعر الكيلو من “الدرجة الثالثة” لا يقل عن 3500 ليرة سورية لهذا العام.

وتستخدم البندورة لصناعة دبس البندورة، وهي تكون مكتملة الاستواء، وسعرها أقل من التي تُصدّر أو تُباع في السوق المحلية.

وتحتاج أسرة عبد الكريم إلى ما يقارب 60 كيلوغرامًا من البندورة لإنتاج ما يقارب 15 كيلوغرامًا من الدبس.

وتعمل عائلة عبد الكريم بالزراعة التي تراجعت مؤخرًا بسبب تناقص منسوب مياه الري، ما يعني أن مردوده المالي تراجع أيضًا.

أما السيدة أنعام (33 عامًا) القاطنة في ريف درعا الغربي، فقالت إنها لن تتمكن من صناعة دبس البندورة هذا العام في ظل استمرار ارتفاع الأسعار.

وأضافت السيدة أنها كانت تصنع دبس البندورة في كل صيف حين هبوط سعر البندورة في ذروة إنتاجها خاصة خلال تموز.

وذكرت أنها لم تعهد هذا الارتفاع خلال السنوات الماضية، إذ من المعتاد أن يرتفع سعر البندورة في فصل الشتاء لا في فصل الصيف بذروة إنتاجه.

دبس جاهز بالكيلو

حول البدائل، قالت أنعام إنها ستشتري دبس البندورة بالكيلو رغم تفضيل أسرتها صناعته بالمنزل.

ويصل سعر كيلو دبس البندورة الجاهز من إنتاج المعامل إلى 11 ألف ليرة سورية (0.8 دولار أمريكي).

فاطمة المفعلاني (47 عامًا) سيدة في ريف درعا الشرقي، قالت لعنب بلدي، إن دبس البندورة المنتج من قبل معامل “الكونسروة” أوفر من ناحية الجهد، ومتقارب في السعر مع المصنّع منزليًا.

وأضافت أنها توفر جهدًا من خلال شرائها الدبس جاهزًا، إذ تحتاج صناعة دبس البندورة إلى مراحل وصفتها بالشاقة، تبدأ بغسل حبات البندورة وتقطيعها ومن ثم عصرها، وبعدها يتم نشر العصير حتى يجف أو غليه حتى يتماسك.

وقالت فاطمة، إن بعض المعامل تنتج دبس بندورة معتدل الحموضة وأقل ملوحة من الذي تصنعه السيدات في المنزل.

وبلغ عدد منشآت “الكونسروة” في درعا 40 منشأة، تستوعب كل واحدة منها ما يقارب 2000 طن من البندورة، بحسب ما قاله مدير صناعة درعا، عماد رفاعي، لصحيفة “تشرين” الحكومية، في 17 من تموز الماضي.

ارتفاع في موطنها

ارتفاع الأسعار بات أمرًا اعتياديًا في سوريا، لكن من غير المفهوم ارتفاع أسعار السلع في مناطق تعد مصدرًا أساسيًا لها.

وتعد محافظة درعا من المناطق المنتجة لمادة البندورة المرغوبة للسوق المحلية والتصدير إلى دول الخليج العربي.

وقدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من البندورة بما يقارب 400 ألف طن لهذا الموسم.

تاجر خضار في مدينة طفس، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن التصدير واستجرار البندورة لمعامل “الكونسروة” سببان رئيسان في مواصلة ارتفاع سعرها.

وأضاف أنه يصدّر البندورة من مشغله مباشرة إلى معبر “نصيب” ثم إلى دول الخليج العربي.

بدوره، قال محمد العقاد، عضو لجنة سوق “الهال” في تصريح لجريدة “الثورة“، إن الكميات المصدّرة منذ 28 تموز الماضي وحتى 3 من آب الحالي وصلت إلى 2800 طن من الخضار والفواكه، وتوزعت على معظم دول الخليج العربي.

وبلغت الكميات المصدّرة من الفواكه والخضار إلى المملكة العربية السعودية 1075 طنًا، وبالنسبة لمادة البندورة كان نصيب الكويت 225 طنًا، والإمارات العربية المتحدة 125 طنًا، والبحرين 200 طن، وسلطنة عمان 75 طنًا.

ويفضّل مزارعون في درعا توريد البندورة للمعامل مباشرة لتوفير تكلفة أجور النقل، والعبوات، و”كمسيون” التجار، إذ وصل سعر العبوة من الفلين إلى 12 ألف ليرة سورية (0.8 دولار)، بينما تصل أجرة نقل المحصول من درعا إلى دمشق لـ1.2 مليون ليرة سورية (82 دولارًا أمريكيًا).

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة