رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بما في ذلك تلك التي تستهدف قطاع الصناعات الدفاعية والتسليح، تستمر موسكو بتأهيل جيشها.
وتستخدم روسيا مكوّنات غربية لإعادة بناء جيشها الذي دخل في عدة حروب منذ عام 2008 مع غزو جورجيا، ثم ضد أوكرانيا في 2014 حين ضم جزيرة القرم.
وتبع ذلك التدخل إلى جانب النظام السوري في 2015 ومساعدته لاسترداد مساحة واسعة من الأراضي التي خسرها سابقًا لصالح فصائل معارضة مسلحة.
وفي 2022، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غزوًا لأوكرانيا، وهي الحرب التي ما تزال مستمرة حتى اليوم.
ورغم اعتماد موسكو على حلفائها، إيران وكوريا الشمالية للحصول على معدات عسكرية، فإن إعادة التأهيل والبناء تشمل كذلك معدّات غربية.
وفق تقرير نشرته وكالة “رويترز“، الجمعة 16 من آب، فإن مكونات دقيقة داخل أنظمة التحكم التعددي التكنولوجية تأتي من دول غربية.
وتتحكم هذه الأنظمة بالحركات الدقيقة لآليات التحكم الروسية، بما في ذلك الطائرات المسيرة عالية التقنية والصواريخ.
وتصنّع هذه الأنظمة في سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول غربية أخرى.
كذلك في تايوان واليابان القريبتين جغرافيًا من روسيا.
وفق التقرير، فإن صناعة الدفاع الروسية كانت حتى يوم غزو أوكرانيا تعتمد بشكل شبه كامل على هذه الواردات.
ومع العقوبات الغربية على موسكو، بدأت مجموعة من الشركات الجديدة التي تأسست في عدة أماكن مختلفة، ضمن جهود منسقة، بإيجاد طرق جديدة للحصول على هذه التكنولوجيا ونقلها لروسيا.
وأضافت الوكالة إن شركة “كلاشينكوف كونسيرن” الروسية للأسلحة، أعلنت في وقت سابق نجاحها بالحصول على 32 آلة تحكم رقمي لدعم تصنيعها.
ونقلت عن مجلس الأمن الاقتصادي الأوكراني قوله إن الشركات استمرت بالعمل مع شركات صينية تستورد أو تصنع هذه التكنولوجيا.
وعملت روسيا مع استمرار العمليات العسكرية لأكثر من عامين ونصف العام، على استيراد أسلحة إيرانية وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية.
بالإضافة لمحاولة الحصول على قطع غيار للمركبات المدرعة التي تعود لحقبة “الاتحاد السوفيتي”.
وفق الوكالة، فإن ثلثي المعدات الصناعية الثقيلة في روسيا، أصبحت مهترئة وعلى وشك الفشل، وتفتقر روسيا للقدرة على بناء هذه الأنظمة بنفسها، لذا تسعى لاستيرادها.
وسبق لواشنطن أن حاولت منع تصدير الرقائق الدقيقة الأكثر تطورًا لروسيا، ولا يبدو أنها نجحت في ذلك، وفق التقرير.
وبحسب التقرير، فإن 90% من الأدوات الآلية التي تصل الآن إلى روسيا تأتي من الصين، و70% من الشركات الروسية التي تستقبلها لها علاقات عسكرية.
ورغم ذلك فإن 90% من الشركات الصينية المشاركة في مثل هذه التجارة لا تخضع لأي عقوبات على الإطلاق.
في معرض “الجيش 2024″، الذي أقيم هذا الأسبوع على مشارف موسكو يستعرض معدات وأسلحة عسكرية، عرضت العشرات من شركات الأسلحة الروسية أحدث معداتها العسكرية، وقالت للزوار من مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا وخارجها إن الخبرة القتالية التي اكتسبتها روسيا خلال غزو أوكرانيا تجعل منتجاتها الآن من بين الأكثر اختبارًا في المعارك في العالم.
وبحسب تقرير صادر في آذار عن معهد “ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام”، انخفضت صادرات الأسلحة الروسية إلى الدول الأجنبية بنسبة 52% بين عامي 2022 و2023، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى غزو أوكرانيا.
وبحسب “رويترز”، يعترف المسؤولون الغربيون والأوكرانيون بأن أداء الكرملين كان أفضل مما توقعه أي شخص عندما يتعلق الأمر بمعركة إنتاج المعدات العسكرية، بمساعدة شراكات متزايدة التعقيد ومتعددة المستويات مع إيران وكوريا الشمالية والصين، ولكن تعوقه العقوبات الغربية الصارمة على نحو متزايد والتي تغطي عددًا متزايدًا من المكونات الصناعية وغيرها.