الأسد غائب عن تهديدات “الرد الإيراني” ضد إسرائيل
على مدار أكثر من عشرة أيام، واظبت طهران على التلويح بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) إسماعيل هنية، على أراضيها.
ورغم توقعها ومعلومات استخباراتية غربية وإسرائيلية حول موعد وشكل الرد، لم ترد إيران، ثم توقفت عن التهديد.
ومنذ يومين، توقفت الأخبار التي تتضمن تهديدات بضرب إسرائيل على الصفحة الرئيسية لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إذ عادت لوتيرتها الاعتيادية تتحدث عن عدم شرعية إسرائيل، وتغطي الأحداث الدائرة في غزة.
وفي خضم هذه الأحداث، سجّلت الأنظمة والمجموعات المدعومة من إيران مواقف من التصعيد المحتمل، في حين غاب موقف النظام السوري عن هذه التطورات، مكتفيًا ببيان أصدرته خارجيته تضامنت خلالها مع الشعب الإيراني، بسبب اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
إلى أين وصل الرد الإيراني
لا تزال التوقعات وعمليات رسم السيناريوهات المحتملة لشكل الرد، مستمرة عبر وسائل الإعلام، أحدثها كان توقع وزير الخارجية الإسرائيلي تلقي المساعدة من بريطانيا وفرنسا في الهجوم المضاد على إيران، في حال هاجمت إيران إسرائيل، وفق ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
أحدث تدوير للتهديد بالرد على إسرائيل جاء على لسان سفير طهران في موسكو كاظم جلالي، إذ قال في 14 من آب، إن بلاده مستعدة دومًا للوقوف في وجه أي “عدوان”، مشيرًا إلى أن إسرائيل “ستتلقى الرد على أفعالها”.
وأضاف جلالي لوكالة الأنباء الروسية (تاس) “سيكون هناك رد، لكننا لا نعرف بالضبط متى سيتم ذلك. على أي حال، الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة دائمًا للوقوف في وجه أي عدوان، وسنرد على إسرائيل”.
وفي 31 من تموز الماضي، أعلنت “حماس” عن مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، بعد استهداف مقر إقامته في طهران، واتهمت إسرائيل باستهداف مقر إقامة هنية بغارة، إلا أن الأخيرة لم تعلن حتى لحظة تحرير الخبر عن تبني العملية.
وفي 13 من آب، نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين وصفتهم بـ”الكبار” إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة نتيجة للمحادثات المأمولة هذا الأسبوع هو وحده الذي سيمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل لاغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إيراني كبير، إن إيران، إلى جانب حلفائها مثل “حزب الله” اللبناني، ستشن هجومًا مباشرًا إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرت بأن إسرائيل تطيل أمد المفاوضات، ولم تذكر المصادر المدة التي ستسمح بها إيران للمحادثات بالتقدم قبل الرد، وفق “رويترز”.
من جانبها، قالت ممثلية إيران في الأمم المتحدة، إن طهران لم ولن تشارك في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، التي تتم بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ويعتقد المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، مصطفى النعيمي، أن التصعيد في المنطقة قادم وسينعكس مستقبلًا في سوريا ولبنان على وجه الخصوص، حتى لو تأخر الرد الإيراني، أو اختفى الحديث عنه إعلاميًا.
وأضاف لعنب بلدي أن تلويح إيران بالرد مبني على أساس “تشكيل تهديد على الجانب الإسرائيلي من خلال استخدام واستثمار المصدات العسكريه المتقدمه في كل من سوريا ولبنان”.
وأضاف أن الميليشيات المجهّزة عسكريًا، المنتشرة في سوريا ولبنان، باتت تهديدًا للأمن القومي الاسرائيلي ما قد يقود المنطقه لمزيد من التصعيد خصوصًا ضد المليشيات الإيرانيه التي تتموضع في المنطقه الجنوبيه من سوريا كمرحله أولى على أقل تقدير.
قد تنعكس في سوريا.. النظام غائب
لا يزال النظام السوري غائبًا عن دعم حليفه الإيراني خلال التصعيد العسكري المتواتر مع إسرائيل، إذ سبق وقتل محمد رضا زاهدي، وهو مسؤول كبير في “الحرس الثوري الإيراني” بقصف إسرائيلي على دمشق، وانخرطت طهران بتهديدات طويلة، حتى ردت أخيرًا على إسرائيل بحوالي 300 صاروخ وطائرة مسيّرة، لم تصل وجهتها.
وكما كان النظام غائبًا عن التصعيد الإيراني- الإسرائيلي في نيسان الماضي، لا يزال غائبًا اليوم، رغم أن لإيران نفوذ واسع النطاق في سوريا.
ويرى المحلل السياسي مصطفى النعيمي أن النظام لا يقوى على معارضه القرار الايراني اليوم لأنه لم يعد يمتلك حريه التحرك داخل مؤسساته سواء على الصعيد السياسي أو العسكري وصولًا إلى الاقتصادي.
وأضاف أن التدريبات العسكريه التي تجري في سوريا للفصائل الموالية لإيران بحضور وزير الدفاع إلى جانب قاده تلك الميليشيات هو دلالة واضحه على أن الجيش السوري الحالي صار جزءًا من مكونات محور إيران.
واعتبر النعيمي عدم انخراط النظام بالتصعيد، ولو كلاميًا، هو بسبب وجود اتفاقيات منها ذات إطار أمني كالاتفاقية التي نصت على إبعاد الفصائل المواليه لإيران عن المنطقه الجنوبيه بعمق 35 كيلومترًا، ولم تتحقق بالرغم من وجود ضربات تحذيرية من جانب إسرائيل بشكل متكرر.
وأضاف أن خيار إسرائيل في ظل التمدد الإيراني في سوريا، هو توسيع نطاق مروحة الاستهدافات لتشمل كل من الممرات التي تعتمدها إيران سواء في معبر البوكمال وصولًا إلى مركز محافظة دير الزور إلى جانب المطارات ومحيطهما حيث تموضع الميليشيات الموالية لايران.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :