كشفت السلطات الصحية في باكستان، اليوم الجمعة 16 من آب، عن حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة، بعد ساعات من اكتشاف أول اصابة خارج إفريقيا، والتي سُجّلت في السويد.
وقالت إدارة الصحة في إقليم “خيبر بختون خوا” الباكستاني، إنه تم رصد ثلاث إصابات بالفيروس المسبب لجدري القردة، وبعد الفحص تبين وجود إصابة مؤكدة بالمرض بين الحالات الثلاث المشتبه بها، وكانت الإصابة لرجل قادم من السعودية، حسب وكالة “رويترز“.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان وكالة الصحة العامة في السويد رصد أول إصابة خارج إفريقيا بالسلالة الجديدة من جدري القردة، التي تفشت في القارة الإفريقية.
وقالت وكالة الصحة العامة السويدية في بيان، إن شخصًا أصيب بالعدوى خلال إقامته في إفريقيا، مشيرة إلى أنه طلب مؤخرًا الرعاية الصحية في استوكهولم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس 15 من آب، جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي للمرة الثانية خلال عامين، وذلك بعد امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول إفريقية مجاورة.
وحذرت الصحة العالمية من إمكانية تسجيل إصابات جديدة من جدري القردة في أوروبا، بعد رصد السويد أول حالة إصابة بالمرض.
ويأتي هذا التحذير في ظل تسجيل ما لا يقل عن 548 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بسبب سلالة أكثر عدوى وخطورة من الفيروس.
وحتى الآن، تم تسجيل 38465 إصابة بهذا المرض و1456 وفاة في 16 دولة إفريقية منذ كانون الثاني 2022، مع زيادة نسبتها 160% في عدد الحالات خلال عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، وفقًا للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي.
ما جدري القردة
جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، لكنه أقل شدة، وفق “الصحة العالمية“.
يحدث مرض جدري القردة (إمبوكس) بسبب فيروس جدري القردة الذي يُختصر عادة باسم “MPXV”، وقد اكتشف في الدنمارك عام 1958 لدى قردة احتجزت لأغراض البحث.
تعود أول حالة إصابة بشرية بفيروس جدري القردة أبلغ عنها لصبي يبلغ من العمر تسعة أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.
يمكن أن ينتشر جدري القردة من شخص لآخر أو أحيانًا من الحيوانات إلى البشر، وعقب القضاء على جدري القردة في عام 1980 ونهاية التطعيم ضد فيروسه في جميع أنحاء العالم، ظهر المرض بشكل مطرد في وسط إفريقيا وشرقها وغربها، وحدثت فاشية عالمية في الفترة بين عامي 2022 و2023.
تسبب الإصابة بجدري القردة علامات وأعراضًا تظهر عادة خلال أسبوع، ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس، وتستمر الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وتتمثل الأعراض الشائعة لجدري القردة بالطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الحلق، والصداع، وآلام العضلات، وآلام الظهر، والوهن، وتورم الغدد الليمفاوية.
وحول علاج الفيروس، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الهدف من علاج جدري القردة هو العناية بالطفح الجلدي والتدبير العلاجي للألم ومنع المضاعفات، وتعد الرعاية المبكرة والداعمة مهمة للمساعدة في التدبير العلاجي للأعراض وتجنب المزيد من المشكلات.
ويمكن أن يساعد الحصول على لقاح لجدري القردة في منع العدوى، إذ ينبغي إعطاء اللقاح خلال أربعة أيام بعد مخالطة أحد المصابين بالمرض (أو في غضون 14 يومًا إذا لم تكن هناك أعراض).