بعد الحسكة.. “قسد” تفك حصار المربع الأمني بالقامشلي

إغلاق أحد شوارع المؤدية إلى المربع الأمني في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة- 12 من آب 2024 (عنب بلدي)

camera iconإغلاق أحد الشوارع المؤدية إلى المربع الأمني في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة- 12 من آب 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

وافقت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على رفع حصارها عن المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي بعد اتفاق مع النظام برعاية روسية قبل أيام، لكن تطبيق الاتفاق تأخر في القامشلي، بينما طبّق مباشرة في مدينة الحسكة.

وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة أن “قسد” شرعت بتطبيق الاتفاق على الفور إذ سحبت عناصرها، والحواجز الأمنية التي أقامتها من الشوارع بمحيط المربع الأمني، في كل من شارع فلسطين، والجامع الكبير، والساحة، وسمحت بحرية حركة الأفراد والآليات خصوصًا صهاريج المياه.

وفي القامشلي لم ينفذ الاتفاق كاملًا حتى مساء أمس، الأربعاء 14 من آب، إذ سحبت “قسد” عددًا قليلًا من عناصرها من المنطقة المحيطة بالمربع الأمني بين شارعي الحمّام والقوتلي، شرق وغرب المدينة، إضافة لسحب عناصر آخرين من شارع الرئيس جنوب المربع الأمني حتى الحدود التركية شمال المدينة.

وبقي عناصر “قسد” منتشرين في شارع الرئيس، ونصبت القوات نقطة عسكرية مقابل كل نقطة تتمركز فيها قوات النظام، وفي الشارع الموازي لشارع الرئيس، حتى الساعة 11 من مساء الأربعاء، عندما سحبت “قسد” كامل عناصرها وفكت الحصار عن المربع الأمني في القامشلي.

وعلى العكس من الحسكة فإن المربع الأمني في القامشلي الذي يضم شعب التجنيد، والأمن العسكري، والقضاء العسكري، ومقرات للحزب، لا يضم عددًا كبيرًا من السكان المدنيين.

مراسلا عنب بلدي قالا إن “قسد” حاصرت إلى جانب المربع الأمني بالقامشلي، فرن “البعث” قرب الملعب البلدي الذي يمد المربع الأمني والفوج العسكري بالخبز، ومنعت عنه الطحين، لكنها فكّت حصارها عنه أمس الأربعاء أيضًا.

وسمحت أيضًا صباح اليوم بدخول السيارت والأفراد من وإلى مناطق سيطرة النظام في ريف القامشلي الجنوبي عبر حاجز “زنود” جنوب حي طي بمدينة القامشلي.

اقرأ أيضًا: شمالي سوريا.. “المربعات الأمنية” تدير المصالح بين “قسد” والنظام

على ماذا اتفقت الأطراف

توصلت قوات النظام و”قسد” لاتفاق مبدئي مشروط برعاية روسية لرفع الحصار عن المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، في 13 من آب الحالي، لكن “قسد” اشترطت إيقاف الهجمات في دير الزور لبدء تطبيق الاتفاق.

وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، إن “قسد” فكت حصارها عن أحياء وسط مدينة الحسكة وسمحت بدخول صهاريج المياه عبر المعابر المؤدية إلى المربع الأمني.

ونقلت قناة “الميادين” (مقرها بيروت) عن محافظ الحسكة، لؤي صيوح، أن الوساطة الروسية نجحت في إنهاء التوتر بمدينتي الحسكة والقامشلي، مشيرًا إلى أن “قسد” بدأت بفتح الطرقات المغلقة، وستدخل صهاريج المياه والمواد الغذائية تدريجيًا.

ونفت مراسلة عنب بلدي في الحسكة وجود أي تغيير على حالة الانتشار الأمني في محيط المربعات الأمنية، حتى اليوم الذي تبع الاتفاق، وسط أنباء متداولة في المنطقة عن أن الحصار شارف على الانتهاء.

مصدر عسكري مسؤول في “قسد” كان حاضرًا في مطار “القامشلي” خلال المفاوضات بين “قسد” والنظام بوساطة روسية، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن الأطراف توصلت لاتفاق مشروط، وهو فك الحصار بضمانات روسية على أن لا تتكرر الهجمات في دير الزور.

وأضاف المصدر، الذي وافق على الحديث لعنب بلدي شرط عدم ذكر اسمه، أن قافلة تضم صهاريج مياه ستدخل إلى مركز مدينة الحسكة لتعبئة الخزانات في الشوارع، وسيسمح بإدخال الطحين والمواد الغذائية خلال الساعات المقبلة، دون تغيير على الانتشار الأمني في المنطقة.

ولن تتحرك القوات التابعة لـ”قسد” من محيط المربع الأمني حتى تعمل روسيا على وقف هجمات المجموعات المدعومة من النظام شرقي دير الزور.

ورجح المصدر عودة الحصار في حال وقوع أي هجوم جديد في محافظة دير الزور، وقد يشهد المربع الأمني تصعيدًا عسكريًا في حال خرق الاتفاق، وفق تعبيره.

ما جذور المشكلة

جاء قرار الحصار من قبل “قسد” في إطار ردها على هجمات شنتها مجموعات مدعومة من النظام السوري وإيران في دير الزور، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم من المدنيين.

بدأت المواجهات بين الطرفين منتصف الأسبوع الماضي، بعد هجوم شنته قوات النظام مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”جيش العشائر” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي، مخلفة حركة نزوح واسعة النطاق من المنطقة.

وامتدت المواجهات حتى أمس الأربعاء، وفق ما رصد مراسل عنب بلدي في المنطقة.

اليوم الخميس، علق مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) على اشتباكات دير الزور شرقي سوريا، التي أثرت على وصول المساعدات والخدمات الأساسية للمدنيين في محافظتي دير الزور والحسكة.

وذكر “OCHA”، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة، في تقرير، أن دير الزور شهدت اشتباكات عنيفة وعمليات قنص، ما أدى إلى مقتل 25 مدنيًا على الأقل وإصابة آخرين ونزوح أعداد كبيرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة