عنب بلدي – خاص
بحث النظام عنهما كثيرًا، وقدم الجوائز لمن يأتي برأسيهما، فلم يكن يحلم بمقتلهما في غضون يومين. طارق المسالمة وعلي العيشات، أبرز قيادات فصائل المعارضة في حوران، لقيا مصرعهما خلال الاقتتال الذي تشهده المنطقة.
ونعت جبهة النصرة أبرز قيادييها العسكريين في المنطقة الجنوبية، وهو طارق عبد العزيز المسالمة (أبو صلاح العسكري)، أو كما تلقبه بعض الأوساط المقربة منه بـ “حجي درعا”، إذ اعتبرته النموذج الدرعاوي من عبد القادر الصالح (حجي مارع)، بما يحمله من شخصية قيادية شابة، قادرة على كسب ثقة المحيطين، مع وجوده الدائم في الصفوف الأولى للمعارك وعمليات التحرير.
المسالمة من أبناء درعا البلد، ومن أوائل المقاتلين في صفوف لواء التوحيد في المدينة، وشغل منصب قائده العسكري الميداني، وشارك في معظم معارك درعا وحظي بثقة معظم مقاتليها.
انشق “أبو صلاح العسكري” عن لواء التوحيد قبل عامين تقريبًا، ليلتحق بجبهة النصرة في درعا، فاكتسبت الأخيرة بانضمامه أعدادًا كبيرة من المقاتلين والقياديين الذي لحقوا به لثقتهم بحسن اختياره.
تدرج أبو صلاح في صفوف “النصرة”، ليتبوأ منصب القائد العسكري العام لها في الجنوب السوري. ومع اندلاع المواجهات بين فصيله ولواء “شهداء اليرموك” على خلفية اتهامات متبادلة بين الطرفين، كان القيادي أبرز الحاضرين في المعركة، التي كان يصفها بـ “حرب الأمة على الخوارج”.
قضى أبو صلاح في بلدة تسيل، الاثنين 21 آذار الجاري، غداة اقتحام “شهداء اليرموك” البلدة، واشتباكه مع المقاتلين من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في داخلها، فقتل إلى جانب مرافقه وعدد آخر من المقاتلين لكلا الطرفين، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه في درعا البلد ليدفن فيها.
علي العيشات (أبو حسين تل)، الأمير العسكري لحركة “المثنى الإسلامية”، من أبناء بلدة تل شهاب، قتل خلال الاشتباكات الدائرة بين “المثنى” والفصائل في بلدة الشيخ سعد، غرب درعا.
يعتبر العيشات العسكري الأول ضمن الحركة، ويوصف بأنه صاحب ذكاء عسكري كبير، وقاد العديد من المعارك الناجحة ضد قوات الأسد، حتى بات من أبرز المطلوبين له في الجنوب.
حظي “أبو حسين تل” باحترام وتقدير كبير لدى كثير من أهالي المحافظة، نظرًا لما قدمه في موقعه العسكري. يُنقل عن المقربين منه أنه انتقد سابقًا تنظيم “الدولة”، ووضع ملاحظات عديدة على سلوكه، ليقتل في 24 آذار بتهمة الانتماء لذات التنظيم.
مواجهات الريف الغربي لمحافظة درعا مازالت مستمرة حتى لحظة إعداد التقرير، حيث تسعى حركة “المثنى” إلى جانب لواء “شهداء اليرموك” للاستحواذ على المنطقة، تقابلها عمليات عسكرية وأمنية للجيش الحر وباقي فصائل المحافظة ضد الفصيلين المتهمين حاليًا بالانتماء لتنظيم “الدولة”، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى بين عسكريين ومدنيين.