شهدت أسواق ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ارتفاعًا في الأسعار وخلو بعض المحال التجارية من الخضراوات والفواكه بسبب منع حواجز “قسد” دخول السيارات بحجة الحظر المفروض على المنطقة على خلفية التوتر الأمني القائم فيها.
ويعاني الأهالي في سيطرة قسد من صعوبة تأمين مستلزماتهم لليوم الخامس على التوالي، بسبب حظر التجول ومنع الدراجات النارية من السير في شوارعها بموجب الحظر نفسه.
ومنذ 7 من آب الحالي، اندلعت اشتباكات بين “قسد” ومجموعات ذات طابع عشائري، يقودها إبراهيم الهفل، وهو شخصية عشائرية تتهم بالتبعية للنظام وإيران، مدعومة بقوات من “الدفاع الوطني” و”لواء الباقر” المدعوم إيرانيًا شرقي دير الزور، وبغطاء مدفعي من قوات النظام السوري المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وعلى خلفية هذه الأحداث، فرضت “قسد” حظرًا للتجول، انعكس على الوضع المعيشي لسكان المنطقة، ممن لم ينزحوا منها حتى اليوم.
الأسواق خالية
شهدت أسواق مدينة البصيرة وقرى الصبحة والدحلة وجديد بكارة بأرياف دير الزور الشرقية والشمالية ارتفاعًا ملحوظًا بأسعار الخضراوات والفواكه وفي مقدمتها البندورة التي بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منها 18000 ليرة سورية، بعد أن كانت تباع بـ7000، و10000 ليرة لكيلو البطاطا بعد أن كان يباع بـ6500، وفق ما رصده مراسل عنب بلدي في المنطقة.
ولم تختلف الأسعار كثيرًا بالنسبة لمناطق تعتبر أكثر هدوءًا مثل منطقة الشعيطات وهجين وما حولها، شرقي محافظة دير الزور.
وقال فياض الوزع، وهو من سكان مدينة البصيرة، إن فوضى الأسعار وتذبذبها من محل إلى آخر ومن ساعة لأخرى، فاقت قدرة وتوقعات السكان، ورغم الوضع المعيشي المتردي لم تسمح “قسد” بفتح الطرقات، متذرعة بالوضع الأمني.
وأضاف أن إغلاق الطرقات ساعد “تجار الأزمات” لاستغلال السكان، ما ضاعف أسعار المواد الأساسية.
علي الجميل هو مزارع ينحدر من ريف المحافظة الشرقي، قال لعنب بلدي، إنه يملك أرضًا زراعية مساحتها ثلاثة دونمات، يزرع بها الخضار الصيفية، وتمكن خلال الأيام الماضية من جني محصوله، واتجه لبيعه في الأسواق القريبة بالأسعار المعتادة لكنه تفاجأ أن التجار نفسهم يبيعون الخضراوات بثلاثة أضعاف ما اشتروها.
أيضًا جاسم الخلف هو تاجر خضار في سوق ذيبان، وهي إحدى المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية مؤخرًا، قال لعنب بلدي، إن إقبال السكان المتزايد على طلب الخضار وغياب الرقابة، أتاح الفرصة للتجار للتحكم بالأسعار.
وأضاف أنه في الأيام الماضية لم تكن هناك أي رقابة على الأسعار في البلدة.
الفروج أيضًا
لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الخضراوات،إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج الحي 50 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يباع بـ38 ألفًا خلال الأيام التي سبقت حظر التجول.
حبيب الحداوي صاحب محل لبيع الفروج في بلدة الصبحة، قال لعنب بلدي، إن سبب ارتفاع الأسعار يعود لإغلاق الطرقات وعدم السماح بدخول المادة للمنطقة، ما دفع أصحاب المداجن لاستغلال الظرف ورفع الأسعار.
وأضاف أن الطلب زاد مؤخرًا على الفروج رغم ارتفاع سعره، خصوصًا مع مخاوف الناس من فقدان المواد الأساسية من الأسواق.
ومنذ أسبوع، تشهد القرى والبلدات الواقعة على امتداد ضفتي نهر الفرات في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور تصعيدًا عسكريًا بين النظام ومجموعات رديفة له من جهة، و”قسد” من جهة أخرى.
وخلّفت المواجهات بين الأطراف 17 قتيلًا مدنيًا، بحسب تقرير أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، الثلاثاء 13 من آب، إضافة إلى حالة نزوح جماعي من مناطق المواجهات.
وقالت “الشبكة” في تقريرها، إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 17 مدنيًا، بينهم ثمانية أطفال وست سيدات، وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين بجروح، إثر الهجمات العشوائية بالأسلحة الثقيلة، ورصاص الاشتباكات في مناطق سيطرة الطرفين.
وأكدت أن الطرفين ارتكبا “بشكل لا يقبل التشكيك” خرقًا لأحكام عدة في القانون الدولي العرفي، وبشكل خاص عدم التمييز بين المدنيين والمقاتلين، ما يؤدي إلى نشر الذعر بين المدنيين، ودفعهم نحو التشريد القسري.
وطالبت الأطراف بوقف التصعيد والهجمات العشوائية بشكل فوري، والالتزام بحماية البنية التحتية المدنية الأساسية، وخاصة محطات ضخ المياه، وضمان إعادة تشغيلها لوصول السكان للمياه النظيفة.