أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم، الأربعاء 14 من آب، أسر أكثر من 100 جندي روسي خلال اليوم، في مناطق متفرقة من مقاطعة كورسك الروسية التي تقدمت بها القوات الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي.
وخلال إطلاعه على تقرير صباحي حول الوضع في جميع الاتجاهات الرئيسية، ومنطقتي توريتيسك وبوكروفسك، والعملية في منطقة كورسك، أوضح زيلينسكي أنه وجه بتعزيز المعدات والإمدادات التي يوفرها حاليًا “الشركاء” (في إشارة إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية).
وقال الرئيس الأوكراني، عبر “إكس“، “نحن نتقدم في منطقة كورسك لمسافة كيلومتر أو كيلومترين في مناطق مختلفة منذ بداية اليوم، أنا ممتن لكل من شارك في هذا، وهذا من شأنه أن يسرع عودة رجالنا وبناتنا إلى ديارهم”.
كما أجرى زيلينسكي اجتماعًا حول الوضع في كورسك، وناقش القضايا الرئيسية والأمن والمساعدات الإنسانية وإنشاء مراكز القيادة العسكرية إذا لزم الأمر، موضحًا أن أوكرانيا تحمي نفسها وحياة شعبها في المجتمعات الحدودية وتتخذ إجراءات نشطة على الأراضي الروسية، مع الالتزام بشكل صارم بمتطلبات الاتفاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني.
من جانبه، أكد السيناتور الروسي، ليونيد سلوتسكي، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يعلن أن هدفه خلق “معضلة لبوتين”، مشيرًا إلى التورط المباشر للولايات المتحدة بمغامرة زيلينسكي العسكرية في كورسك، مؤكدًا أن واشنطن على اتصال مباشر ومستمر مع الأوكرانيين.
وبحسب التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية، فإن قواتها واصلت تنفيذ عمليات نشطة على المحاور الأساسية للعملية العسكرية الخاصة، وبلغت خسائر الجيش الأوكراني نحو 1925 جنديًا خلال آخر 24 ساعة، وفق ما نقلته قناة “RT” الروسية.
وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي (مقره واشنطن)، فإن العائق الأساسي أمام اللجوء إلى المناورة في ساحة المعركة في أوكرانيا هو دمج الحرب الإلكترونية الهجومية والدفاعية واستخدام أنظمة غير مأهولة متكاملة مع النيران الأرضية وطائرات دون طيار هجومية، وهي الظاهرة التي أطلق عليها المعهد اسم “مجمع الاستطلاع التكتيكي والضرب” (TRSC).
كما اعتبر المعهد أن الحرب في أوكرانيا تعمل على تغيير طبيعة الحرب بطرق من شأنها أن تؤثر على جميع الحروب المستقبلية، وتظهر حملة كورسك أن ساحة المعركة ليست شفافة تمامًا على الرغم من المراقبة الشاملة من قبل الجانبين، وإن إخفاء النية العملياتية لا يزال بإمكانه تحقيق مفاجأة عملياتية.
بوتين يتوعد أوكرانيا بالرد بعد أيام من توغل قواتها في أراضٍ روسية
وقبل يومين، عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعًا أمنيًا مع وزير الدفاع الروسي، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي، ورئيس هيئة الأركان في مقاطعة كورسك، بعد التوغل العسكري الأوكراني في عمق الأراضي الروسية المتواصل منذ 6 من آب الحالي.
وقال بوتين اليوم، إن “أوكرانيا تحاول تقويض الاستقرار الروسي بتوغلها في جنوبي البلاد، لكنها لن تنجح في ذلك”، معتبرًا أن “الخسائر الأوكرانية تتزايد بشكل كبير بالنسبة لهم، بما في ذلك بين الوحدات الأكثر جاهزية للقتال، والوحدات التي ينقلها العدو إلى حدودنا”.
في 6 من آب، اقتحمت القوات الأوكرانية أراضي مقاطعة كورسك، وهاجمت في خطوة مفاجئة مواقع الوحدات الروسية التي تغطي حدود روسيا مع أوكرانيا، في مناطق وبلدات نيكولايفو ودارينو وأوليشنيا، وسيطرت لاحقًا على 74 قرية وبلدة، في المقاطعة، وفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني، الثلاثاء.