ذكرت بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في السودان اليوم، الثلاثاء 13 من آب، أن واحدًا من كل خمسة أشخاص نزحوا داخليًا بسبب الحرب الأهلية في السودان.
ونقلت وكالة “رويترز” عن رئيس البعثة، محمد رفعت، قوله، إن “الظروف الإنسانية في السودان من بين أسوأ الظروف التي شهدناها. ولا تزال حالات النزوح تزداد بمعدل فظيع”.
وأشار رفعت إلى أن أكثر من 10.7 مليون شخص نزحوا داخليًا، بينما فرّ قرابة 2.3 مليون آخرين عبر الحدود، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر، محذرًا من أن الشعب السوداني يعاني مشكلات عدة مثل الحرب والجوع والنزوح، وأن الوضع في البلاد “يزداد سوءًا كل يوم، وكل ساعة تقريبًا”.
وتابع المسؤول الأممي، “لا منتصر في الحرب الجارية داخل السودان، والشعب السوداني يتحمل عبء هذا الصراع كل يوم”.
وحثت المنظمة الدولية للهجرة الدول على زيادة تبرعاتها استجابة لأكبر أزمة نزوح في العالم في السودان، محذرة من أن التقاعس عن العمل قد يؤدي إلى إزهاق أرواح عشرات الآلاف.
المنظمة الأممية أكدت أنها تلقت 21% فقط من الدعم الذي تحتاج إليه لتقديم المساعدات الحيوية للسودانيين، الذين يعانون بالفعل من الصراع ويواجهون الآن الجوع والمرض والفيضانات.
وكانت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة قالت، الاثنين 12 من آب، إن الأزمة الإنسانية في السودان وصلت إلى “نقطة انهيار كارثية” وسط القتال والفيضانات المدمرة، وفق ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، عثمان بلبيسي، إن “الظروف في السودان ستزداد سوءًا إذا استمرت الحرب والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية”.
تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان يأتي وسط غموض حول محادثات وقف إطلاق النار المقرر عقدها في جنيف غدًا، الأربعاء 14 من آب.
وتواجه المحادثات حالة من عدم اليقين، حيث لم يؤكد الجيش السوداني بعد مشاركته في الاجتماع، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وفق “أسوشيتد برس”.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، للصحفيين في جنيف، الاثنين، إن الجيش السوداني لم يؤكد بعد حضوره جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار، بينما قالت “قوات الدعم السريع” إنها ستحضر.
ومن المتوقع أن تحضر الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة المحادثات بصفة مراقبين.
منذ نيسان 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة.