توصلت قوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لاتفاق مبدئي مشروط برعاية روسية لرفع الحصار عن المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، لكن “قسد” اشترطت إيقاف الهجمات في دير الزور لبدء تطبيق الاتفاق.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام اليوم، الثلاثاء 13 من آب، إن “قسد” فكت حصارها عن أحياء وسط مدينة الحسكة وسمحت بدخول صهاريج المياه عبر المعابر المؤدية إلى المربع الأمني.
ونقلت قناة “الميادين” اللبنانية عن محافظ الحسكة، لؤي صيوح، أن الوساطة الروسية نجحت في إنهاء التوتر بمدينتي الحسكة والقامشلي، مشيرًا إلى أن “قسد” بدأت بفتح الطرقات المغلقة، وستدخل صهاريج المياه والمواد الغذائية تدريجيًا.
ونفت مراسلة عنب بلدي في الحسكة وجود أي تغيير على حالة الانتشار الأمني في محيط المربعات الأمنية، وسط أنباء متداولة في المنطقة عن أن الحصار شارف على الانتهاء.
مصدر عسكري مسؤول في “قسد” كان حاضرًا في مطار “القامشلي” خلال المفاوضات بين “قسد” والنظام بوساطة روسية، قال لعنب بلدي، إن الأطراف توصلت لاتفاق مشروط، وهو فك الحصار بضمانات روسية على أن لا تتكرر الهجمات في دير الزور.
وأضاف المصدر الذي وافق على الحديث لعنب بلدي شرط عدم ذكر اسمه، أن قافلة تضم صهاريج مياه ستدخل إلى مركز مدينة الحسكة لتعبئة الخزانات في الشوارع، وسيسمح بإدخال الطحين والمواد الغذائية خلال الساعات المقبلة، دون تغيير على الانتشار الأمني في المنطقة.
ولن تتحرك القوات التابعة لـ”قسد” من محيط المربع الأمني حتى تعمل روسيا على وقف هجمات المجموعات المدعومة من النظام شرقي دير الزور.
ورجح المصدر عودة الحصار في حال وقوع أي هجوم جديد في محافظة دير الزور، وقد يشهد المربع الأمني تصعيدًا عسكريًا في حال خرق الاتفاق، وفق تعبيره.
من جانبها، قالت وكالة “نورث برس“، إن القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، استقبل اليوم، الثلاثاء، قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيلف، وبحث معه ملفي دير الزور والتشديد الأمني في الحسكة والقامشلي.
ونقلت عن مصدر مطلع لم تسمّه أن مظلوم عبدي وافق على إنهاء التشديد الأمني في الحسكة والقامشلي “كبادرة حسن نية لخفض التصعيد”.
المكتب الصحفي لمحافظة الحسكة نشر تسجيلًا مصورًا يظهر عبور شاحنات لأحد الحواجز الأمنية، مشيرًا إلى أنه مشهد من دخول الدقيق التمويني إلى مركز مدينة الحسكة تمهيدًا لتوزيع مخصصات المخابز في المربع الأمني.
وشهدت مدينتا القامشلي والحسكة توترًا أمنيًا نتيجة إجراءات اتخذتها “قسد”، حاصرت خلالها “المربعات الأمنية” في الحسكة والقامشلي التي تتمركز فيها قوات النظام، على خلفية هجمات تعرضت لها نقاطها العسكرية شرقي دير الزور، انطلقت من مناطق سيطرة النظام السوري.
الحصار المستمر منذ سبعة أيام أدى إلى منع السكان من الخروج أو الدخول إليه، كما أغلقت جميع الطرق التي تربط المدينة بمناطق سيطرة النظام، بما في ذلك حارة طي وحي الزنود، ما أثر على حركة المرضى وتلقيهم للعلاج.
وجاء قرار الحصار من قبل “قسد” في إطار ردها على هجمات شنتها مجموعات مدعومة من النظام السوري في دير الزور، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم من المدنيين.
بدأت المواجهات بين الطرفين منتصف الأسبوع الماضي، بعد هجوم شنته قوات النظام مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”جيش العشائر” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي، مخلفة حركة نزوح واسعة النطاق من المنطقة.
وأدى التصعيد العسكري إلى مقتل 17 مدنيًا في دير الزور، بحسب تقرير أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، إضافة إلى حالة نزوح جماعي من مناطق المواجهات.