فصلت القيادة المركزية لحزب “البعث” 100 عضو عامل في محافظة السويداء من صفوف الحزب، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي تشهدها السويداء منذ عام.
وقالت شبكة “السويداء 24” اليوم الثلاثاء 13 من آب، إنها اطلعت على وثيقة صادرة عن القيادة المركزية للحزب في 28 من أيار الماضي، تقرر فيها “طرد” 100 عضو عامل من الحزب في فرع السويداء.
تتألف الوثيقة من صفحتين وتحتوي على الأسماء الثلاثية للأعضاء المفصولين مع أرقامهم الحزبية، وجرى إرسالها من القيادة المركزية للحزب، إلى قيادة شعبة صلخد جنوب السويداء، وعُممت على جميع الشعب والفرق الحزبية في المحافظة لاتخاذ إجراءات فصل الأعضاء المذكورين.
ولم تذكر الوثيقة أسباب الطرد، لكن من خلال التدقيق في الأسماء المفصولة من الحزب، يتضح أن العديد منهم شاركوا في المظاهرات التي اندلعت في السويداء منذ آب 2023، ولا يزال بعضهم يشارك في المظاهرات حتى اليوم، وفق ما ذكرت “السويداء 24”.
وأفاد أحد المفصولين لـ “السويداء 24″، أنه لم يحضر أي اجتماع حزبي منذ عام 2014، وتفاجأ بورود اسمه في قائمة المفصولين، مضيفًا ساخرًا، “هذا الحزب يُنسبك لصفوفه مغافلة، ويطردك مغافلة”.
في المقابل، قال مصدر من حزب “البعث” لـ”السويداء 24″، إن قيادة فرع الحزب في السويداء طالبت مطلع العام الجاري الفرق الحزبية، بإيفادها بأسماء البعثيين المشاركين في المظاهرات، ثم رفعت تلك الأسماء إلى القيادة المركزية في شباط الماضي واقترحت طردهم.
أسباب الفصل
تعليقًا على هذا القرار، قال الكاتب السوري حافظ قرقوط، لعنب بلدي، إن قيام حزب البعث بفصل 100 عضو لديه دفعة واحدة من الحزب، دليل على أن النظام فشل باستدراج البعثيين إلى مهماتهم الأمنية الموكلة لهم، عدا عن أن هؤلاء الأعضاء وضعوا الحزب في موقف محرج، حيث أنهم ليس فقط لم يلتزموا بمهماتهم الأمنية، بل شاركوا بالمظاهرات وطالبوا بإسقاط النظام، لذا قام الأخير بفصلهم”.
وأضاف قرقوط، وهو من أبناء السويداء، أن فصل أعضاء بعثيين في السويداء لأنهم طالبوا بحقوقهم وعبّروا عن رأيهم، دليل آخر على أن هذا الحزب ليس حزبًا سياسيًا، بل مؤسسة أمنية مخابراتية.
كما أن قرار الفصل يهدف لإظهار أنه مازال هناك فرع فاعل للحزب في السويداء، وما زال يستطيع أن يتخذ قرارات، بينما في الحقيقة الحزب انتهى عقب بدء الحراك السلمي قبل عام، حتى أن فرع الحزب لم يعد يجد في اجتماعاته سوى شخصين أو ثلاثة، بحسب قرقوط.
حزب “البعث” انتهى
تعد هذه المرة الأولى التي يفصل فيها حزب “البعث”، هذا العدد الكبير من الأعضاء العاملين دفعة واحدة في محافظة السويداء.
ومنذ الشهر الأول للاحتجاجات التي شهدتها السويداء في آب 2023، أغلق محتجون مراكز حزب “البعث” في قرى وبلدات من المحافظة، عقب تعرض محتجين لإطلاق نار، من قبل مجموعة أمنية كانت تتمركز في مبنى الحزب بمركز مدينة السويداء، دون إصابات أو أضرار.
وعقب ذلك واجه حزب البعث في السويداء حملة رفض شعبية غير مسبوقة، أدت إلى إغلاق العديد من مقراته خلال الأشهر الماضية.
وحوّل المحتجون بعض تلك المقرات الحزبية إلى مراكز تعليمية وخدمية، بينما لا تزال الغالبية منها مغلقة.
وأشار قرقوط إلى أن النظام منذ بداية الثورة السورية بدأ بعمليات فصل فردية لبعثيين من الحزب في السويداء، لأنه طلب منهم مهمات أمنية، لكنهم لم يلتزموا بها ووقفوا على الحياد أو في صف الثورة السورية.
بدوره قال الباحث في الشأن السياسي جمال الشوفي، لعنب بلدي، إن حالة رفض أبناء المحافظة لوجود أفرع حزب “البعث” في السويداء هو حالة جمعية تشهدها المحافظة برفض هذه المؤسسة الحزبية، لما أسهمت به من تأثيرات سلبية على المجتمع السوري، ومنه السويداء.
وأضاف الشوفي المقيم في السويداء، أن التحركات التي حصلت مسبقًا ضد الحزب في المحافظة، هي نتاج تجاهل “البعث” لمطالب المتظاهرين بإيقاف عمله في المحافظة، ما نتج عنه إغلاق لهذه المؤسسات الحزبية على أيدي المحتجين لاحقًا.
وأكد الشوفي أن السلطة في سوريا ستبقى قائمة ما لم يحدث التغيير السياسي، سواء الجانب الأمني، أو الحزبي منها، وهو ما يمكن إسقاطه على محافظة السويداء أيضًا.
وبين الحين والآخر، يدخل محتجون في محافظة السويداء إلى الأفرع الحزبية، وتبدو الأوضاع متجهة نحو إفراغ المحافظة من المؤسسة البعثية، التي سبق واعتبرها الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، أنها إحدى مؤسستين يعاني منهما الشعب السوري، إلى جانب المؤسسة الأمنية.
وفي 17 من آب الحالي، يكمل الحراك السلمي في السويداء عامه الأول، حيث واظب المحتجون على الخروج في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام طوال الأشهر الماضية.