شهدت أسعار الفروج حالة عدم استقرار خلال الأسبوعين الماضيين في إدلب، حيث وصل سعر الطن إلى 2200 دولار أمريكي، واستقر حاليًا على 1700 دولار، مع توقعات بعودة السعر إلى 1400 دولار خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويعادل سعر الطن من الفروج الحي البالغ 1700 دولار مبلغ 25.5 مليون ليرة سورية، ونحو 56 ألف ليرة تركية، وهي العملة المتداولة في المنطقة.
وانخفض سعر الكيلوغرام من فخذ الفروج من 85 ليرة تركية إلى 65 ليرة، وكيلو صدر الفروج مع عظمه من 125 ليرة إلى 105 ليرات تركية، وكيلو “صدر الشيش” من 145 ليرة إلى 85 ليرة للكيلو.
وأرجع أصحاب مداجن وبائعو الفروج أسباب حالة التذبذب إلى كثرة الأمراض والأوبئة التي أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في المنطقة، ثم نزول أفواج جديدة إلى السوق.
مرضان سبّبا نفوق الدجاج
يعمل الطبيب البيطري أحمد عواد في مجال تربية الدواجن منذ 13 عامًا، قال لعنب بلدي، إن مرضين انتشرا في مداجن المنطقة هما “البرونشيت” و”النيوكاسل”، وهما مرضان فيروسيان سريعا الانتشار وشديدا العدوى ولا يمكن مكافحتهما بالأدوية.
وأضاف أن هذه الأوبئة تنتشر بسبب تغيرات المناخ، ولا يستطيع مربي الدواجن السيطرة عليها مهما حاولوا إعطاء الدواجن من أدوية، مشيرًا إلى أن نسبة النفوق في المداجن تراوحت بين 30 و70% في المداجن، وبمعدل 50% في عموم المنطقة، حسب تقديراته واطلاعه.
واعتبر الطبيب البيطري أن ارتفاع الأسعار كان نتيجة طبيعية لنفوق أعداد كبيرة في الفروج داخل المداجن وقلة العرض وارتفاع الطلب في الأسواق، لافتًا إلى أن الأسعار بدأت بالعودة إلى حالتها الطبيعية بعد انتهاء الأوبئة في المداجن ونجاح الأفواج الجديدة ونزولها للأسواق.
وذكر عواد أن الجائحة التي ضربت المداجن خلال الفترة الماضية هي مزدوجة، أي أنها أضرت بأصحاب المداجن الذين يربون الدجاج “البياض” بسبب انتشار مرض “البرونشيت” وأصحاب مداجن الفروج بسبب مرضي “البرونشيت” و”النيوكاسل”.
وأوضح أن حلقة بيع الفروج المتبعة في إدلب تبدأ من أصحاب شركات الفروج التي تبيع الفراخ لأصحاب المداجن، ثم يبيع أصحاب المداجن الفروج لذات الشركات التي تطرح الفروج للبيع في الأسواق.
لقاحات غير ملائمة
يشتكي أصحاب المداجن في إدلب من كثرة الأوبئة التي تضرب أفواج الفروج، ما يسبب لهم خسائر متلاحقة، وارتفاع تكاليف التربية وكثرة الضرائب التي أرهقتهم، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف تربية الفروج إلى 1350 دولارًا للطن الواحد في حال عدم إصابة الدجاج بالأمراض.
يعتمد أصحاب المداجن على اللقاحات لمكافحة الأمراض والأوبئة التي تضرب مداجن الفروج بين الفترة والأخرى، لكن اللقاحات المنتشرة في أسواق إدلب لا تلائم طبيعة الأمراض في المنطقة، وفق ما قاله الطبيب البيطري عمر طالب.
وأضاف الطبيب عمر المختص في تربية الدواجن أن الأدوية البيطرية سواء المصنعة أو المستوردة جيدة جدًا، لكن اللقاحات التي تستوردها الشركات يتم استيرادها بشكل غير مدروس، ولا يتلاءم مع “العترات” (طبيعة الأمراض المتكررة) الموجودة في المنطقة.
ويعود تكرار أمراض الطاعون في المداجن بالدرجة الأولى لتغير المناخ وعدم كفاءة اللقاحات وبعض الأخطاء في التربية، وفق طالب.
وينتشر في إدلب العديد من أنواع اللقاحات بعضها مستورد من هولندا، وبعضها مستورد من تركيا، وبعضها يصل إلى المنطقة من مناطق سيطرة النظام عبر طرق “التهريب”.
ويرهق ارتفاع أسعار الفروج الأهالي المقيمين شمال غربي سوريا، وسط أوضاع اقتصادية سيئة بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار، ما أجبرهم على استبدال جميع أنواع اللحوم بالفروج الذي أصبح يعتبر من الرفاهيات التي لا يمكنهم الحصول عليها سوى إيام قليلة في الشهر، وبكميات محدودة جدًا.
ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.