أعلنت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، عن دعمها لإسرائيل أمام التهديد القائم بوقوع هجوم إيراني ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، في طهران، الذي اتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه.
وجاء في بيان نشره البيت الأبيض، الاثنين 12 من آب، أن زعماء الدول الخمس ناقشوا الوضع في الشرق الأوسط، وأبدوا دعمهم الكامل للجهود الجارية لتهدئة التوترات والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وأيد قادة الدول الدعوة المشتركة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، لتجديد المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع بهدف إبرام الاتفاق في أقرب وقت ممكن، “أكدنا أنه لا يوجد المزيد من الوقت لنضيعه”.
وأعرب المشاركون عن دعمهم للدفاع عن إسرائيل ضد “العدوان الإيراني” وضد هجمات “الجماعات الإرهابية” المدعومة من إيران.
ودعت الدول الموقعة على البيان إيران إلى التراجع عن تهديداتها المستمرة بشن هجوم عسكري ضد إسرائيل، وناقشت ما أسمته “العواقب الوخيمة على الأمن الإقليمي في حالة وقوع مثل هذا الهجوم”، وفق البيت الأبيض.
ويعتبر البيان هو الثاني من نوعه خلال أيام، إذ سبق أن قالت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك أصدرته الحكومة البريطانية، الاثنين، إن الدول الثلاث دعت إيران وحلفاءها للامتناع عن شن هجمات ضد إسرائيل من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات.
من جانبه، استنكر سفير ايران ومندوبها الدائم لدى الامم المتحدة، الاثنين، اتهامات الولايات المتحدة لإيران برعاية مجموعات إرهابية، معتبرًا أن هذه الاتهامات “لا اساس لها من الصحة ومضللة وغير صحيحة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وأضاف أن دعم واشنطن لـ”جماعات إرهابية مدرجة على قائمة الإرهاب الأممية مثل (جبهة النصرة) في المناطق التي تحتلها في سوريا هو انتهاك سافر لميثاق منظمة الامم المتحدة والحقوق الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، ويمثل شاهدًا آخر على هذه الحقيقة بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الاساس للإرهاب في المنطقة”.
وقبل يومين، تحدثت معلومات استخباراتية إسرائيلية عن أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل خلال أيام، وفق ما نقله موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصدرين على دراية مباشرة بالقضية (لم تسمّهما).
وقال المصدران للموقع، إن التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي يشير إلى أن الهجوم قد يأتي قبل محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقرر عقدها الخميس المقبل، ما قد يعرض المفاوضات للخطر.
سبق ذلك بيوم واحد حديث طهران عن أنها تأمل ألا يؤدي ردها المرتقب على إسرائيل إلى تضرر مساعي وقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة، الذي قالت إنه “أولويتها”.
جاء ذلك في بيان للبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، ردًا على سؤال عما إذا كانت طهران ستؤجل خططها لمهاجمة إسرائيل حتى محادثات وقف إطلاق النار في غزة المقرر عقدها الأسبوع الحالي.
وأضافت أن “التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هو أولويتنا، وأي اتفاق تقبله حركة (حماس) سيكون مقبولًا لدينا”، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
التهديدات مستمرة
رغم مرور 13 يومًا على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، لم تتوقف إيران عن إطلاق التهديدات بأنها سترد على إسرائيل، لكن هذا الرد لم يحصل حتى لحظة نشر هذا الخبر.
اعتبر نائب مسؤول العلاقات العامة في “الحرس الثوري الإيراني”، العميد علي محمد نائيني، أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران يعد “انتهاكًا واضحًا” لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن إسرائيل ستتلقى الرد في الوقت المناسب، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، الاثنين.
وقال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، الأحد، إن إفلات إسرائيل من العقاب جعلها “أكثر جرأة على ارتكاب الجرائم”.
وأضاف وفق ما نقلته وكالة “إرنا“، أن بلاده تسعى لتحقيق هدفين رئيسين من خلال اللجوء إلى “حق الدفاع عن النفس في إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، وهما حماية أمنها القومي وسيادتها الوطنية ووحدة أراضيها، ومنع تحقيق رغبة إسرائيل في خلق حرب إقليمية.