تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن حملة عسكرية أمريكية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا لاحتواء عودته مرة أخرى، دون أن تحظى الحملة بتغطية إعلامية كافية.
وبحسب تقرير للصحيفة نشر اليوم، الاثنين 12 من آب، تتضمن الحملة شن الطائرات الأمريكية غارات جوية ضد التنظيم، إضافة إلى توفير مراقبة جوية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تنفذ العمليات على الأرض.
وتبقى القوات الأمريكية على مسافة آمنة من منطقة الاشتباك، لكن قوات النخبة تشارك في مهام محددة، وتنفذ هذه المهام بمفردها على الأرض، كقتل أو أسر كبار قادة التنظيم.
وبحسب الصحيفة، فإن محاولة التنظيم للعودة مجددًا تمثل تحديًا مختلفًا عن التحدي الذي فرضه في أوج قوته، عندما كان يسيطر على مساحات في سوريا والعراق تقدر بـ38 ألف كيلومتر مربع، إضافة إلى توجه مقاتلين من مختلف البلدان للانضمام إلى صفوفه.
الدور الذي سيلعبه التحالف الدولي تحت القيادة الأمريكية في المنطقة بالأشهر والسنوات المقبلة أصبح معقدًا، بسبب حالة عدم اليقين خلال المفاوضات الدبلوماسية والانتخابات الأمريكية المقبلة، وفق الصحيفة.
وذكر المتحدث باسم “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، العميد علي الحسن، أنه في حال انسحاب القوات الأمريكية “سنرى فوضى لم نشهدها من قبل. أي انسحاب من شأنه أن يؤدي إلى تنشيط الخلايا النائمة على الفور”.
سيطر التحالف الدولي إلى جانب “قسد” على آخر مناطق سيطرة التنظيم بسوريا في آذار 2019، بعدها توجهت خلايا التنظيم إلى البادية السورية، لتبدأ من جديد بشن هجمات.
ويوجد الآلاف من عناصر التنظيم ما زالوا معتقلين في سجون “قسد” بشمال شرقي سوريا، كما تحتجز عائلات مقاتلي التنظيم في مخيمي “الهول” و”الروج”.
التنظيم ضاعف الهجمات
بحسب ما نقلته الصحيفة عن ضباط في التحالف، يحشد تنظيم “الدولة” قواته في البادية السورية، ويدرب مجندين شبابًا ليوجهوا ضرباتهم ضد التحالف و”قسد” ويستعيدوا “حلم الخلافة”.
ويبني التنظيم صفوفه من خلال تلقين الشباب أفكاره سرًا في معسكرات تحتجز الآلاف من زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم المعتقلين.
منذ بداية العام الحالي، ضاعف التنظيم من هجماته في سوريا العراق، واستهدف نقاط تفتيش وخطط لتحرير آلاف المعتقلين من عناصره.
وقالت القيادية في “قسد” روهلات عفرين لـ”وول ستريت جورنال”، إن هذا العام كان الأسوأ منذ هزيمة التنظيم، وبغض النظر عن مدى هزيمته “سيحاول النهوض مرة أخرى”.
في 17 من تموز الماضي، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إن تنظيم “الدولة” يحاول إعادة تشكيل نفسه، إذ رصدت تضاعف عمليات التنظيم من حيث العدد في سوريا والعراق عما كانت عليه عام 2023.
وأعلن تنظيم “الدولة”، في حزيران الماضي، أنه نفذ في سوريا والعراق وحدهما 209 هجمات أسفرت عن قتلى وجرحى.
ووفق القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم”، فإنه في الفترة الممتدة بين كانون الثاني وحزيران الماضيين، تبنى التنظيم 153 هجومًا في العراق وسوريا.
واعتبرت “سينتكوم” أن هذا المعدل يشير إلى كون التنظيم في طريقه للوصول لضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023، ما يظهر أنه يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.
بالمقابل، تصاعدت حدة عمليات “قسد” ضد التنظيم في وقت تكرر فيه الحديث عن محاولة التنظيم إعادة بناء قوته في سوريا والعراق.
ونفذت “قسد” بدعم التحالف 28 عملية ضد خلايا التنظيم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، أسرت خلالها 233 مشتبهًا به، بحسب الصحيفة.
بدورها، شنت الطائرات الأميركية ثلاث ضربات على أهداف لتنظيم “الدولة” في سوريا، وواحدة في العراق، منذ بداية 2024، بينما نفذت أربع ضربات خلال العام الماضي، وساعدت القوات الجوية العراقية بتنفيذ ما يقارب 50 ضربة جوية منذ بداية 2023.