مراد عبد الله – عنب بلدي
عمره لم يتجاوز سبع سنوات، لكنه لقب بـ “الساحر” في كرة القدم، إنه الطفل السوري الموهوب أحمد محمد الظاهر، من مواليد “أبو الظهور” في ريف إدلب الغربي منتصف كانون الثاني 2009.
ذاع صيت أحمد بعد انتشار عددٍ من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أننا أمام ظاهرة كروية فريدة تستحق المتابعة والوقوف عندها، فهي تبشّر بأن تكون يومًا لنجمٍ في الملاعب الخضراء.
عشق أحمد الكرة منذ سنين عمره الأولى، وبدأت الموهبة تظهر من لمسته الأولى للكرة، وتوقع من رآه أن يصبح نجمًا كبيرًا وحديث العالم في يوم من الأيام، بحسب ما ينقل محمد الظاهر، والد الطفل، المقيم حاليًا في ألمانيا.
وتحدث الظاهر لعنب بلدي عن بداية ارتباط أحمد بالكرة، وقال إنه بدأ العمل على تنمية مواهبه عن طريق تدريبه بشكل يومي كونه لاعبًا سابقًا ولديه خبرة في التدريب، كما عكف الطفل على تطوير نفسه عن طريق تقليد كل من يراه في مقاطع كرة القدم المصورة.
وبحسب الوالد فإن أحمد خضع لتدريبات لمدة ثلاث سنوات على يد الكابتن الأردني، جهاد سلامة، عن طريق التواصل معه عبر الإنترنت، إذ كان يطلب مقاطع فيديو لأحمد، ثم يعطي ملاحظات ومعلومات تدريبية له.
وخلال إقامته في مدينة جبلة الساحلية، قُبل أحمد في الأكاديمية العالمية الخاصة الأولى في المدينة من قبل مدير الأكاديمية محمد محشية، الذي أكد لوالد الطفل أن هذا المكان وجد لأشخاص مثل أحمد.
وخضع لتدريبات على يد الكابتن، أحمد عكرة، الذي بدأ بتدريب الطفل والاهتمام به بشكل مركز لمدة سنتين قبل أن يفكر والد الطفل بالخروج من سوريا نتيجة تردي الأوضاع الأمنية نهاية 2015، والاتجاه نحو “الحلم الأوروبي”.
والد الطفل أكد أنه تلقى عروضًا كثيرة في اليونان والنمسا وكرواتيا، من أجل البقاء فيها والانضمام إلى أحد أنديتها، خاصة بعدما رأوا مهارات أحمد وهو يلعب بالكرة أثناء استراحة الطريق باتجاه ألمانيا.
بعد وصوله إلى ألمانيا تفاجأت العائلة أن شهرة أحمد سبقته إليها، وأن كثيرًا من اللاعبين والمدربين يعرفونه عن طريق مقاطع الفيديو التي انتشرت على الإنترنت، فبدأت القنوات الإعلامية العربية والغربية، إجراء مقابلات معه، وبدأ الاهتمام وقدمت له تجهيزات رياضية على أعلى المستويات.
وعن خططه للمستقبل أكد الوالد محمد الظاهر أن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي دعاه إلى فرنسا، لعقد لقاء معه واختباره، إلا أنه رفض بسبب الأوضاع الأمنية التي تعصف بأوروبا حاليًا، مشيرًا إلى أن ناديًا أوروبيًا عريقًا طلب لقاء أحمد في الشهر المقبل لاختباره على أرض الملعب. ورفض والد الطفل الكشف عن اسم النادي، حتى يوقّع العقد بشكل نهائي وتركها مفاجأة لجمهور “الساحر”.
وعن لقبه قال الظاهر إن من أطلق عليه لقب “الساحر” هو الكابتن الأردني جهاد سلامة، وأحب أحمد هذا اللقب، بينما أطلق عليه اللاعب السوري ماهر السيد لقب “ميسي”، لأن تحكمه بالكرة في الملعب يشبه تحكم اللاعب الشهير ليونيل ميسي بالكرة.
وتمنى في نهاية حديثه أن يقود ابنه منتخب سوريا إلى نهائيات كأس العالم، مؤكدًا أن اللعب للمنتخب “خطٌ أحمر”، ما يتطابق مع عبارة يختم “الساحر” فيها بعض فيديوهاته وتقول “سوريا أمي”.