عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعًا أمنيًا مع وزير الدفاع الروسي، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي، ورئيس هيئة الأركان في مقاطعة كورسك، بعد التوغل العسكري الأوكراني في عمق الأراضي الروسية المتواصل منذ 6 من آب الحالي.
وقال بوتين اليوم، الاثنين 12 من آب، إنه سيستمع إلى تقرير من وكالات إنفاذ القانون حول الوضع الجاري في مقاطعة كورسك التي تقدم بها الأوكرانيون، ما تسبب بموجة نزوح في صفوف المواطنين الروس.
وأضاف، “أوكرانيا تحاول تقويض الاستقرار الروسي بتوغلها في جنوبي البلاد، لكنها لن تنجح في ذلك”، معتبرًا أن “الخسائر الأوكرانية تتزايد بشكل كبير بالنسبة لهم، بما في ذلك بين الوحدات الأكثر جاهزية للقتال، والوحدات التي ينقلها العدو إلى حدودنا”.
كما أكد الرئيس الروسي، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“، أن أوكرانيا ستتلقى الرد المناسب، وأبدى تمسكًا بتحقيق الأهداف الروسية من غزو أوكرانيا، وعزا في الوقت نفسه هجوم الأخيرة إلى أن كييف تحاول تحسين موقعها التفاوضي في الحرب.
بوتين شدد على أنه لا يمكن الذهاب إلى مفاوضات مع “عدو أتهمه باستهداف المدنيين في عمليته بمنطقة كورسك”، على حد قوله.
في 6 من آب الحالي، حاولت القوات الأوكرانية اقتحام أراضي مقاطعة كورسك، بمهاجمة مواقع الوحدات الروسية التي تغطي حدود روسيا مع أوكرانيا، في مناطق وبلدات نيكولايفو ودارينو وأوليشنيا.
في اليوم التالي، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من القوات المسلحة الروسية، بالتعاون مع قوات حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي، دمرت التشكيلات المسلحة الأوكرانية في المقاطعة الروسية المتاخمة للحدود.
وبحسب ما نقلته قناة “RT” الروسية، عن الوزارة، فإن خسائر القوات الأوكرانية وصلت إلى 260 عسكريًا و50 مركبة مدرعة، خلال اليوم.
واليوم، الاثنين، أجلت روسيا مدنيين من أجزاء منطقة ثانية مجاورة لأوكرانيا، بعد تكثيف أوكراني للنشاط العسكري قرب الحدود، بعد أيام من أكبر توغل لها في الأراضي الروسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022.
التوغل الأوكراني الذي بدأ قبل نحو أسبوع، اجتاحت بموجبه القوات الأوكرانية بعض الأجزاء الغربية من كورسك، وكان هجومًا مفاجئًا، لكن القوات الروسية استطاعت، الأحد، تثبيت استقرار الجبهة في المنطقةرغم استيلاء أوكرانيا على جزء من الأراضي الروسية.
من جانبه، ذكر حاكم منطقة بيلغورد، فياتشيسلاف جلادكوف، أن عمليات الإجلاء بدأت في منطقة كراسنايا ياروغا، بسبب نشاط “العدو” على الحدود، وفق وكالة “رويترز“.
وبحسب وكالة “نوفوستي“، فإن المقرر العلمياتي الإقليمي لمنطقة كورسك قرر إجلاء سكان منطقة بيلوفسكي، كما صدرت تعليمات إلى وزارة النقل الإقليمية بإعداد وسائل نقل إضافية، إلى جانب تجهيز أماكن إقامة مؤقتة للنازحين، مع تقديم كل المساعدة اللازمة لهم.
ولم تكشف أوكرانيا علنًا عن هدف العملية التي فاجأت الروس بعد أشهر من التقدم التدريجي لهم شرقي أوكرانيا.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط محاولات اختراق للقوات المسلحة الأوكرانية في محيط قرية كاوتشوك، بمحيط كورسك، معلنة أن الخسائر الإجمالية للجانب الأوكراني منذ الثلاثاء الماضي على المحور نفسه بلغت نحو 1610 جنود و32 دبابة و23 ناقلة جند مدرعة.
“معهد دراسات الحرب” الأمريكي قال، الأحد، إن العملية الأوكرانية سمحت للقوات الأوكرانية بالاستيلاء مؤقتًا على مبادرة ساحة المعركة في منطقة واحدة من خط المواجهة ومنافسة مبادرة روسيا على مستوى المسرح بالكامل.
وذكر المعهد أن امتلاك روسيا للمبادرة منذ تشرين الثاني 2023، سمح لها بتحديد موقع ووقت ونطاق ومتطلبات القتال في أوكرانيا، وأجبر كييف على إنفاق المواد والقوى البشرية في عمليات دفاعية كرد فعل.
وأجبرت العملية الأوكرانية الحالية الكرملين والقيادة العسكرية الروسية على الرد وإعادة نشر القوات والوسائل في القطاع الذي شنت فيه القوات الأوكرانية هجمات، كما أن الروس لم ينفذوا عمليات نشطة في منطقة كورسك، وفق المعهد الذي رجّح أن بوتين والقيادة العسكرية الروسية قيّما بشكل غير صحيح أن أوكرانيا تفتقر إلى القدرة على الطعن في المبادرة.
كما أن قدرة أوكرانيا على تحقيق المفاجأة العملياتية والطعن في المبادرة على نطاق المسرح بأكمله تتحدى الافتراضات العملياتية الاستراتيجية التي تدعم الجهود الهجومية الروسية الحالية في أوكرانيا، وفق المعهد.