المواجهات تستمر على ضفتي الفرات.. مدنيون ينزحون

  • 2024/08/12
  • 10:59 ص
سيارة تقل نازحين بسبب القصف على ريف دير الزور الشرقي- 12 من آب 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

سيارة تقل نازحين بسبب القصف على ريف دير الزور الشرقي- 12 من آب 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

قصفت قوات النظام السوري الأحياء السكنية في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ما أسفر عن ضحايا مدنيين، عقب هجوم شنته الأخيرة على مناطق تمركزه على الضفة الغربية لنهر الفرات.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن قصفًا بدأ في ساعة مبكرة من فجر اليوم، الاثنين 12 من آب، استهدف بلدات الدحلة، والصبحة، والبصيرة، والشحيل، وأبو حمام، والكشكية في مناطق سيطرة “قسد”، مخلفًا جرحى وخسائر مادية.

وردت “قسد” بقصف قرى وبلدات تسيطر عليها قوات النظام في بقرص، والبوليل، وصبيخان، دون معلومات عن حجم الأضرار التي وقعت فيها.

وشهدت المنطقة حالة نزوح جماعي باتجاه ريف دير الزور الشمالي وقرى الخابور في ريف الحسكة، منذ فجر اليوم، بسبب موجة القصف المتبادل بين ضفتي نهر الفرات.

القصف جاء كرد فعل على هجوم شنته “قسد” طال سيارة عسكرية لميليشيات مدعومة إيرانيًا شرقي دير الزور، أسفر عن مقتل خمسة عناصر منها في بلدة الدوير.

وقال موقع “نهر ميديا” المتخصص بتغطية أخبار المحافظة، إن ما يقارب عشرة عناصر من الميليشيات المحلية، قتلوا وأصيبوا، بهجوم عبر طائرة مسيّرة استهدفت حافلة كانت تقلهم بالقرب من نهر الفرات في بلدة الدوير شرقي دير الزور.

وأضاف أن جميع القتلى هم من ميليشيا “لواء الباقر” التي يترأسها نواف البشير، وينحدرون من بلدات مراط وخشام وحطلة وطابية شمال شرقي دير الزور.

ووفق “دير الزور 24” وهو موقع محلي، فإن عناصر “لواء الباقر” استهدفوا خلال عودتهم من منطقة البادية السورية.

وخلال المواجهات التي استمرت على مدار الأيام الخمسة الماضية، احتجزت “قسد” عناصر من ميليشيات رديفة بقوات النظام كانوا يحاولون عبور نهر الفرات إلى مناطق سيطرة “قسد”، وفق ما قاله قيادي في قوى “الأمن الداخلي” بدير الزور، لعنب بلدي.

وأضاف القيادي، الذي تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن النظام هدد فجر اليوم الاثنين بقصف بلدة الصبحة اذا لم تفرج عن الأسرى لديها قبل الساعة 12 ظهرًا.

وبدأت المواجهات منتصف الأسبوع الماضي، بعد هجوم شنته قوات النظام مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”قوات العشائر العربية” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي.

تبادل اتهامات

ردت “الإدارة الذاتية” وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، أمس الأحد، على بيان أصدرته وزارة الخارجية السورية، اتهمتها فيه بشن هجمات على أحياء مدنية في ريف دير الزور، وقطع الخدمات عن أخرى في مناطق أخرى.

وقالت “الإدارة” عبر بيان إن الهجوم على دير الزور انطلق من مناطق سيطرة النظام، وعبر مجموعات موالية له.

وأضافت أن “عقلية تزييف الحقائق” التي يتبعها النظام هي ما أوصل البلاد إلى ما هي عليها الآن.

“الإدارة الذاتية” قالت إنها ترفض لغة الكراهية والتخوين، معتبرة أن النظام “آخر من يحق له التحدث عن التبعية والانفصالية”، نسبة للوضعية التي هو فيه حاليًا، خصوصًا أن هذه العقلية “ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري ولا تزال على ذات المنهج”.

ومع الأيام الأولى للمواجهات، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا هاجمت فيه “قسد” وداعمها الرئيس في سوريا الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن القوات هاجمت قرى وبلدات في دير الزور، ما خلّف قتلى وجرحى مدنيين.

وأضافت الوزارة، وفق ما نشرت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون“، أن طائرات حربية أمريكية دعمت “قسد”، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها مدنيين كانوا يدافعون عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم.

واعتبر النظام أن دعم الولايات المتحدة لمن وصفهم بيان الخارجية بـ”ميليشيات انفصالية عميلة لها” يمثل “أداة رخيصة” لتنفيذ مخططاتها.

وشدد البيان على أن ممارسات “قسد” ضد أبناء المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب، تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم.

وطالبت الخارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.

نزوح

مع اندلاع المعارك على جانبي نهر الفرات انطلقت موجات من القصف العشوائي باتجاه بلدات المنطقة، والمناطق السكنية المأهولة فيها، ما اضطر بعض العائلات لترك منازلها في المنطقة.

حركة النزوح لم تكون لوجهة محددة إذ اتجهت عائلات نحو مدينتي الرقة والحسكة وأخرى اختارت ريف دير الزور الشمالي، بينما دفعت عائلات أخرى مبالغ طائلة للتوجه نحو مكان أكثر أمنًا نحو العاصمة دمشق، رغم ارتفاع تكلفة أجور النقل إليها.

وقال علي الحمادة، وهو من أبناء مدينة البصيرة التي تسيطر عليها “قسد”، لعنب بلدي، إن وحدات من “القوات الخاصة” (الكوماندز) لدى “قسد”، طلبت من الأهالي القريبين من النقاط العسكرية الابتعاد خشية من القصف العشوائي الذي تنفذه قوات النظام بين الحين والآخر.

وشهدت بلدة الدحلة، الجمعة، مجزرة راح ضحيتها 11 شخصًا بينهم نساء وأطفال بقصف مصدره المناطق التي يسيطر عليها النظام.

عقب ذلك، زار وفد من التحالف الدولي و”قسد” البلدة لطمأنه الأهالي، وأبلغ السكان أن “قسد”، بدعم من التحالف، لن تسمح لأي جهة بدخول المنطقة.

تطمينات الوفد للسكان لم تكن ذات مفعول كبير، إذ قال أمجد المحمد، وهو من أبناء ريف دير الزور الشرقي، ويملك حافلة صغيرة من نوع “فان” إن بعض العائلات دفعت له مبالغ تخطت 100 دولار في سبيل إخراجها من مدينة البصيرة وبلدة الصبحة عقب الهجوم التي شهدته المنطقتين.

وأضاف أنه صار يسافر مرتين في اليوم نحو الحسكة ويتناوب مع شقيقه على قيادة السيارة.

مطلع آب الحالي، أرسلت ميليشيات مدعومة من ايران تعزيزات عسكرية وحشدت قوات على طول سرير نهر الفرات.

التحركات العسكرية في المنطقة أثارت مخاوف السكان، خصوصًا بعد القصف المتبادل والذي أدى إلى عدد كبير من الجرحى والقتلى.

مقالات متعلقة

  1. 17 مدنيًا قتلوا إثر صدام "قسد" والنظام شرقي دير الزور
  2. "قسد" تعلن استهداف ثلاثة مواقع لقوات النظام بدير الزور
  3. مظاهرات دير الزور ضد "قسد" تمتد إلى قرى جديدة
  4. بماذا تنشط أهم المعابر المائية بين النظام و"قسد" في دير الزور

سوريا

المزيد من سوريا