الأسعار ارتفعت تسعة أضعاف والإقبال مستمر
التبغ.. صديق المدخنين الوحيد خلال الأزمة
“لو أصبح سعر علبة السجائر ألف ليرة لن أترك التدخين”، عبارة تتكرر كثيرًا على ألسنة المدخنين السوريين، خاصة عندما يدور نقاش بينهم حول الأسعار، التي ارتفعت مؤخرًا في سوريا نتيجة تراجع الليرة السورية ووصولها إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار.
خمس سنوات من الحرب وتدهور الليرة السورية جعل من أسعار التبغ تقفز تسعة أضعاف عما كانت عليه قبل بدء الأزمة، فبعد أن كان أغلى سعر لعلبة السجائر المستوردة ماركة مارلبورو بـ 90 ليرة سورية، أصبح اليوم حكرًا على أصحاب الطبقة الغنية فقط، بعد أن وصل سعره إلى 900 ليرة سورية للعلبة الواحدة.
أما أصناف الدخان الوطنية التي تعتبر الأكثر شعبية بين المدخنين السوريين، فارتفع البعض منها بحدود أربعة أضعاف، مثل الحمراء الطويلة الذي يباع الآن بـ 130 ليرة بعد أن كان يباع في 2011، بـ 35 ليرة فقط، والحمراء القصيرة كان مبيعه في سوريا عام 2011، نحو 25 ليرة، ليرتفع خلال خمس سنوات إلى حدود 100 ليرة سورية.
أما الأنواع المستوردة، فارتفعت أيضًا عشرة أضعاف مثل نوع جيتان طويل وقصير بين 450-500، بعد أن كان بـ 50 ليرة سورية، ونوع كينت الذي كان بـ 75 ليرة، أصبح بحدود 400 ليرة.
أما سجائر غلواز (أحمر)، الذي يعتبر من أشهر الأنواع في سوريا، فبعد أن كان سعره في 2011 نحو 30 ليرة سورية وصل سعره إلى حدود 450 ليرة، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح ممنوعًا من البيع بسبب قضية جمركية كبيرة، بحسب ما قال أحد الموزعين (رفض الكشف عن اسمه) في دمشق لعنب بلدي.
ارتفاع أسعار أنواع التبغ الموجودة، أدى إلى ظهور أنواع جديدة غير معروفة المنشأ في معظمها، ولكنها لاقت رواجًا لأنها ذات أسعار منخفضة تقارب أسعار الأصناف التي درج السوريون على تدخينها، ومن هذه الأنواع “أوسكار” الذي يباع بـ 150 ليرة، وسجائر “اليغانس” وتباع بسعر 165 – 200 ليرة سورية.
وبالرغم من ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستويات متدنية، إلا أن نسبة مبيعات الدخان لم تنخفض كثيرًا، وفق ما يقوله باعة وتجار تبغ، لأن “الدخان هو الصديق الوحيد للسوريين في هذه الأزمة” على حد قول أحد المواطنين.
وبحسب تقرير إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي نشرتها في 5 أيار 2015، فإن سوريا احتلت المرتبة الأولى بين الدول العربية في نسبة المدخنين الذكور، إذ بلغت 62% ونسبة النساء 21%، بينما كان الاستهلاك اليومي للدخان في سوريا عام 2014 نحو 50 طنًا وعدد المدخنين يتراوح بين 4.5 – 5 ملايين مدخن، وذلك حسب آخر إحصائية للمؤسسة العامة للتبغ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :