أسماء رشدي
للمكأفاة أو الثواب نوعان، مادي ومعنوي، فبعض الأهل قد يعدون أطفالهم بمكأفاة إن تصرفوا بشكل جيد، بينما البعض الآخر يقدمون المكافأة كمفأجاة بعد التصرف الحسن الذي قام به الطفل.
إن قلت لطفلك “لو حصلت على درجة عالية في الامتحان، فسوف أشتري لك اللعبة التي ترغب بها”، فلن تكون للدرجة العالية قيمة عنده، سوى أنها وسيلة للحصول على اللعبة التي يرغب بها، وفي هذه الحال تكون المكافأة أشبه بـ “رشوة”، وهذا النوع من الوعود لا يحقق، في الغالب، الهدف المراد منه، فيصبح الأطفال دائمًا بانتظار “وعود” قبل الإقدام على الأعمال الجيدة.
أما تقديم المكأفاة بعد قيام الطفل بأداء سلوك مرغوب به، فيعزز لديه الشعور بأن وراء كل سلوك جيد هناك مقابل جيد.
لكن ماذا لو قام الطفل بأداء جيد ولم يتلق أي مقابل له؟
في هذه الحالة يقع الطفل في الارتباك والحيرة، تجاه العمل الذي قام به، هل هو صحيح أم لا!، وذلك لأنه اعتاد على تقييم عمله من خلال رد فعل أهله تجاهه.
لذلك فإن المكأفاة المادية في معظم الأحيان ليست فكرة صحيحة تمامًا، كطريقة للتعامل مع الطفل، بينما تكون المكأفاة المعنوية (كلمات التشجيع وعبارات الدعم) التي يطلقها الأهل عقب أدائه سلوكيات مفضلة.
من جهة أخرى لابد من التنبيه إلى أن هناك بعض العبارات الجميلة، لكنها عامة وغير بناءة، كالكلام الذي لا يفهم الطفل منه شيئًا، مثل “واو، جميل، أنت ذكي، أنا مبسوط منك،….”، إذ إن هذه الكلمات لا تساعد الطفل على معرفة ما هو بالضبط الشيء الجيد الذي قام به، بينما يستطيع الأهل استخدام عبارات دقيقة تشرح بالضبط ما هو الجيد في سلوك الطفل وستاعد في التعزيز البناء، وتدعم مهارات الطفل وتساعده على رؤية نقاط القوة في سلوكه، على سبيل المثال، “أنت تختار لباسك بطريقة أنيقة، أنت تعبر عن رأيك بطريقة صحيحة….”.
إذن ماهي بدائل المكافآت؟
التشجيع.. أي تشجيع الطفل على القيام بتصرف لا يرغب القيام به، أو تصرف يحتاج إلى بذل مجهود ليصل إلى مستوى أعلى من مستواه أو يحافظ على مستواه.
فالتشجيع يساعد الطفل عى أن يقيم ويحفز نفسه، كما يركز على نقاط القوة وينفع في الفشل والنجاح، فمثلًا لو حصل طفلك على سبع من عشر، يمكن أن تقول له: “لقد كتبت في هذه المرة سبع كلمات صحيحة من أصل عشر، إلا أن خطك كان رائعًا، وفي المرات المقبلة سوف تتمكن من كتابة ثمان أو تسع كلمات صحيحة”، وهكذا. بهذه الطريقة تكون قد ساعدت طفلك على رؤية الأشياء الإيجابية في عمله، وبذلك تزيد ثقته بنفسه، وتخلق لديه الرغبة في بذل المزيد من الجهد، أما عكس ذلك فإنه سوف يخلق لديه الإحباط ويقضي على رغبته في بذل المزيد.
التشجيع والمكافآت المعنوية لا تقلل من فائدة المكافآت في بعض الحالات، ويفضل أن تكون خفيفة ورمزية، مثل لوحات النجوم، التي تكون بمثابة محفز له لاكتساب مهارة ما، وتكون بديلًا عن العقاب.