عروة قنواتي
ما أطيب لحظة التتويج بعد التعب والعمل والجهد المبذول والمثابرة، وما ألذ طعم الإنجاز بعد تخطي الموانع والصعوبات والمشقة، وما أروع الذهب حين تكون المواجهة في قشرتها الخارجية رياضة ومنافسة، وفي باطنها ردًا على التنمر والعنصرية وقلة الاحترام.
إيمان خليف الملاكمة “السوبر ستار”، البطلة الشابة الجزائرية العربية، انتزعت، في 9 من آب الحالي، وبجدارة واستحقاق وبإجماع الحكام ذهبية وزن 66 كيلوغرامًا في مواجهتها بالمباراة النهائية مع الصينية ليو يوانغ، لترد وبقوة على كل المشككين بقدرتها، وعلى كل الذين تنمروا عليها وعلى فوزها الأول على اللاعبة الإيطالية التي انسحبت بعد ثوانٍ من بداية الجولة الأولى لأنها لم تتحمل اللكمة الثانية من إيمان.
الشابة الجزائرية التي بكت بعد فوزها على بطلة تايلند في ربع النهائي، وبعد ضمانها على الأقل للميدالية البرونزية، لم تكن تبكي لأنها فازت وستحقق حلمها بنيل الميدالية، كانت تبكي من حرقة وألم المواجهة غير النظيفة عبر وسائل الإعلام و”السوشال ميديا” من قبل الذين أرادوا لها الفشل والخيبة والهزيمة، وعلى رأسهم الاتحاد الدولي للملاكمة، عندما حرم إيمان من المشاركة في بطولة العالم 2023 لأسباب مضحكة وسخيفة وتافهة.
إيمان التي تجاوزت لقاءاتها بإجماع الحكام وبنتيجة 5-0 في أغلب المباريات، والتي لم تتلقَّ لكمة موجعة خلال كل النزالات، أثبتت أن السيدات العربيات قادرات على المنافسة في رياضة الفن النبيل، وبارعات في تسجيل بصمة مهمة بتاريخ اللعبة عالميًا وأولمبيًا.
إيمان خليف أهدت بلادها الجزائر أول ميدالية ذهبية بالملاكمة منذ ميدالية المرحوم حسين سلطاني في أولمبياد أتلانتا 96، وسجلت اسمها بين السيدات العربيات المتألقات اللواتي حققن الميداليات الذهبية في أولمبياد باريس 2024 (كايلا نيمور الجزائرية في الجمباز، ووينفريد يافي البحرينية في ألعاب القوى، وإيمان خليف الجزائرية في الملاكمة)، بينما رصيد الرجال العرب من الذهب حتى الآن ذهبية العداء المغربي سفيان البقالي في ألعاب القوى، وذهبية التونسي فراس القطوسي في رياضة “التايكواندو”.
الرياضة والتفوق والإنجاز فيها بحاجة إلى الصبر والجهد والإيمان، والإيمان يليق لأجلها الذهب، ولنا في تاريخ الملاكمة والأولمبياد إيمان خليف من ذهب. ألف مبارك.