يصل سعرها إلى 110 دولارات
تلوث المياه يدفع لاستخدام فلاتر التنقية في الحسكة
القامشلي – مجد السالم
مع استمرار مشكلات شح المياه في الحسكة وأحياء من القامشلي، واعتماد السكان على مصادر مياه غير معروفة، يتجه بعضهم لشراء وتركيب “فلاتر” تنقية المياه المنزلية.
لا تعد “فلاتر” التنقية جديدة على الحسكة، لكن الإقبال عليها يتزايد مع استمرار مشكلات تلوث المياه، للحصول على ماء نظيف بعيد عن اصفرار اللون أو الرائحة الكريهة.
نسبة كلس عالية
منذ سنوات وحتى قبل مشكلة شح المياه، اعتادت روعة العلي (46 عامًا) من حي الكورنيش بالقامشلي غلي الماء المخصص لشرب عائلتها أو تجهيز الشاي والقهوة، ثم تبريده واستعماله بعد ذلك.
وذكرت أن المياه الواصلة إلى المنزل فيها نسبة كلس عالية، وهي غير صالحة لصناعة المشروبات الساخنة، وحتى الشاي يكون عكرًا عند تحضيره بتلك المياه.
وأضافت لعنب بلدي أنها وبشكل يومي تغلي نحو أربعة ليترات من المياه، وتحتفظ بها في وعاء لتبرد ثم تخصصها للشرب والشاي.
ومع ذلك، فإن الترسبات السميكة من الكلس يمكن ملاحظتها بالعين المجردة على جدران وعاء الغلي، وفق روعة.
منذ نحو ستة أشهر، ركبت عائلة السيدة “فلتر” للتخلص من مشكلة تلوث المياه وغليها قبل استعمالها، وتقليل استهلاك الغاز، ما منحها مياهًا نظيفة ونقية، تشبه المياه المعدنية المعبأة آليًا، وفق السيدة.
أملًا بمياه نظيفة
مع دخول فصل الصيف، تعاني أحياء من مدينة القامشلي من شح وانقطاع متكرر في مياه الشرب، ويستمر الانقطاع أحيانا عدة أسابيع.
يشتري حسام الحسين (41 عامًا) المقيم في الحي الغربي المياه بشكل متكرر من أصحاب الصهاريج بمبلغ يصل أحيانًا إلى 50 ألف ليرة سورية للخزان الواحد (ألف ليتر).
وقال لعنب بلدي، إنه لا يعلم من أين تأتي هذه المياه، لأن جودتها ونظافتها تختلف من صهريج لآخر، لذلك اضطر لتركيب “فلتر” مياه على خزان البيت الرئيس.
وأضاف أن معظم سكان الحي ركّبوا “فلاتر” مياه، رغم أسعارها التي تعتبر مرتفعة، معتبرًا أن وجود “الفلتر” أمر مألوف واعتيادي في منزل كل عائلة تخشى على صحة أفرادها.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أكثر ما يدفع السكان لاستخدام “الفلاتر” هو مشكلة انقطاع المياه وشحها واعتمادهم على مصادر مياه مجهولة من خارج الشبكة الرئيسة.
كما أن انتشار حفر الآبار الشخصية في المنازل والمزارع الخاصة، دفع الأشخاص إلى “فلترة” تلك المياه، خاصة بعد شكاوى متكررة وحديث عن انتشار أمراض الكلى وتشكل الحصيات، وتوصيات الأطباء بشرب مياه معدنية.
تبدأ من 75 دولارًا
تنتشر في السوق المحلية أنواع مختلفة من “فلاتر” المياه، وتحدد أسعارها بالدولار الأمريكي، إذا يعادل كل دولار 15000 ليرة سورية.
قال أحمد الناصر (35 عامًا) الذي يعمل في شركة تبيع أنظمة تنقية المياه و”الفلاتر” في القامشلي، إنهم يبيعون شهريًا العشرات من “فلاتر” المياه المنزلية التي باتت تلقى رواجًا في العام الحالي.
وذكر لعنب بلدي أن الشركة تقدم عروضًا شهرية وتبيع بالتقسيط لمساعدة الراغبين في امتلاكها، مضيفًا أن “الفلاتر” تباع بالدولار بأسعار تتراوح بين 75 و110 دولارات لـ”الفلتر” الواحد بحسب عدد مراحل التنقية والتصفية وبلد المنشأ.
وأوضح أنه توجد “فلاتر” بخمس وسبع وثماني مراحل، ويمكن زيادتها “حسب طلب الزبون”، وهذه “الفلاتر” قد تكون تايوانية أو صينية أو أمريكية تستورد من تركيا عبر إقليم شمالي العراق وتدخل من معبر “سيمالكا”.
وتحتاج “الفلاتر” إلى عمليات صيانة دورية كل ستة أو ثمانية أشهر كي تحافظ على نوعية جيدة للمياه المنتجة، إذ تبدل “الفلاتر” عند كل عملية صيانة دورية، وعملية التبديل هذه تكلف الزبون نحو 20 دولارًا، وفق أحمد.
مصادر غير خاضعة للرقابة
الاختصاصي الكيماوي والمخبري عبد الله رمضان (47 عامًا) من القامشلي، قال لعنب بلدي، إن من حق السكان أن يقلقوا “إلى حد ما” على صحتهم بسبب تهالك شبكة المياه الرئيسة في العديد من الأحياء.
وذكر أن وجود شوائب أحيانًا مع المياه يغيّر من مواصفاتها مثل الطعم والرائحة واللون، وأن مشكلة انقطاع المياه زادت من تفاقم المشكلة، لافتًا إلى أن السكان يشترون المياه من الصهاريج التي تعتمد على مناهل ربما تكون لآبار غير مطابقة للمواصفات، ومجهولة المصدر طمعًا في الربح.
وأضاف أن مياه الشبكة الرئيسة صالحة للشرب، وعند إجراء تحليل المياه يكون هناك تركيز على لونها وطعمها ورائحتها، وكذلك نسبة الملوحة ودرجة الحموضة والقساوة الكلسية، وقساوة المغنيزيوم، والكالسيوم والكلوريدات.
المخبري أوضح أن نسبة الكلس المسوح بها هي حتى 500 مل/ليتر، ويأتي دور “الفلتر” المنزلي بجعل هذه النسبة في الحدود الدنيا وأقل من 300 مل/ليتر كما هو الحال في معظم مياه القامشلي، ومن الأفضل استخدام “الفلاتر” إذا كان ذلك متاحًا، إذ تجعل نسبة القساوة 100 بدل من 300.
وتعاني مدينة القامشلي من شح في المياه خلال فصل الصيف الحالي، وتعتمد المدينة على ثلاثة مصادر رئيسة في تأمينها هي محطة “الهلالية” غرب القامشلي، ومحطة “العويجة” جنوبي المدينة، ومحطة “الحزام” الشمالي، وكذلك يحصل قسم من الأحياء على المياه من محطة “سفان” في مدينة المالكية وهي الأفضل نوعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :