“كأنك كنت هناك”..  عن الحب في زمن الحرب

"كأنك كنت هناك"..  عن الحب في زمن الحرب
tag icon ع ع ع

“لماذا نتكلم عن الوطن كلما تكلمنا عن الحب؟!”، هي إحدى المقولات التي وردت في رواية “كأنك كنت هناك” للصحفية السورية يارا جلال، وهي تكشف عن جوهر الرواية التي قدمت رسائل عن الحب في زمن الحرب التي تعيشها سوريا.

الرواية تتحدث عن قصة شابة سورية تدعى دارين من الغوطة الشرقية، تعكس حال آلاف النساء في سوريا ممن فقدن فجأة أزواجهن أو أحباءهن بسبب ظروف الحرب، وبقين في حالة ترقب وانتظار لمعرفة مصير من فقدنهن، بينما ألم الفقدان ينهش أرواحهن وقلوبهن.

دارين عاشت ظروفًا صعبة ومعقدة كحال كثير من السوريات، إذ أحبت شابًا اسمه مهند في جامعة “دمشق” بداية الثورة السورية، ثم تزوجا.

دارين ومهند كانا يشاركان معًا في المظاهرات التي خرجت ضد النظام السوري، لكن مع تصاعد القصف على الغوطة الشرقية، خرج مهند مع صديقه سعيد للتصوير في أحد أجزاء الغوطة، ومنذ ذلك الوقت اختفى عن الأنظار، دون أن تعرف دارين شيئًا عن مصيره.

الرواية حاولت أن تسلط الضوء على مآسي سكان الغوطة الشرقية في الأقبية، خلال فترة الحصار والقصف والتجويع، ومن ثم التهجير إلى الشمال السوري، ووسط كل تلك الظروف الصعبة، كانت دارين تعيش ظروفًا نفسية أقسى، وهي تريد أن تعرف شيئًا عن مصير زوجها.

بحثت دارين كثيرًا في صور “قيصر” أو ضمن قوائم الأسماء التي كانت تُنشر عن المعتقلين في سجون الأسد، لكنها لم تعثر على أثر لمهند.

هُجّرت دارين مع باقي عائلتها إلى إدلب وهي تعيش على ذكريات مهند، إلى أن وصلها بعد سنوات خبر مقتله، لكنها لم تستطع التأكد فيما إذا قُتل داخل معتقلات النظام السوري، أو على يد فصائل المعارضة التي كانت في الغوطة الشرقية، حيث كان مهند يعمل مصورًا لتوثيق انتهاكات النظام بحق المدنيين.

أصرّت دارين على البقاء في إدلب والعمل مدرّسة، وعدم اللجوء إلى تركيا كحال بقية عائلتها، وكلّها أمل أن يكون خبر مقتل مهند كاذبًا، وأن يعود وتلتقي به مجددًا، وفي داخلها ذكريات كثيرة، وأمنيات بانتصار الثورة السورية، وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم.

الرواية تحدثت كذلك عن قضية تعنيف المرأة، إذ حاولت الكاتبة إيصال فكرة أن السوريين خرجوا بثورة ليس على النظام السوري فقط، بل على العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة في المجتمع، إلى جانب تسليط الضوء على الأقليات المهمشة في سوريا.

كما ناقشت الرواية مفهوم الحب بين الأصدقاء، من خلال سرد العلاقة القوية بين دارين وصديقتها كاتيا، وهي علاقة صداقة قائمة على الوفاء والمودة والمساعدة بعيدًا عن المصالح الشخصية.

الرواية صدرت عن دار “موزاييك” للنشر عام 2021، وهي أول عمل روائي للكاتبة يارا جلال، التي عملت صحفية في عدة وسائل إعلامية، وتركز عملها في الغالب كمقدمة برامج إذاعية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة