فيلم “locked in”.. استغلال أوجاع الآخرين لا علاجها

كاثرين إلى جانب طبيب العائلة في أحد مشاهد فيلم "LOCKED IN"

camera iconكاثرين إلى جانب طبيب العائلة في أحد مشاهد فيلم "LOCKED IN"

tag icon ع ع ع

ينطلق فيلم “locked in” الصادر عام 2023 من فكرة واسعة الطرح في السينما والدراما والأعمال الأدبية والفنية على أنواعها، وهي حالة الطمع والجشع والخلافات العائلية القائمة بصورة ما على خلافات حول الثروة أو توزيعها.

في الفيلم تتولى كاثرين الإدارة والمسؤولية في قصر زوجها الذي توفي بعدما حرمها من الإرث، مانحًا قصره لابنه الوحيد، جيمي، وهو ابنه من زواج سابق، ما يعني أنه ليس ابن كاثرين، وهذا يعني أن السيدة تحوّلت إلى ضيفة في قصرها الذي تعود ملكيته لابن مريض يعاني مشكلات صحية تعوق مسار حياته بالكامل.

في هذا الوقت تتوفى صديقة كاثرين تاركة خلفها طفلة صغيرة تتبناها كاثرين وتحولها إلى ما يشبه الممرضة، ومسؤوليتها رعاية الابن المريض، قبل أن تتقدم السنوات ويكبر الطفلان ليتزوجا زواج مصلحة لا يقوم على أساس عاطفة، فجيمي بحاجة إلى رعاية صحية وأدوية في مواعيدها وتنفس ليلي خلال النوم عبر أجهزة، ولينا، الشابة الزوجة لا مكان تذهب إليه بعدما عطل زوجها أي أمل لديها بحصولها على فرصة عمل، ما يعني أن كل طرف في هذه العلاقة محكوم بالآخر، لا مرتبط به.

وبالنسبة للأم البديلة (كاثرين) فإن حياتها كممثلة تبعدها عن عالم العائلة قبل أن تنالها لحظة إدراك تشعرها بأن الشابة زوجة الابن أصبحت سيدة القصر، وتأمر وتنهى، وتحولت إلى منافسة بعدما كانت فتاة متبناة.

خلال هذه الأجواء المشحونة انخرطت الزوجة الشابة في علاقة مع طبيب العائلة الذي سرعان ما اتجه للبحث عن حلول بديلة تتفق مع هواه، وتقوم على التخلص من الزوج المريض لتنتقل ملكية القصر إلى الزوجة المضطهدة المتعبة.

الكثير من الفوضى والعنف والأعمال العدوانية تتصدر الفيلم ليقول بشكل واضح، إن التوق غير المنضبط للثروة يمكن أن يقود إلى الإنسان إلى مهاوٍ، ويجعل من إنسان آخر يختلف بمستوى تبنيه للقيم الإنسانية، فيطغى السواد على البياض، والشر على الخير في سبيل انتزاع ثروة وضعها القدر كاختبار في الطريق، بمعزل عن مستوى الأحقية فيها، في اختبار واضح للقيم الإنسانية قد ينتج خسارات مضاعفة لمن يخون ذاته في هذا الإطار، وهو ما بدا في شخصية الطبيب، الذي كان يفترض أن يكون مثالًا للقيم النبيلة لا لاعبًا على نقاط الضعف في حياة العائلة التي يؤتمن على أوجاعها.

ورغم حالة الخلاف الطافية على السطح بين كاثرين وزوجة جيمي، فإن إحداهما لم تكن لتطغى على الأخرى لولا تدخلات الطبيب الذي بدأ يتصرف في مساحة خارج صلاحياته الطبيعية كطبيب للعائلة، فبدا محركًا لنار الشر ومذكيًا للفتنة بين السيدتين، فأوهم كلًا منهما بخطر الأخرى عليها، وأوهم كلًا منهما بحبه لها.

الفيلم ينتمي لفئة الإثارة والدراما والغموض والإثارة النفسية، لكن تقييمه منخفض نسبيًا عبر “IMDB” في الموقع المختص بتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية، وهو 5.1 من أصل 10.

أخرج الفيلم نور وازي، وكتبه روان جوف، وهو من بطولة أليكس هاسل، وروز ويليامز، وفامكي جانسن وفين كول، وآنا فريل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة