دير الزور – عبادة الشيخ
بعد قرار مديرية التموين التابعة لحكومة النظام في محافظة دير الزور تفعيل توزيع الخبز عبر “البطاقة الذكية”، يعاني الأهالي للحصول على مخصصاتهم، حيث يصطفون في طوابير طويلة أمام الأفران.
الآلية الجديدة نتجت عنها صعوبات في حصول الفرد على حصته وفق الجدول الذي أصدرته المديرية لعدد أفراد الأسرة، معيدة إلى أذهان السكان تفاصيل الأزمات السابقة في المنطقة، وفق ما قاله بعضهم لعنب بلدي.
وتعاني مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، من نقص حاد في الخدمات على جميع الصعد، بما في ذلك الانقطاع المستمر للكهرباء وسوء حالة الطرقات، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية.
توزيع سيئ ورفع للسعر
تقيم علياء العوجان في حي الرشيدية بمدينة دير الزور، وتعاني مؤخرًا حالها حال معظم سكان المدينة خلال محاولاتها الحصول على ربطة أو رغيف الخبز، خاصة أنها تنتظر طويلًا حتى يصل المعتمد الذي عيّنته مديرية التموين في المدينة.
علياء قالت لعنب بلدي، إن الوقوف في الطابور للحصول على حصة الخبز يعتبر سهلًا بعض الشيء، لكن توقيت التوزيع هو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة، إذ يبدأ في بعض الأحياء بعد الساعة الـ12 ليلًا، إلى جانب عدم انتظام أوقات التوزيع، وعدم التزام المعتمدين بالمواعيد، إضافة إلى ارتفاع سعر الربطة من قبل المعتمدين.
ومن المفترض أن تباع ربطة الخبز بسعر 1000 ليرة، لكن بعض المعتمدين يبيعونها بـ1300 ليرة، في وقت لا تستمع فيه الجهات المعنية إلى شكاوى المواطنين، وفق علياء.
وتعاني بعض العائلات من قلة الحصص المخصصة لهم، خاصة أن الأهالي باتوا يعتمدون على الخبز بشكل أساسي في جميع الوجبات، في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية الذي تشهده الأسواق، وهو ما أسهم بحرمان السكان من معظم الأكلات والسلع الغذائية، وفق ما قاله عبد الله الكنامة، وهو من سكان مدينة دير الزور أيضًا.
مكافحة المخالفات لا تكفي
يرى ليث العلوان، وهو معلم مدرسة في مدينة دير الزور، أن قرار استخدام “البطاقة الذكية” في المدينة لم يكن مدروسًا، خاصة مع توجه الحكومة لرفع الدعم عن مادة الخبز، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وأبدى ليث استغرابه من توقيت هذا القرار، متسائلًا لماذا لم يتم الإبقاء على نظام التوزيع السابق دون استخدام “البطاقة الذكية”، مشيرًا إلى تردي نوعية الخبز منذ بدء تطبيق القرار نتيجة سوء التخزين.
وكان محمود السيد أيضًا يحصل على ربطة خبز يوميًا، وفق ما قاله لعنب بلدي، لكن ومع تطبيق التوزيع على “البطاقة”، أصبحت حصته ربطتين أسبوعيًا، كل ربطة تحتوي على 14 رغيفًا، مشيرًا إلى أنها غير كافية له ولزوجته وابنته الصغيرة.
موظف في مديرية التموين، تحفظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية، قال لعنب بلدي، إن عدة مخابز ومعتمدين ضبطوا بارتكاب مخالفات تضمنت إنتاجًا سيئًا للخبز، وإنقاص وزن الربطات، والامتناع عن البيع، وتقديم خدمة غير ملائمة، وتقاضي أسعار مرتفعة، والاتجار بالخبز التمويني، كما سُجلت مخالفات تتعلق بعدم الالتزام بتعليمات معتمدي الخبز.
وفي وقت يعاني فيه سكان مدينة دير الزور من نقص حاد في المادة، تتفاوت أسعار الخبر “السياحي”، وهو البديل المتوقع للخبز “المدعوم”، بين محل تجاري وآخر، ويصل سعر ربطة “السياحي” الكبيرة إلى 10000 ليرة في معظم “البقاليات”، في حين يصل سعر رغيف الخبز “المشروح” (التنور) في المدينة إلى 1200 ليرة.
وضع “قاتم للغاية”
خلال لقاء خاص مع قناة “العربية“، أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، مسحًا سريعًا لأبرز القضايا العالقة في الملف السوري، بدءًا بقضية المعتقلين والمفقودين، والأزمة الاقتصادية والإنسانية، وصولًا إلى وجود نحو 12 مليون نازح.
وقال بيدرسون في المقابلة التي نشرت في أيار الماضي، “الأسد لا يستطيع تحديد نتيجة النزاع في سوريا، ولا الروس ولا الإيرانيون ولا الأتراك ولا الأمريكيون، ولا أحد”، معتبرًا أن الوضع في سوريا “قاتم للغاية” بوجود نحو 16.9 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية وتسعة من كل 10 أشخاص يعانون الفقر.
في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.
ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.