عنب بلدي – رأس العين
تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إقبالًا على رياضة “الكاراتيه” وتعلم فنونها لعدة أسباب، أبرزها الاهتمام المتزايد بالصحة وتحسين اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الرغبة في تعلم مهارات الدفاع عن النفس.
ويقبل الشباب والأطفال وحتى الرجال على تعلم “الكاراتيه”، التي تعتبر رياضة جديدة على المنطقة، برزت منذ عام، إذ تجمع بين القوة البدنية والتركيز العقلي، وتساعد في بناء الانضباط الشخصي والانتباه.
تأثير إيجابي
قرر محمد الموسى، البالغ من العمر 40 عامًا، الانخراط في تعلم رياضة “الكاراتيه”، ووجد أن لها تأثيرًا إيجابيًا على حياته، حسب قوله.
وأضاف لعنب بلدي أن “الكاراتيه” ليست مجرد نشاط بدني، بل تجربة شاملة تعزز من القدرات الجسدية وتنمي الانضباط الشخصي.
وذكر أنه لاحظ تحسنًا ملحوظًا في لياقته البدنية، وقدرته على التحمل، والتحكم بمشاعره وتخفيف التوتر، لافتًا إلى أنه يشعر بأنه أصبح أكثر انضباطًا في جميع جوانب حياته.
أما اليافع فيصل الكراط (15 عامًا)، فقد اختار تعلم “الكاراتيه” لتحسين لياقته البدنية، إذ كان يبحث عن نشاط يساعده في بناء قوة بدنية.
وقال إنه بدأ بتعلم الأساسيات مثل الركلات واللكمات، ثم انتقل إلى تمارين دقيقة لتعزيز التوازن والثبات، مضيفًا أن البرنامج التدريبي شمل أيضًا تحسين اللياقة البدنية، وزيادة القوة مثل تمارين الضغط والقفز على الحبل وصولًا للجري.
وذكر لعنب بلدي أنه وصل إلى مستوى متقدم في “الكاراتيه”، وهو المواجهة والقدرة على الدفاع عن النفس عند الضرورة.
“الكاراتيه” نوع من أنواع الفنون القتالية اليابانية، تستخدم في هذه الرياضة الأيدي والأقدام والركب والمرافق كأسلحة، وهي رياضة دفاعية تتميز بالأخلاق العالية للاعبين، والمبدأ الصارم لها أن “الكاراتيه أخلاق أو لا تكون”.
ويختلف ترتيب الأحزمة من مدرسة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر، ويربط جاكيت اللاعب بحزام، ويكون هذا الحزام من ألوان مختلفة للدلالة على مستوى المهارة القتالية التي وصل إليها الشخص.
وتعتبر درجة الحزام الأبيض دون درجة أو درجة البداية، ولا تتطلب أي اختبارات قبول أو ترقية، فاللاعب يحمل الحزام الأبيض من أول يوم يدخل فيه إلى نادي “الكاراتيه”
لا أحزمة ولا لجان مختصة
رغم الإقبال الواسع على “الكاراتيه”، يعاني معظم المتدربين في رأس العين من عدم حصولهم على الأحزمة، بسبب غياب لجنة مختصة تقيّم مستواهم وتمنحهم الأحزمة التي تعكس تقدمهم في هذه الرياضة.
اشتكى مرهف الحسون الذي يتدرب على “الكاراتيه” منذ عام كامل من عدم امتلاكه أي حزام بسبب غياب اللجان المختصة، وقال، إن هذا النقص في التقدير الرسمي يعوق تقدمه والمتدربين الآخرين، ما يؤثر سلبًا على دافعهم للاستمرار.
وأضاف لعنب بلدي أن وجود لجنة مختصة يسهم في تحسين تنظيم الرياضة، وتقديم الدعم المناسب للمتدربين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تساعد في تشجيع المزيد من الشباب على الانخراط في “الكاراتيه”، وتعزيز مستواهم الرياضي.
منافسة غائبة
تواجه هذه الرياضة عقبات مثل معظم الأنشطة الرياضية في المنطقة، خاصة مع ضيق الرقعة الجغرافية، فهي حدودية مع تركيا وتفصلها وجارتها تل أبيض خطوط تماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتسيطر عليها “الحكومة المؤقتة” منذ عام 2019.
مدرب “الكاراتيه” في مديرية الرياضة والشباب بالمجلس المحلي لرأس العين، عبد المطلب خضر شلاش، قال لعنب بلدي، إن رياضة “الكاراتيه” تشهد إقبالًا من مختلف الأعمار، مضيفًا أن لديه نحو 40 شخصًا يتدربون يوميًا، بدءًا من الأساسيات وصولًا إلى مستويات متقدمة.
وذكر أن “الكاراتيه” تواجه غياب لجنة مختصة تمنح الأحزمة للمتدربين المتمكنين، كما تغيب المنافسة بسبب وجود فريق واحد فقط في رأس العين لا يمكنه المشاركة في بطولات الشمال السوري، لضيق المنطقة جغرافيًا، وصعوبة إجراءات الدخول من الأراضي التركية إلى مناطق الشمال.
وطالب شلاش بضرورة تفعيل “الاتحاد السوري الحر للكاراتيه” في المنطقة، ما يسهم في تطوير الرياضة ورفع مستوى المتدربين، الذين يمتلكون القدرة على المنافسة في البطولات الخارجية.
وتقدم مديرية الرياضة هذه التدريبات مجانًا، ما يشجع على الإقبال أيضًا، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ.
وشهدت المنطقة إنشاء ملعب رياضي ومسبح ومركز لألعاب العقل والذكاء عام 2021، كما تحظى الكرة الطائرة بشعبية في رأس العين، وتلقى إقبالًا من قبل الشباب، وتقام بطولات على فترات زمنية متقاربة، بعضها بجهود فردية، وبعضها بإشراف مديرية الرياضة.
وبلغت تكلفة إعادة تأهيل وبناء الملعب ومكتب الرياضة والشباب أكثر من 150 ألف دولار أمريكي، واختلفت الآراء بشأن إعادة بناء الملعب ومركز الرياضة والشباب، حيث اعتبر البعض أن هذا الأمر ليس أساسيًا في ظل الحاجة الملحة لتقديم الدعم لذوي الدخل المحدود والفقراء، بينما يرى آخرون أنه ضرورة ملحّة لتطوير قطاع الرياضة وتوفير أبسط متطلباتها، ومنها الملاعب.