تدخل روسيا على خط الأزمة المتزايدة في الشرق الأوسط بين كل من إيران و”حزب الله” و”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نشرت تقريرًا، الخميس 8 من آب، أشارت فيه إلى شكل التدخل الروسي في الأزمة الحالية بالشرق الأوسط.
وقالت المجلة إن زيارة وزير الدفاع الروسي السابق، سيرجي شويغو، إلى طهران، الأسبوع الماضي، تعدّ أحدث الإشارات إلى “تعميق العلاقات بين البلدين”.
ويشغل شويغو حاليًا منصب أمين مجلس الأمن الروسي، واجتمع خلال زيارته في 5 من آب الحالي، مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ومع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري.
وتمثل المنطقة أهمية استراتيجية وعسكرية لموسكو، سواء من خلال الوجود العسكري في سوريا، أو من خلال وصولها إلى “المياه الدافئة”.
تحركات روسيا في هذا المجال تأتي كذلك عبر العلاقات مع طهران، التي ترتبط معها في عدد من الملفات السياسية والاقتصادية، ولكلا الطرفين قوات عسكرية (رسمية وغير رسمية)، ونفوذ أمني واقتصادي كبير في سوريا.
وفق المجلة، ترى موسكو فائدة من الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط، لصرف النظر عن معاركها في أوكرانيا.
لكن ذلك لا يعني ترحيبها بحرب إقليمية في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تجذب عددًا من البلدان للاشتراك بها، بما في ذلك أمريكا.
ومن غير الواضح إن كانت زيارة شويجو مقررة بالفعل قبل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وإقدام الأولى على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، نهاية تموز الماضي.
وفي 5 من آب الحالي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن إيران طلبت من روسيا أنظمة دفاع جوي متطورة استعدادًا لحرب محتملة ضد إسرائيل.
وأفاد مسؤولون إيرانيون للصحيفة الأمريكية، أن روسيا بدأت فعلًا تسليم إيران أجهزة رادار متقدمة ومعدات دفاع جوي.
وقال شويغو حينها، “نحن مستعدون للتعاون الكامل مع إيران في مختلف المجالات”.
في حين قال بزشكيان، إن “زمن احتكار القوى في العالم بما فيها أمريكا قد أصبح من الماضي، ووحدة المواقف والتعاون بين إيران وروسيا في اتجاه تعزيز عالم متعدد الأقطاب، ستؤدي إلى مزيد من تعزيز الامن والسلام العالمي”.
وفق “فورين بوليسي”، طلبت إيران طائرات “سو- 35” المقاتلة الروسية، وتوصل الطرفان لاتفاق بهذا الشأن نهاية عام 2023، لكن طهران لم تتسلم الطائرات بعد.
وتلعب موسكو دورًا بين استغلال الفرصة وتسليح إيران والتعاون العسكري معها من جهة، وضبط تحركاتها في أي رد مقبل ضد إسرائيل.
وسبق أن طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من المرشد الأعلى لـ”الثورة الإسلامية”، علي خامنئي، “ردًا منضبطًا” على اغتيال هنية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين إيرانيين، في 6 من آب الحالي، أن بوتين نصح خامنئي بعدم شن هجمات على المدنيين الإسرائيليين، وكذلك من خلال رسالة سلمها شويغو في طهران.
وسبق أن أعلنت موسكو عن اتفاقية “شراكة استراتيجية شاملة” مع طهران في 23 من تموز الماضي.
وأعلن حينها نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، عن اقتراب روسيا وإيران من توقيع الاتفاقية.
وعمل خبراء من إدارات قانونية وإقليمية في وزارتي الخارجية على الانتهاء من نص الاتفاقية في 21 من حزيران الماضي.
ولم يكشف رودينكو عن تفاصيل الاتفاقية، في حين قالت الوكالة الروسية للأنباء (تاس)، إنها ستوقع خلال قمة مجموعة “البريكس” في تشرين الأول المقبل.