“مؤثرون من أجل الإنسانية”.. إجابات عن تساؤلات الأثر في سوريا

  • 2024/08/11
  • 2:16 م
منظمي مؤتمر "مؤثرون من أجل الإنسانية" - 1 من آب 2024 (فريق ملهم التطوعي)

منظمي مؤتمر "مؤثرون من أجل الإنسانية" - 1 من آب 2024 (فريق ملهم التطوعي)

مطلع آب الحالي حضر عشرات المؤثرين العرب في مدينة اسطنبول التركية ضمن مؤتمر حمل عنوان “مؤثرون من أجل الإنسانية”.

المؤتمر الذي أقيم على مدى يومين في 1 و2 من آب، كان بتنظيم كل من فريق “ملهم” التطوعي، ومنظمة “بنفسج” الإنسانية، ناقش العديد من القضايا السياسية والإنسانية التي يعانيها مختلف الشعوب العربية.

أسماء الحضور وجدوى المؤتمر وعلاقة المؤثرين من صناع المحتوى المتنوع في مجالات مختلفة (فنانين، شعراء، طباخين، رجال دين، وغير ذلك) بالقضايا السياسية والإنسانية والعديد من المحاور الأخرى، أثارت جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

من مؤتمر “مؤثرون من أجل الإنسانية” – 1 من آب 2024 (فريق ملهم التطوعي)

مؤتمر لاستعراض القضايا

مدير فريق “ملهم” التطوعي، عاطف نعنوع، قال لعنب بلدي، إن هدف المؤتمر أساسًا الحديث عن القضايا العربية وعرضها على الحضور من جنسيات عربية مختلفة منهم من السودان، اليمن، غزة، سوريا، وكان لبعضهم أدوار سابقة في مناصرة مختلف القضايا أو تنظيم حملات إغاثية وإنسانية تأثر بها جمهورهم.

ويرى نعنوع أن المرحلة الحالية في المنطقة تتطلب رفع الصوت أكثر لمساندة المنظمات ومناصرة القضايا الإنسانية عبر تكثيف الجهود النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي ليصل صوت الشعوب المظلومة عبرها.

يخدم مؤتمر “مؤثرون من أجل الإنسانية” القضية السورية، وفق ما يرى عاطف نعنوع، مفسرًا رؤيته بأن المؤتمر تضمن العديد من النقاشات المتعلقة بالقضية منها القصف المتكرر الذي تشهده مناطق المعارضة من قبل قوات النظام السوري، وتوضيح سلوك النظام في تبييض صورة “سوريا آمنة” من جهة، وشيطنة الأشخاص الموجودين شمال غربي سوريا من جهة أخرى.

وحول ضرورة نقاش هذا النوع من القضايا مع المؤثرين على وجه الخصوص، قال عاطف نعنوع إن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يحملون تأثيرًا كبيرًا خاصة على الشباب اليافعين ممن لا يطالعون الأخبار عبر الشاشات الفضائية أو المواقع الرسمية لوسائل الإعلام، وهنا يبرز دورهم في توعية هذا الجيل تجاه القضايا.

ولفت مدير فريق “ملهم” إلى أنه على هامش المؤتمر تجاوزت قيمة التبرعات لكل من سوريا وغزة مبلغ 1.3 مليون دولار أمريكي.

من مؤتمر “مؤثرون من أجل الإنسانية” – 1 من آب 2024 (فريق ملهم التطوعي)

تعقيد القضية يقلل الأثر

أثار المؤتمر جدلًا حول اختيار الحضور من المؤثرين، إذ انتقد ناشطون حضور شخصيات معينة واعتبارها مؤثرة، بينما انتقد آخرون التوجه نحو المؤثرين أساسًا مفسرين وجهة نظرهم بغياب الجدوى من مناقشة هذه القضايا مع أشخاص يعملون في مجالات صناعة المحتوى المتنوع.

المؤثر هو شخص ينشط في مجال أو صناعة معينة لديه القدرة على التأثير على الجمهور، يساعد الشركات في التسويق المؤثر وهو شكل من أشكال الإعلان الذي يبني سلطة العلامة التجارية على خلفية سمعة شخص آخر.

يتمتع المؤثرون بتاريخ طويل في مجال التسويق، ومنذ زمن طويل استخدمت الشركات شخصيات مقنعة مثل المشاهير والرياضيين للمساعدة في بيع منتجاتها من خلال الإعلانات التلفزيونية والإذاعية.

 أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة شعبية أنواع أخرى من المؤثرين، واليوم، يندرج المؤثرون ضمن الفئات التالية:

  • المشاهير: الفنانون والرياضيون ونجوم الثقافة الشعبية.
  • خبراء الصناعة وقادة الفكر
  • المؤثرون الصغار: الأفراد الذين لديهم تأثير على وسائل التواصل الاجتماعي
  • المدونون ومنشئو المحتوى

 

الباحثة في العلوم الاجتماعية الحاصلة على إجازة الدكتوراة في الإعلام هلا الملاح، قالت إن المؤثر مصطلح فتي حديث شائع بمجتمعنا العربي لشخص انشهر بمجال ما وصارت لديه قاعدة جماهيرية شعبية كبيرة مؤيدة أو معارضة لسلوكه أو محتواه.

وأوضحت الملاح، لعنب بلدي، أنه من الصحيح أن المؤثر قد يكون شخصًا نال الشهرة لمحتوى قد يكون ترفيهيًا، إنما أثبت عبر هذا المحتوى قدراته ومواهبه الفريدة التي لاقت إعجاب شرائح واسعة من الجمهور، وغالبًا ما جعله يؤثر على قراراتهم وآرائهم، وهو السبب وراء استخدامه كأداة قوية في التسويق الرقمي.

وحول مدى تأثير صناع المحتوى على القضية السورية وإحداث فارق فيها، ترى هلا الملاح أن التأثير موجود، لكن تعقيد القضية السورية على وجه الخصوص يقلل من حجم الأثر الإيجابي.

من مؤتمر “مؤثرون من أجل الإنسانية” – 1 من آب 2024 (فريق ملهم التطوعي)

خمسة أسباب تدعو إلى الشراكة مع المؤثرين

صارت الشراكة مع المؤثرين في حملات التبرع تشكل تغييرًا جذريًا للعديد من المنظمات غير الربحية والمنظمات الخيرية، فالأصالة والوصول والمشاركة التي توفرها هذه الشخصيات الرقمية تعمل على إحداث ثورة في العطاء الخيري، وفق ما ذكر مقال نشر في موقع “فوربس” العالمي.

أشار المقال إلى وجود خمسة أسباب تدفع المنظمات إلى التفكير في الشراكة مع المؤثرين في الحملات الخيرية التي ينظمونها.

وتتلخص الأسباب في: استفادة المؤثرين من القصص الحقيقية، عبر الصلات التي أقاموها مع الجمهور بمرور الوقت، وفي حين أن الإعلانات التقليدية قد تبدو غير صادقة أو تجارية بشكل مفرط، فإن المؤثرين لديهم القدرة الفريدة على إضفاء الطابع الإنساني على الحملات الخيرية.

نجح المؤثرون في جذب المتابعين الذين يثقون بتوصياتهم، وهذه الثقة لها أهمية قصوى عند حث الناس على فتح محافظهم لقضية معينة، كما أن الجمهور يحب التحديات والمبادرات التي يقودها المؤثرون.

ومن أبرز الأسباب إمكانية أن تظهر شفافية المؤثرين التأثير الحقيقي للتبرعات، إذ يتساءل الناس غالبًا عن أين تذهب الأموال التي تبرعوا بها، وهنا يمكن للمؤثرين المساعدة في توضيح هذا الأمر من خلال إظهار التأثير المباشر للمساهمات عبر الصور المرئية ومقاطع الفيديو المسجلة وغيرها من الوسائل.

واعتبر المقال أنه مع تزايد حالة عدم اليقين المالي، يمكن للمؤثرين معالجة التحديات المالية بشكل مباشر، إذ يمكن للمؤثرين التركيز على سبب أهمية التبرع، وخاصة في الأوقات المالية الصعبة، ومن خلال تسليط الضوء على التأثير الأوسع والفرق الذي يمكن أن يحدثه كل دولار، ويمكنهم تقديم حجة مقنعة للتبرعات.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع