شهدت بلدة مفعلة شمال شرقي السويداء توترًا بسبب منع متظاهرين من الدخول إلى البلدة، وإطلاق نار في السماء من قبل فصيل مسلح يتبع للنظام.
وأظهرت تسجيلات مصورة مشادات كلامية ومناوشات بين أهالي البلدة ومتظاهرين، الأربعاء 7 من آب، في محاولة من الأهالي لمنع تعرض المتظاهرين لإطلاق نار من قبل فصيل مسلح جرى تشكيله قبل أيام من أبناء مفعلة.
وبحسب شبكة “السويداء 24” المحلية، دعمت “المخابرات العسكرية” شخصًا يدعى سليم حميد لتشكيل فصيل مسلح جديد.
وقال سليم حميد في تسجيل مصور، نشر في 1 آب الحالي، إنه شكل المجموعة المسلحة بعد “التشاور مع مشايخنا”، مؤكدًا أن الفصيل “جزء من هذا الوطن وتحت مظلة وقيادة الرئيس بشار الأسد”.
ووعد سليم بالعمل لتأمين الخدمات في البلدة وعلى رأسها المياه، ومحاسبة الفاسدين والخارجين عن عادات وتقاليد الآباء والأجداد.
العلاقة مع أجهزة الأمن
تزعم سليم حميد سابقًا مجموعة “قوات الفهد” التابعة لـ”الأمن العسكري”، وفي آب 2022 هاجم كل من “حركة رجال الكرامة” و”لواء الجبل” مقرات ومنازل عناصر من “قوات الفهد”، ما أجبر سليم على حل مجموعته وتسليم سلاحه.
ناشط إعلامي من أبناء السويداء قال لعنب بلدي، إن سليم حميد قبل اغتيال قائد “لواء الجبل”، مرهج الجرماني، كان يعمل على تشكيل مجموعة مسلحة، و”بالأساس هو كان جزء من المنظومة (عصابات مسلحة تتبع للأمن) وما زال”.
واستبعد الناشط تصعيد النظام بعد تشكل مجموعة سليم حميد، مشيرًا إلى أن الأمور حاليًا متوترة، والنظام عزز قواته.
لكن لا يعول على تشكيل مجموعة سليم حميد، لأنه شخص “مكشوف ومراقب” من بقية فصائل المحافظة، بحسب الناشط، “إلا في حال اجتماع مع عصابات ثانية أو مع تعزيزات من دمشق”.
دعوة للتظاهر
الناشطون دعوا أمس إلى مظاهرة مسائية في البلدة، بالمقابل حذر الفصيل المتظاهرين من دخول مفعلة، وتمركز عناصره وسطها وعلى الطريق المؤدي لها تزامنًا مع موعد المظاهرة.
بعض أهالي مفعلة وقفوا حاجزًا بين المتظاهرين وبين ما يمكن أن يلقوه على يد مجموعة سليم حميد، الذين أطلقوا النار في الهواء وفجروا قنبلتين لترهيب المتظاهرين.
استجاب المتظاهرون لطلب الأهالي بعد تدخل عدد من رجال الدين وتوجهوا إلى ساحة بلدة قنوات، بحسب شبكة “الراصد” المحلية.
التقى وفد من المتظاهرين مع الشيخ حكمت الهجري الداعم للمظاهرات في دارة الرئاسة الروحية، الذي أكد “ضرورة التمسك بسلمية الحراك”.
توترات أمنية متلاحقة
شهدت السويداء أحداثًا أمنية عدة منذ تعيين المحافظ الجديد اللواء أكرم علي محمد، في 12 من أيار الماضي، ذي الخلفية الأمنية والعسكرية والمعروف بارتكاب انتهاكات بحق السوريين.
أبرز الأحداث كان اغتيال قائد “لواء الجبل”، مرهج الجرماني، فجر 17 من تموز الماضي، في منزله، برصاصة واحدة في الرأس، دون معرفة الجهة التي تقف خلف عملية الاغتيال.
سبقها اشتباكات اندلعت بين فصائل محلية وقوات النظام، بدأت في 23 من حزيران الماضي، وانتهت في 26 من الشهر نفسه.
وفجر 6 من تموز الماضي انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تعود للزعيم التقليدي الأمير لؤي الأطرش، في قرية عرى، دون أن تؤدي إلى أي إصابات.
وتعرض مبنى قيادة الشرطة بمدينة السويداء لإطلاق نار، تبعته اشتباكات مع مسلحين مجهولين، في 14 من تموز.
الباحث المساعد في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” يمان زباد، قال في حديث سابق لعنب بلدي إن تعيين اللواء أكرم محمد “له بعد أمني كونه عُرف بدوره في مواجهة المظاهرات بالعنف في حلب عام 2011”.
ويشير تسلسل الأحداث الأمنية في المحافظة بعد وصول المحافظ أكرم محمد إلى توجه أمني في المرحلة المقبلة.
وأضاف زباد أن ما “يجعل الخيار هذا ناجعًا (الأحداث الأمنية) وجود الميليشيات المحلية المدعومة من قبل الفروع الأمنية من جهة، وإيران و(حزب الله) من جهة أخرى”، وذلك بالتزامن مع عمل تلك الميليشيات في تجارة “الكبتاجون” ونقله إلى الحدود الأردنية.