إيمان خليف.. ملاكمة جزائرية تنافس في نهائي أولمبياد باريس
خطفت الجزائرية إيمان خليف بطاقة التأهل الأولى إلى نهائي منافسات الملاكمة لوزن 66 كيلوغرامًا، بعد فوزها على التايلندية جانجايم سوانيفينج في نصف النهائي من بطولة الألعاب الأولمبية باريس 2024 مساء الثلاثاء 6 من تموز.
وذكر موقع “جول” الرياضي، أن خليف ضمنت ميدالية فضية على الأقل بعد فوزها على نظيرتها التايلندية بخمس نقاط مقابل لا شيء.
وكانت خليف تفوقت في دور الـ16 على الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت من المواجهة بعد انطلاقها بثوانٍ معدودة، بداعي تلقيها ضربة “لم تتمكن من تحملها”.
وأوضح موقع “جول”، أن إيمان تعرضت لحملة شرسة في بداية مشوارها بالأولمبياد بشأن “الأهلية الجنسية”، تحديدًا قبل مواجهة أنجيلا كاريني، إذ ادعى الجانب الإيطالي خضوعها لعملية “تحول جنسي” وأنها لا تصلح لمواجهة النساء.
تلك الادعاءات أيدها الاتحاد الدولي للملاكمة، الذي كان قد استبعد الجزائرية بالفعل من المشاركة في كأس العالم 2023.
لكن خليف حظيت بدعم كبير من اللجنة الأولمبية الدولية، التي أصدرت بيانًا حذرت فيه اتحاد الملاكمة من الترويج لمثل هذه المزاعم، وبأن إيمان أنثى بشكل كامل دون أي تدخل جراحي، وفق موقع “جول”.
وتعليقًا على الانتقادات التي تعرضت لها، قالت خليف، إن الهجمة الإعلامية حول جنسها كان لها تأثير نفسي كبير عليها، ودعت العالم إلى الحفاظ على مبادئ الألعاب الأولمبية وفقًا للميثاق الأولمبي، مشيرة إلى الأذى الذي سببته لها النقاشات حول جنسها، وفق ما نقله موقع “winwin” الرياضي.
وأضافت خليف، “مثل هذه الأمور تمس بكرامة الإنسان، التنمر يمكن أن يدمر الناس، يقتل أفكارهم، أرواحهم وعقولهم. ويمكن أن يقسم الناس”، داعية لإنهاء التنمر ضد الرياضيين.
رغم حملات التنمر التي تعرضت لها خليف بعد فوزها على الإيطالية كاريني، حيث وُصفت بأنها رجل وبعبارات أخرى مسيئة، واصلت مسيرتها في أولمبياد باريس، لتتخطى منافستها المجرية آنا لوكا هاموري في الدور ربع النهائي.
وفي المربع الذهبي واصلت خليف تألقها في أولمبياد باريس، واستطاعت الفوز على التايلندية جانجايم سوانيفينج، لتتأهل إلى المباراة النهائية، وتضمن ميدالية فضية على الأقل.
طريق شاق في البدايات
واجهت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (25 عامًا) العديد من العقبات في بداية حياتها، حيث ولدت في 2 من أيار 1999، في مدينة سيدي علي بولاية الأغواط، غربي الجزائر، من عائلة جزائرية بسيطة، وفق ما ذكرته صحيفة “اندبندنت“.
في فترة الطفولة كان لديها حلم احتراف كرة القدم، قبل أن تتحول إلى رياضة الملاكمة التي خطفت فيها الأضواء، خلال السنوات الأخيرة، مثلما هو الحال في أولمبياد باريس 2024.
وشهدت فترة الطفولة لإيمان التي انتقلت مع أهلها للعيش في قرية بيبان مصباح، العديد من القصص التي تؤكد معاناتها، خاصة عندما رفض والدها احترافها رياضة الملاكمة بعدما اكتشف أحد مدربي كرة القدم موهبتها في هذه الرياضة القتالية، بسبب بنيتها وطولها الفارع.
حاول المدرب حينها إقناع والدها، الذي كان مصرًا على بقاء ابنته في المنزل مثل كل الفتيات المحافظات في تلك القرية الصغيرة، في حين كان عمها يرى عكس ذلك وشجعها كثيرًا على دخول عالم الملاكمة، حتى إنه توسط عند والدها للسماح لها بتحقيق حُلمها.
المعاناة الحقيقية لإيمان بدأت عند رحلة التنقل من بيتها المتواضع إلى قاعة التدريب، فكانت كثيرًا ما تصطدم بعدم توفر المال الذي يسمح لها بالتنقل على مسافة 15 كيلومترًا إلى الصالة الرياضية، وهنا لجأت إلى العمل الخاص من أجل توفير ذلك، من بينها بيع الخبز على الرصيف، وكذلك بيع الخردوات المعدنية، وفق صحيفة “اندبندنت“.
رغم أن فكرة التوقف من طرف البطلة الأولمبية عن ممارسة هذه الرياضة تبلورت في تلك الأيام الحالكة، بسبب صعوبة الجمع بين العمل والدراسة وكذلك التدريب، فإن التشجيع الذي تلقته من طرف جيرانها وكذلك أقاربها، دفعها لمواصلة التطور في الملاكمة.
الولادة الحقيقية
شهد عام 2018 بداية القصة الحقيقية لإيمان خليف في عالم الملاكمة، بعدما انضمت للمنتخب الجزائري، حيث شاركت في بطولة الاتحاد الدولي للملاكمة لأول مرة، لكنها احتلت المركز الـ17 بعد إقصائها من الدور الأول.
ثم شاركت في كأس العالم للملاكمة للسيدات في روسيا عام 2019 عندما كانت تبلغ من العمر 19 سنة، لكنها احتلت المركز الـ33 في البطولة، وفق ما ذكر موقع “WBC” الجزائري.
ورغم ذلك أصرت إيمان على التطور أكثر على المستويين القاري والإقليمي وكذلك العالمي، مثلما كان الحال في بطولة العالم 2022، عندما وصلت للمباراة النهائية وخسرت أمام الأيرلندية إيمي برودهرست.
وشهد آذار 2023 انطلاق مشكلات إيمان خليف مع الاتحاد الدولي للملاكمة، فقد جرى استبعادها من نهائي بطولة عام 2023 الذي أقيم في العاصمة الهندية نيودلهي، بسبب “عدم استيفاء معايير الأهلية” على حدّ قولهم، قبل أن يتضح لاحقًا أن إقصاءها خارج الحلبة، يعود لمحاولة التحقق من جنسها، ومحاولة إثبات أن الملاكمة الجزائرية لديها هرمونات ذكورية، تمنعها من دخول عالم هذه الرياضة لدى فئة السيدات، وفق موقع “WBC“.
في حين أن مشاركتها حاليًا في أولمبياد باريس تأتي بعد موافقة اللجنة الأولمبية الدولية، إثر تجاوزها الفحوصات اللازمة، حيث دافعت اللجنة عن البطلة الجزائرية خلال الأيام الأخيرة، ضد اتهامات الاتحاد الدولي، وكذلك بعض وسائل الإعلام الدولية، وشخصيات مشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن المقرر أن تواجه الجزائرية خليف منافستها الصينية يانج ليو، في 9 من آب الحالي، بالدور النهائي بمهمة إحراز الميدالية الذهبية الأولمبية الثانية للجزائر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :