خمسة حوادث في تموز والأطفال ضحيتها الأكبر
انفجارات مخلفات الحرب تتضاعف شمال غربي سوريا
منصة مارس التدريبية – رغد أمين
ارتفع عدد انفجارات مخلفات الحرب في شمال غربي سوريا خلال شهر تموز، مقارنة بالأشهر الماضية من العام الحالي، إذ شهد وتسببت بمقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال.
وذكر الدفاع المدني السوري في تقرير على موقعه الرسمي، إن فرقه استجابت لـ 4 انفجارات لمخلفات الحرب، ثلاثة منها يوم الأربعاء 24 تموز الماضي، أدت لإصابة 9 مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 7 أطفال وامرأة.
أول تلك الحوادث أدى لإصابة طفل بجروح بليغة إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب، وقع على أطراف قرية كورين جنوبي إدلب.
والثاني أدى لإصابة 4 أطفال بجروح، إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب، في قرية القرمطلي بالشيخ حديد بريف عفرين شمال غربي حلب.والحادث الثالث أدى أيضاً لإصابة 4 مدنيين بجروح بليغة، وهم من عائلة واحدة (أب وأم وطفلين أحدهما رضيع) بسبب انفجار مقذوف ناري من مخلفات الحرب في خيمتهم بمخيم عطاء بمنطقة الشيخ بحر شمالي إدلب.
فيما قتل مدني يوم السبت، 27 من تموز، بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق لقوات النظام وروسيا، في أرض زراعية على أطراف بلدة بداما في ريف إدلب الغربي.
وفي حادث آخر أصيب طفل بجروح بليغة بيده إثر انفجار مقذوف ناري من مخلفات الحرب، في بلدة قورقانيا شمالي إدلب، يوم الثلاثاء 30 تموز.
وشهد شمال غربي سوريا 5 حوادث انفجار لمخلفات، خلال النصف الأول من عام 2024 ، وأدت هذه الحوادث لمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل، وإصابة 10 آخرين جميعهم أطفال، وذلك بحسب تقرير نصف سنوي صادر عن الدفاع المدني السوري.
الأطفال هم الضحية الأكبر
يعيش ملايين المدنيين في سوريا في مناطق تكثر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من الحرب، ويمتد خطرها لسنوات، فأي قذيفة أو صاروخ أو لغم، لم ينفجر، يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأية لحظة وتسبب كارثة.
ويشكل الأطفال الفئة الأكثر عرضةً لخطر مخلفات الحرب، لعدم معرفتهم بأشكالها الغريبة المُلفتة، وانتشارها الواسع، إذ إن النطاق الكامل للتلوث بمخلفات الحرب والذخائر العنقودية غير معروف، ولكنه بالتأكيد واسع الانتشار مع الاستخدام المتكرر للذخائر العنقودية بسبب الحرب المستمرة منذ 13 عاماً.
وقال مسؤول برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، محمد سامي المحمد، لعنب بلدي، إن ارتفاع عدد الضحايا الأطفال في انفجارات مخلفات الحرب له عدة أسباب أهمها الشكل الغريب أو الملفت الذي يجذب الأطفال، وخاصة القنابل العنقودية كروية الشكل.
وأضاف المحمد أن مخلفات الحرب تشكل قنابل موقوتة تهدد حياة السكان وخاصة الأطفال، ويزداد خطرها مع استمرار القصف المناطق والبيئات المدنية من قبل نظام الأسد وروسيا الذي يزيد من مخاطر انتشار هذه المخلفات.
التوعية والدعم النفسي
يشكل الأطفال في أغلب بلدان النزاعات والحروب الضحية الأكبر لها، وفق ما قالته مسؤولة التوعية في الدفاع المدني السوري رندة الصغير، مضيفة أن الحال يستمر حتى بعد تراجع الهجمات أو توقفها، جراء تعرضهم لخطر دائم وطويل الأمد وهو مخلفات الحرب.
وأكدت الصغير على أهمية التوعية بمخلفات الحرب وسبل الوقاية والتصرف الصحيح عند العثور عليها.الإصابات الجسدية والصدمات مثل بتر الأطراف والحروق وغيرها من الإصابات الخطيرة، قد تكون لها عواقب طويلة الأمد وتأثير نفسي على المصابين، وقد يؤدي التعرض للعنف والصدمات المرتبطة بالحرب إلى حالات صحية عقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق.وتحتاج الصدمات النفسية الناتجة عن مخلفات الحرب للرعاية والدعم النفسي وخاصة للأطفال، حسب ما قاله مسؤول الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في منظمة حراس الطفولة، كمال صوان.
صوان أكد لعنب بلدي قيام منظمته برصد الحالات، وإجراء التقييم والتسجيل، ووضع خطة التدخل المناسبة من خلال رصد الأعراض التي تظهر على المتأذين من مخلفات الحرب، وتقييم المؤشرات النفسية عليهم، والعمل على استكمال تقديم التدخل بحسب الحاجة التي تتطلب التدخل، سواءً بالتدخل المركز غير المتخصص الذي يقوم به عمال الصحة النفسية أو من قبل طبيب رأب الفجوة أو الأخصائي النفسي اللذين يقدمان خدمة متخصصة في الصحة النفسية.
منسق إدارة الحالة في منظمة حراس الطفولة، سامح عبد الحافظ، ذكر أنه يتم استقبال الحالات المتضررة من مخلفات الحرب من الأطفال ضمن إدارة الحالة في منظمة حراس الطفولة.
وأكد الحافظ لعنب بلدي، أنه بناءً على التقييم الشامل لحالة الطفل، يتم العمل على خطة فردية للطفل للتعامل معه للوصول إلى مرحلة التعافي.
ومن الخدمات المقدمة هي تأمين احتياجات الطفل، والعمل على الخدمات الأخرى مثل الدعم الطبي والنفسي والصحة النفسية، بالإضافة إلى إحالته لجهات متخصصة حسب احتياج الطفل.
وفي تقريره الصادر في 2 من نيسان من العام الحالي، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام الذي يوافق 4 من نيسان سنوياً، قال الدفاع المدني السوري، إن فرقه أجرت في 2023، 1450 عملية مسح غير تقني وحددت 531 منطقة ملوثة بالذخائر، وتخلصت من 1054 ذخيرة، منها 325 ذخيرة عنقودية، و206 مقذوفات، و181 قنبلة، و171 صاروخًا و140 قذيفة هاون، و48 فيوز، وأربعة قنابل ملقاة من الجو، بالإضافة إلى ثلاثة صواريخ موجهة، وثلاثة ألغام أرضية، ومقذوف عديم الارتداد.
وكشف تقرير مرصد الألغام الأرضية (Mine Action Review) السنوي الصادر في تشرين الثاني عام 2023، أن سوريا سجلت و للعام الثالث على التوالي، أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث وثق التقرير 834 ضحية في عموم سوريا خلال العام 2022 والنصف الأول من العام 2023، ويعد التقرير بمثابة الأساس للعمل المنتظم للدول الـ 164 الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد (APMBC) واتفاقية الذخائر العنقودية (CCM).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :