أجور المياومة ترتفع في رأس العين.. المزارعون يشتكون
شهدت مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة تحسنًا ملحوظًا في أجور عمال المياومة، حيث ارتفع متوسط الأجر اليومي من 30 و40 ألف ليرة سورية إلى ما بين 80 و100 ألف ليرة سورية، بزيادة تجاوزت 110%.
ارتفاع الأجور جاء نتيجة مطالب متكررة، وزيادة أسعار المواد الأساسية، وتدهور قيمة الليرة السورية (العملة المتداولة) أمام الدولار الأمريكي والليرة التركية.
ويعادل كل دولار أمريكي 15200 ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 33.2 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
مطالب منذ عام
خلال الأشهر الماضية، احتج العمال على الأجور معتبرين أنها “غير كافية”، بينما رصدت عنب بلدي شكاوى منهم منذ عام.
يعمل أحمد الزيدان في الإنشاءات برأس العين، وقال لعنب بلدي، إن أجره القديم لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات منزله الضرورية، حيث لم تكن أجرته اليومية تكفي حتى لشراء نصف المستلزمات.
وأضاف أنه كان مضطرًا للتخلي عن بعض الضروريات مثل الأدوية والغذاء الجيد لأطفاله، مشيرًا إلى أن أصحاب الأراضي والمرافق الصناعية استجابوا لمطالب عمال المياومة.
من جانبها، فاطمة القريط، وهي عاملة مياومة في مجال الزراعة، قالت إنها لم تكن تعرف كيف تتدبر شؤون منزلها، وأضافت أن هذه الزيادة ساعدتها في تخفيف الضغوط المالية التي كانت تواجهها، وترتيب أولوياتها.
ولفتت إلى ضرورة رفع الأجور بشكل دوري لمواكبة استمرار ارتفاع الأسعار، وتدهور الليرة السورية، وذلك لضمان استقرار مستوى المعيشة للعمال.
رغم الزيادة، اعتبر العديد من العاملين أنها غير مُرضية، ولا تواكب ارتفاع أسعار المواد الأساسية والخدمات، كما لا تزال غير قادرة على تغطية متطلبات حياتهم الأساسية بالشكل المطلوب.
أصحاب الأعمال يعترضون
اعتبر مزارعون أن زيادة أجور العمال ترفع من تكاليف الزراعة، في وقت تشهد فيه المحاصيل الزراعية خسارات متتالية، لعدم التسويق الجيد وتحكم التجار بالسعر.
قال المزارع فوزي الخضر، إن زيادة الأجور لا تتناسب مع الواقع الزراعي الصعب، لافتًا إلى أن المحاصيل الزراعية الأساسية وهي القمح والكمون والفول لم تُبع حتى الآن، بسبب عدم وجود جهة تتحمل مسؤوليتها لتسويق المحاصيل بأسعار مقبولة.
وأضاف أن هو ومعظم المزارعين يرون أن الأجور الجديدة مجحفة بحقهم، حيث يتحمل المزارع مصاريف كبيرة تفوق قدرته المالية.
واعتبر أن الزيادة في ظل الظروف الحالية، ستزيد من الضغوط على المزارعين، ما قد يدفعهم في النهاية لترك الزراعة.
ويعمل العمال في رأس العين ضمن ظروف صعبة، حيث يواجهون حرارة الصيف المرتفعة وبرد الشتاء القارس، ويقضون وقتًا طويلًا في العمل يصل إلى عشر ساعات يوميًا.
ويلقي وجود ثلاث عملات متداولة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة حملًا ثقيلًا على الأهالي والتجار، ويعقّد معاملاتهم التجارية، إذ إن العملة المتداولة هي الليرة السورية، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :