رحبت مصر بالمساعي التركية المتواصلة مؤخرًا لتطبيع العلاقات مع النظام السوري.
وأبدى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ترحيبه بالتصريحات التركية الأخيرة بالاستعداد للعمل على حل الخلافات مع سوريا، بما يحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، ويمكّنها ومؤسساتها من مواجهة “مخاطر الإرهاب، والعمل على دحر هذا الخطر الذي يمثل تهديدًا للاستقرار في المنطقة”.
كما أكد عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، هاكان فيدان، الذي زار القاهرة، الاثنين 5 من آب، دعم مصر لكل جهد من شأنه التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السورية وفق المرجعيات الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن “2254”، وبما يعيد لسوريا الاستقرار المنشود، وينهي كافة مظاهر التدخل الخارجي في شؤونها، ويرفع المعاناة عن الشعب السوري.
التصريحات المصرية تأتي بعد أيام قليلة من نفي أنقرة وجود مسودة تتعلق بعملية التقارب مع النظام السوري، إذ قال مركز “مكافحة التضليل” التابع لرئاسة الجمهورية التركية، في 31 من تموز الماضي، إن الادعاء حول تسليم روسيا مسودات لصناع القرار في تركيا والنظام السوري، تتضمن طلبات الطرفين التي سيتم قبولها ضمن نطاق الأحكام الملزمة للبلدين “عارية عن الصحة”.
وأضاف المركز أن التعليقات والتقييمات التي تناولها الإعلام بشأن مفاوضات جارية حول مجموعة من مسودات نصوص التفاهم خلال مرحلة استئناف مسار الحوار التركي- السوري “لا أساس لها من الصحة”.
وأشار المركز في بيانه إلى وجوب الاعتماد على تصريح المؤسسات الرسمية ذات العلاقة لا على الادعاءات.
موسكو نشطة وبغداد حاضرة.. أين تقف طهران من تقارب أنقرة- دمشق
في 27 من تموز، ذكرت صحيفة “تركيا” (أُسست عام 1970)، أن اللقاء بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، يمكن أن يحصل في أي وقت، مع توقعات بالتقاط صورة تجمعهما معًا في آب الحالي، على أبعد تقدير.
وبحسب الصحيفة المقربة من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، فإن أجهزة المخابرات لدى الجانبين (طرفا التطبيع) عقدت ثلاثة اجتماعات حاسمة في حزيران الماضي، كما أن رئيس الاستخبارات الروسية زار تركيا مؤخرًا والتقى نظيره التركي، بشأن قمة الأسد وأردوغان، وجرى تحديد الموعد والبلد، ووضع الاجتماع في شكله النهائي.
ورغم طرح العراق في وقت سابق كمكان للقاء، فإن أنقرة تركز على بوابة معبر “كسب” على الحدود التركية- السورية، مع توقعات بتقدم العملية بسرعة كبيرة وصولًا للقاء، وفق الصحيفة.
من جانبها، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في 23 من تموز، عن مصدر دبلوماسي روسي، أن الأطراف لم تبحث بعد مكان وموعد قمة أردوغان والأسد، مع الإشارة إلى وجود تطورات متسارعة لتسوية الملفات الخلافية، وتوقعات بعقد هذه القمة قبل نهاية العام الحالي.