أقرت محكمة في ألمانيا، الاثنين 5 من آب، بصحة الحكم الصادر ضد الضابط السابق لدى النظام السوري، أنور رسلان، بالسجن مدى الحياة.
وقالت المحكمة الفيدرالية العليا في مدينة كوبلنز جنوب غربي ألمانيا، إنها رفضت استئنافًا تقدم به محامو رسلان، ضد إدانته بالإشراف على إساءة معاملة المعتقلين في سجون النظام السوري، وفق ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وأوضحت المحكمة الفيدرالية أنها لم تجد “خطأ قانونيًا يضر بالمتهم”، ورفضت “الاعتراضات الإجرائية” التي تقدم بها محاموه، وبالتالي أصدرت قرارًا نهائيًا بالسجن المؤبد بحق رسلان.
وفي مطلع آب الحالي، صدقت المحكمة الاتحادية العليا في ألمانيا على قرار الحكم الذي أصدرته محكمة كوبلنز، بالسجن مدى الحياة على رسلان في 13 من كانون الثاني 2022، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقضت محكمة كوبلنز الألمانية بالسجن المؤبد على أنور رسلان، في المحاكمة التي كانت سابقة عالمية في محاسبة النظام السوري على جرائم التعذيب وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وخلص القضاة حينها إلى أن العقيد السابق كان مسؤولًا عن عمليات الاستجواب في فرع الخطيب، أو ما يُعرف بـ”الفرع 251″ التابع لإدارة المخابرات العامة في دمشق.
وأكد الادعاء الألماني أن رسلان أشرف على “التعذيب المنظم والوحشي” لأكثر من أربعة آلاف معتقل بين نيسان 2011 وأيلول 2012، ما أسفر عن وفاة 58 شخصًا على الأقل، حيث أثبت القضاء وجود أدلة تحمّله المسؤولية عن 27 حالة وفاة على الأقل.
بدأت محاكمة رسلان، منذ 23 من نيسان 2020، إلى جانب إياد الغريب، الذي كان مسؤولًا في جهاز أمن النظام، واتُهم بأنه مكلف باحتجاز المتظاهرين، وبـ 30 تهمة تتعلق بالمساعدة في التعذيب والقتل.
ومنذ بدء محاكمة رسلان، مثُل أكثر من 80 شاهدًا أمام القضاء، من بينهم 12 منشقًا وعدة رجال ونساء أتوا من دول مختلفة في أوروبا، للإدلاء بشهاداتهم بشأن الفظائع التي تعرضوا لها في فرع الخطيب على يد رسلان.
قُبض على أنور رسلان وإياد الغريب في ألمانيا في عام 2019، بعد سنوات من طلب اللجوء في البلاد، لتبدأ محاكمتهما حيث تعترف القوانين الألمانية بمبدأ “الولاية القضائية العالمية” على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تحصل خارج أراضيها.