منذ أسبوع، تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفروج، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من 27 ألف ليرة سورية إلى 35 ألفًا (2.29 دولار)، بزيادة تتجاوز 30%.
ويعد السعر مرتفعًا مقارنة بأجور العمال اليومية التي تتراوح بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية، وسط قلة في فرص العمل واعتماد الأهالي على قطاعي الزراعة وتربية الماشية لتأمين احتياجاتهم.
الفروج من “الرفاهيات”
اعتبرت مها مسعود المقيمة في رأس العين أن الفروج أصبح يعتبر من الرفاهيات، قائلة إن هذه الزيادة في السعر تؤثر على ميزانية عائلتها المؤلفة من أربعة أطفال.
وقالت مها لعنب بلدي، إن الظروف الاقتصادية الحالية المتردية تجعل من الصعب تأمين المواد الأساسية، لافتة إلى استغنائها عن الفروج حتى ينخفض سعره.
وأبدى يوسف العلي من بلدة تل حلف استغرابه من ارتفاع سعر الفروج، خاصة أن صرف الليرة السورية أمام الدولار مستقر منذ أسابيع على 15200 ليرة لكل دولار.
وقال إن تذبذب أسعار الفروج يشير إلى وجود فوضى في السوق وآلية تحديد السعر، ما يؤرق الأهالي في عملية الشراء.
ارتفت أسعار الفروج في رأس العين بنحو 30% للكيلوغرام – 3 من آب 2024 (عنب بلدي)
تجار يتحكمون بالسعر
أرجع علاوي الجداوي، وهو صاحب محل لبيع الفروج، السبب الرئيس لارتفاع السعر إلى وجود مجموعة من التجار الذين يتحكمون بالسوق، ويحددون الأسعار وفقًا لمصالحهم.
وقال لعنب بلدي، إن هؤلاء التجار يتلاعبون في كثير من الأحيان بالأسعار، لفرض سيطرتهم على السوق، ما يؤدي إلى خلق حالة عدم استقرار للأسعار.
وأضاف أن انخفاض الأسعار قبل أسبوعين كان نتيجة دخول تاجر جديد إلى السوق، حيث خفّض التجار الأسعار بشكل مؤقت في محاولة لإخراج هذا التاجر الجديد من السوق.
وأشار إلى أن سعر كيلو الفروج الحي المتعارف عليه هو دولار واحد، لكن التجار يبيعون بأسعار تفوق دولارين لمحال الفروج، وذلك بسبب عدم وجود منافسين لهم في السوق.
وفي تصريح سابق لعنب بلدي من نائب مدير الرقابة والتموين في المجلس المحلي برأس العين، محمد القاضي، قال إن الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع أسعار الفروج هي طبيعة المنطقة “المحاصرة جغرافيًا” وغياب المداجن، والاعتماد على واردات الفروج من تركيا.
وأضاف القاضي أن مديرية التموين تنفذ جولات دائمة على الأسواق لمراقبة الأسعار وضمان التزام التجار بالتسعير المناسب، ومع ذلك، تعاني المديرية من تقلبات في أسعار الصرف والتعامل بالليرة السورية، إذ لا تزال العملة موجودة في المنطقة.
وأوضح القاضي أن المداجن بحاجة إلى تأهيل كامل، وأعدادها كبيرة لا يقدر المجلس المحلي أن يتحملها، ويسعى للتواصل مع كل الجهات لإيجاد حلول سريعة وفعالة ضمن الإمكانيات المتوفرة.
ويعادل كل دولار أمريكي 15250 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 33.23 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
وتدير “الحكومة السورية المؤقتة” مدينتي رأس العين وتل أبيض عبر مجالس محلية، بعد أن سيطر “الجيش الوطني السوري” مدعومًا من تركيا عليهما عقب معركة عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا ضد “قسد” عام 2019.