تشهد حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس)، خلافات بين أعضائها حول اختيار رئيس المكتب السياسي المقبل فيها، بعد اغتيال آخر رؤسائه، اسماعيل هنية، في طهران.
ورغم أن الحركة أصدرت بيانًا السبت قالت فيه إنها باشرت عملية تشاور واسعة ضمن مؤسساتها لاختيار رئيس جديد للحركة، وستبادر للإعلان عن نتيجة المشاورات، يكمن الخلاف الذي تحدثت عنه قناة “العربية” السعودية، حول مدى قرب الزعيم الجديد للحركة من النظام السوري وإيران.
وسبق أن تداولت وسائل إعلام اسم خالد مشعل، كزعيم جديد للحركة، وهو ما نفته الحركة في بيانها.
وفق “العربية” التي نقلت عن مصادر لم تسمها، فإن الاعتراض على مشعل يأتي من قائد الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار.
ويعود سبب الرفض لعدم تمتع مشعل بعلاقات جيدة مع النظام السوري وإيران.
ويعد مشعل أحد أبرز وجوه الحركة، وعاش لسنوات طويلة في دمشق قبل عام 2011، عندما استضافت العاصمة السورية مقرّات لفصائل فلسطينية مختلفة.
واشتعل الخلاف بين الطرفين، مع وقوف الحركة إلى جانب السوريين خلال المظاهرات التي طالبت برحيل النظام.
ويعدّ المكتب السياسي بمثابة الهيئة التنفيذية للحركة، وترأسه سابقًا أحمد ياسين قبل اغتياله في 2004، ثم عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتيل في العام نفسه، وأخيرًا اسماعيل هنية.
وستنتخب الشخصية المقبلة من قبل أعضاء مجلس شورى مركزي يضم 50 عضوًا، بما فيهم أعضاء المكتب السياسي.
من يخلف هنية؟
ومنذ اغتيال هنية تداولت وسائل الإعلام العربية أسماء شخصيات عدة من داخل الحركة.
وإلى جانب اسم مشعل، يبرز اسم خليل الحية، الذي ظهر بشكل مستمر منذ تشرين الأول 2023، باعتباره يقود المفاوضات بين الحركة وإسرائيل.
وسبق للحية أن زار دمشق في عام 2022، إلى جانب شخصيات أخرى لفصائل فلسطينية.
كذلك يظهر اسم يحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر وراء هجوم حماس في 7 تشرين الثاني 2023.
وفي تقرير نشرته “هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC)، قد تلعب طهران دورها في اختيار الاسم المقبل.
وقالت إن “حماس” ترتبط بعلاقات قوية مع إيران، والحية أقرب للأخيرة من مشعل، وشارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مؤخرًا.
كما نقلت عن مصدر قيادي داخل الحركة قوله، إن هناك مخاوف حقيقية لدى الحركة من إعلان اسم الرئيس الجديد.
وأضافت أنه لم يعد هناك مكان آمن تمامًا بعد اغتيال هنية في إيران، لكن ذلك لا يعني اعتمادها العمل السرّي.