عروة قنواتي
على مر الدورات الأولمبية الصيفية تاريخيًا، وفيما يخص مسابقة كرة القدم ما قبل وما بعد التحسينات والأنظمة الجديدة التي دخلت في أولمبياد برشلونة 1992، والتي سمحت لكل منتخب أولمبي متأهل للمسابقة بأن يصطحب معه ثلاثة لاعبين من أعمار الخبرة وما فوق السن الأولمبية، لم تحصل البعثات العربية بكرة القدم على ميدالية ملونة أيًا كان نوعها.
اكتفت المنتخبات العربية بالمركز الرابع ثلاث مرات، وكادت أن تلامس القلادة البرونزية ولكنها فشلت سوى في تحقيق المركز الرابع، كان مرتين لمنتخب مصر الأولمبي في أولمبياد 1928 و1964، ومرة واحدة للمنتخب العراقي الأولمبي في أولمبياد 2004.
أما الجمعة 2 من آب الحالي فقد حفل ببطاقتين عربيتين إلى المربع الذهبي في المسابقة، فقد اكتسح منتخب المغرب خصمه منتخب الولايات المتحدة الأميركية برباعية نظيفة، ونجح في التأهل إلى نصف نهائي أولمبياد باريس، وتغلب منتخب مصر على باراغواي (بنتيجة 5-4) بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل منهما في الوقت الأصلي والإضافي، ليضمن العرب على الأقل الميدالية البرونزية في المسابقة في حال فشل المنتخبان بالتأهل إلى المباراة النهائية أو تأهل أحدهما للنهائي فتكون القلادة الذهبية أو الفضية قد أصبحت في الخزائن.
منتخب المغرب بقيادة المخضرم أشرف حكيمي والمهاجم المرعب سفيان رحيمي والمدرب طارق السكتيوي على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل في نصف النهائي أمام أحد المرشحين لنيل الميدالية الذهبية في المسابقة، وهو الماتادور الإسباني الذي تجاوز عقبة اليابان بكل سهولة في ربع النهائي بثلاثية نظيفة.
أما المنتخب المصري فلن يكون لقاؤه سهلًا أبدًا في مربع الكبار حيث المواجهة الصعبة مع مستضيف الأولمبياد المنتخب الفرنسي الذي تخطى موانع التانغو الأرجنتيني بهدف دون رد في دور الثمانية.
للأمانة، وعلى الرغم من صعوبة المنافسين على الميداليات في نصف النهائي، فإن نتائج المنتخبين المغربي والمصري جاءت قوية ومميزة، وتدل على تحضير مكثف وقراءة جيدة لمنتخبات المسابقة.
المغرب فاز على الأرجنتين وعلى العراق، وخسر أمام أوكرانيا في الدور الأول، وتخطى، الجمعة الماضي، منتخب الولايات المتحدة، وسجل لاعبوه عشرة أهداف، وتلقت شباكهم ثلاثة أهداف في أربع مباريات، بينما مصر لم تتعرض للخسارة في أربع مواجهات تعادلت من خلالها مع الدومينيكان وفازت على أوزبكستان وإسبانيا في الدور الأول، وعلى بارغواي بفارق ركلات الترجيح قبل يومين، سجل لاعبوها أربعة أهداف وتلقت شباكهم هدفين.
السؤال هنا، ما زال سقف الطموحات مرتفعًا وبلا حدود، ما الضير في أن يفكر العرب بالذهب ويركزوا على النهائي؟ لعل الإصرار والتركيز يجعل النهائي عربيًا لأول مرة في تاريخ الأولمبياد.
مبارك للمغرب ولمصر ضمان الميدالية البرونزية حتى الآن، ونحو منصة الذهب والفضة التي إن كانت صعبة نوعًا ما فهي ليست مستحيلة.