“حوارنة” يتخلون عن “المليحي” في الأعراس.. البديل حلويات

فرقة درعا المركزية للفنون الشعبية - 29 من حزيران 2024 (فرقة درعا المركزية / فيس بوك)

camera iconفرقة درعا المركزية للفنون الشعبية - 29 من حزيران 2024 (فرقة درعا المركزية / فيس بوك)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

درجت العادات والتقاليد في محافظة درعا جنوبي سوريا على تقديم الولائم في يوم الفرح، إذ تقدم للضيوف “المناسف” من أكلة “المليحي” المشهورة، وهي مكون من البرغل المطبوخ والمهروس مع مرق “الكثي” (كرات مجففة من مشتقات اللبن) وفوقه المرق و”الكباب” (الكبة) وقطع لحم الخروف والسمن العربي، أو “صواني” الأرز باللحم، وتسميها بعض القرى “الأوزي”.

تراجعت شريحة واسعة من الأهالي عن هذه العادات في ظل ضعف القدرة الشرائية للسكان، وغلاء اللحوم ومكونات الطعام، في حين ما زالت تتمسك بها نسبة قليلة من ميسوري الحال ومربي الأغنام.

واستعاض بعض الأهالي عن الولائم بتقديم الحلويات المعبأة في علب كرتون، وتوزع على الضيوف في يوم العرس.

حلو مغلّف

لم يتمكن محمود (30 عامًا) من تقديم وجبة الغداء لضيوف فرح أخيه في مدينة طفس، ما دفعه لتقديم الحلويات التي تعتبر تكلفتها منخفضة مقارنة بولائم اللحم.

وقال محمود، إن تقديم ضيافة الطعام تكلّفه بالحد الأدنى ما يقارب 50 مليون ليرة سورية (نحو 3350 دولارًا)، ولا تمتلك أسرته هذا المبلغ، لذلك لجأ لشراء الحلويات وتعبئتها في علب كرتون وتقديمها للضيوف لتناولها خلال الفرح.

وأضاف محمود أنه اشترى العلبة الواحدة من الحلويات بسعر8000 ليرة سورية (0.55 دولار) واحتاج فرح أخيه إلى 500 علبة، بتكلفة وصلت إلى أربعة ملايين ليرة سورية.

ولم تعتد عائلة الشاب تقديم الحلويات فقط خلال الأعراس، لكن عملهم بالزراعة وتراجع الإنتاج ضعّف من إمكانياتهم المالية.

ويختلف سعر الحلويات بحسب النوعية، إذ يصل سعر العلبة الواحدة إلى 35 ألف ليرة سورية (نحو دولارين) في بعض المحال الفاخرة، في حين تتراوح الأصناف الشعبية ما بين 7000 و10000 ليرة سورية.

من جهته، اعتبر إسماعيل (35 عامًا) القاطن في ريف درعا الشرقي أن العادات والتقاليد تغيرت بسبب ضعف القدرة الشرائية للسكان وغلاء أسعار المواشي.

وأضاف الشاب الذي قدم الحلويات في عرسه أن تقديم الولائم بات محصورًا بميسوري الحال ومن يمتلكون المواشي.

وقال إن الدعوة للعرس كانت عامة سابقًا، أما اليوم فأصبح العريس يقتصر في “العزومة” (الدعوة) على الأقارب بما يتلاءم مع التكلفة المالية.

أما عائلة محمد المفعلاني القاطنة في بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، فقد تمسكت بتقديم الولائم للضيوف في عرس شقيقه.

ورغم التكلفة العالية، فإن أقارب العريس وبدعم من أقاربهم المغتربين، أصروا على متابعة تقديم الوليمة كعرف اجتماعي محبب للسكان، وفق ما قاله.

وأضاف أنهم ذبحوا 15 خروفًا في فرح أخيه، وكانت الدعوة عامة لأهالي القرية.

اللحم مرتفع.. تكاليف أخرى

وصل سعر كيلو اللحم قبل الذبح إلى 60 ألف ليرة سورية (أربعة دولارات)، ويصل سعر الذبيحة بوزن 50 كيلوغرامًا إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية.

ورغم انخفاض سعر اللحم من 80 ألف ليرة سورية للكيلوغرام قبل الذبح في حزيران الماضي إلى 60 ألفًا حاليًا، فإنه ما زال خارج القدرة الشرائية للسكان.

وتمتلك سوريا 18.8 مليون رأس من الأغنام، ما يمثل 1.27% من الإجمالي العالمي لعدد الخراف، بحسب صحيفة “تشرين” الحكومية.

وقدّر  مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، عدد قطيع الأغنام في محافظة درعا بـ817407 رؤوس، في حين يصل عدد المربين إلى 12705 على مستوى المحافظة.

وقال الحشيش، إن واقع تربية المواشي جيد من ناحية نمو القطيع وخلوه من الأمراض.

ولا تقتصر التكلفة في الأعراس على اللحوم، إنما تترتب على تقديم الولائم تكاليف تتمثل في أسعار الأرز الذي يكون من النوعيات الفاخرة، التي لا يقل سعر الكيلوغرام منها عن 35 ألف ليرة سورية.

وكذلك يجب أن تكون هناك نوعيات جيدة من السمن، والمكسرات، والتوابل، يضاف إلى ذلك سعر الغاز الذي وصل سعر الأسطوانة منه في “السوق الحرة” إلى 350 ألف ليرة سورية (23.6 دولار)، ويحتاج إعداد الوليمة في الفرح إلى أسطوانتين على الأقل.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة