“أهلي حلب” في قبضة حيتان الحرب.. قاطرجي يمول وحلوة يدير
عنب بلدي – حسن إبراهيم
شهد نادي الاتحاد أهلي حلب تغييرات على مستوى الإدارة واللاعبين والشركات الراعية، وبدأت ترتسم ملامح التغيير بدءًا من انتخاب شادي حلوة رئيسًا لمجلس إدارته وصولًا إلى خمس شركات ترعاه، منها أربع لآل قاطرجي، حيتان الحرب في سوريا.
نادٍ عريق له سمعته وتاريخه في الألقاب والبطولات، ويحظى بجماهيرية واسعة، صار اليوم تحت عباءة إعلامي عسكري حمل راية النظام وتولى تسويق روايته على مدار سنوات، ليدخل النادي في منعطف جديد، يراه البعض بداية لتحقيق بطولات، بينما اعتبره آخرون بداية انحدار لمكانة “القلعة الأهلاوية” باعتلاء أسماء لا تليق بتاريخه منصة الإدارة.
“بالتزكية”
في 1 من تموز الماضي، أعلن الاتحاد الرياضي العام في سوريا، انتخاب الإعلامي شادي حلوة رئيسًا لمجلس إدارة نادي أهلي حلب، خلفًا للرئيس السابق، رصين مرتيني.
وجاء انتخاب حلوة جاء “بالتزكية” بعد انسحاب المرشح زياد الشيخ عمر، وسط حضور أمين فرع حزب “البعث” (الحزب الحاكم في سوريا) في حلب، أحمد منصور، ونائب رئيس الاتحاد الرياضي، عمر العاروب.
ولا يحمل حلوة خبرة في عالم الرياضة، إنما دخله عبر عضوية في إدارة نادي أهلي حلب في أيلول 2023، ثم بدأ بإطلاق الوعود عقب وصوله إلى رئاسة إدارة النادي، وذكر أنه تم حصر الديون لجهة واحدة بإشرافه، بهدف إيقاف النزف المالي وإيجاد الوفر في صندوق النادي، واستطاع توفير 600 مليون ليرة سورية (38960 دولارًا أمريكيًا)، بعد إجراء “التقاص” مع كل أصحاب الحقوق بالنادي، حسب قوله.
وأطلقت إدارة النادي تصميمًا جديدًا معتمدًا للباس الرسمي للفريق الأول بكرة القدم، اعتمدت فيه الأرقام والأسماء باللغة العربية، بالإضافة إلى معالم حلب التاريخية، منها قلعة “حلب” ومخطط للمدينة القديمة، وشعارات الشركات الراعية، مع تعميم اللباس على باقي الفرق في النادي.
خمس شركات راعية.. أثرياء حرب
وصل عدد الشركات الراعية لنادي أهلي حلب لموسم 2024-2025 إلى خمس شركات، أربع منها تتبع لآل قاطرجي، هي مجموعة “قاطرجي” القابضة، ومجموعة “الخير” القابضة، ومجموعة “أرفادا” البترولية القابضة، وشركة “البوابة الذهبية“، بينما الراعي الآخر هو “البنك الوطني الإسلامي“.
لا يعد دخول آل قاطرجي ودعمهم المالي لنادي أهلي حلب جديدًا، ففي عام 2019، أعلنت مجموعة “قاطرجي” للأعمال عن تقديم دعم مالي لنادي الاتحاد بقيمة 55 مليون ليرة سورية.
وقال المستشار الإعلامي للمجموعة، شادي حلوة، في مؤتمر صحفي، إن المبلغ مقدّم من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي للنادي الحلبي، نافيًا سعي المجموعة لأي تدخل بالشأن الداخلي للنادي.
واعتبر حلوة حينها أن “إدارة المجموعة قدمت المبلغ دون أي قيد أو شرط أو أي مقابل معنوي أو إعلاني”، في حين أكد رئيس مجلس إدارة النادي حينها، مفيد مزيك، أنه تقديرًا لما قدمته المجموعة سيتم وضع شعارها على صدر فريق رجال كرة القدم.
وتعد عائلة قاطرجي من أثرياء الحرب الجدد المقربين من النظام السوري، الذي سمح بتمدد نفوذ العائلة وتعزيز حضورها على مستوى اقتصاد البلاد.
أما “البنك الوطني الإسلامي ” فقد باشر بتقديم الخدمات المصرفية المسموح له بتقديمها، منتصف تشرين الأول 2023، عبر مقره الرئيس الموجود في العاصمة السورية دمشق، وكان يشترك ثلاثة أشخاص في تأسيسه، هم: عماد الدين حسين غصن، ومصطفى غزال حموي، وعماد حنا حنا.
الدكتور والباحث في الاقتصاد كرم شعار، نشر في نيسان 2023 صورة عن قرار تأسيس المصرف، وقال إن شركات الواجهات تفيد المستثمرين السوريين لتجنب العقوبات الغربية، من خلال وضع الذراع اللبنانية من الشركة في الواجهة مع العالم الخارجي، وكذلك تفيد أيضًا في تجنب الضرائب.
أُسّس نادي الاتحاد عام 1949 تحت اسم أهلي حلب، واستمر بتلك التسمية حتى عام 1971 حين تم تغيير اسمه إلى الاتحاد.
يعتبر نادي الاتحاد الحلبي من الأندية الرياضية السورية العريقة، ويشارك في مختلف الألعاب الرياضية الأكثر شعبية في سوريا وخاصة كرة القدم والسلة.
في آذار 2022، أصدر الاتحاد الرياضي العام في سوريا قرارًا بإعادة اسم نادي الاتحاد الرياضي في حلب إلى نادي الاتحاد أهلي حلب.
حقق بطولة الدوري السوري لكرة القدم 6 مرات.
حقق بطولة كأس الجمهورية 10 مرات.
حقق بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مرة واحدة.
من شادي حلوة؟
يشغل الإعلامي الموالي للنظام السوري شادي حلوة منصب رئيس التحرير لإذاعة “صدى إف إم” ومديرها المسؤول، ويحظى بعلاقة قوية مع أفراد مجموعة “قاطرجي” ويصفهم بـ”إخوته”.
عمل حلوة سابقًا مراسلًا لـ”القناة الفضائية السورية” الرسمية من محافظتي حلب وحماة، كما عمل سابقًا معدًّا ومقدمًا للبرنامج الأسبوعي “هنا حلب” على القناة بين عامي 2015 و2017، وعمل لدى “المركز الإذاعي والتلفزيوني- جامعة حلب”، ومراسلًا صحفيًا في الجانب الخدمي لمحطتين إذاعيتين في حلب، إلى جانب عمله موظفًا في “القصر البلدي” بحلب.
ويعتبر حلوة أحد أبرز إعلاميي النظام السوري في حلب، وشارك في تغطية معارك قوات النظام في مناطق عدة خلال الأعوام الماضية، ويتعرض لانتقادات واتهامات واسعة من جمهور المعارضة بأنه أسهم في “تزييف وتضليل الحقائق، والتشجيع على قتل المدنيين، وتسميته للمعارضة المسلحة بالإرهابيين”.
أُصيب حلوة حين كان مراسلًا ضمن فريق عمل “الإخبارية السورية” ووكالة “سانا” الرسمية، خلال تغطية عمليات قوات النظام السوري بريف حلب الغربي، في 12 من شباط 2020، بالإضافة إلى المصورين شريف عبس وجورج أورفليان، نتيجة استهدافهم من قبل فصائل المعارضة بريف حلب الغربي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :